ضرب جبهتها بخفة ليبعدها عنه و هو منزعج فابتعدت بصدمة أثر فعلته المفاجئة متحسسةً جبهتها بصمت لتستذكر فرانس لوهلة حينما ضرب أدريان جبهتها و مرت تلك الجملة بنبرة صوته المريحة " أتخالين نفسك شخص ناضج كيف لكِ بأن تلقبيني بالطفل وأنا أكبر منكِ بكثير " ثم عبست بحزن و تملكها اليأس فجأةً حينما جال ببالها ذكرى ذلك اليوم لتنزل عينيها للأسفل محاولةً عدم البكاء فاستغرب أدريان حالتها و اقترب منها قائلًا بقلق " ما بالك هل كانت قوية هل آلمتك أنا آسف حقًا لم أقصد بأن أؤلمك هل أنتِ بخير " استوعبت الموقف لترفع رأسها مبتسمةً بهدوء و قالت " لا آسفة لقد شردت قليلًا لم تؤلمني ضربتك البتة " فابتسم هو براحة بينما هي قد نطقت بـ " هيا بنا لقد وصلنا للمطار أسرع " ارتجلا من السيارة و حمل أدريان الحقيبة بينما هي قالت له " أعطني جواز سفرك سأضعه مع خاصتي " فـسلمه لها ببراءة ملاحظًا ألوانهما المختلفة ليقول بتعجب " وااهه لون جواز سفرك أزرق داكن ليس كـ خاصتي أحمر اللون " ضحكت على تعابيره المندهشة و قبل أن تفسر له الموضوع قال بتسائل " هل جواز سفر الذكر يختلف باللون عن جواز سفر الأثنى ؟ هل الألوان تحدد بجنس الشخص ؟ " فحملقت به بصدمة على طريقة تفكيره الملتويه ثم قالت بغرابة " أدريان يومًا عن يوم تدهشني بغرابتك و تفكيرك الغير معقول حقًا لا أعلم كيف يعمل عقلك أهو حقًا كـ عقول بقية البشر ؟ " لينظر لها بتلك العينين ذات اللون الأخضر المبهج غير مستوعبٍ لما تقصده فتنهدت هي بيأس و شرعت بالشرح قائلةً " استمع إلي أولًا نحن من دول مختلفة و كل دولة تمتلك جواز سفرٍ مختلف لذا ألوان خاصتنا مختلفة فـجواز السفر الفرنسي أحمر مثل الذي لديك و الجواز الأمريكي يكون باللون الأزرق الداكن كـخاصتي أفهمت ؟ " اومأ بتفهم وهو يكتشف كل تلك الأشياء الغريبة بالنسبة له و الجديدة عليه لتكمل حديثها هي بـ " أيضًا لا يختلف لون الجواز حسب جنس الشخص فالذكر و الأنثى لديهما نفس اللون إن كانا من نفس الدولة و اللون يحدد بالدولة فقط " فقال هو بتفكير " اوه إذًا سبب اختلاف ألوان خاصتنا هو بأننا من دول مختلفة " لتقول ردًا على حديثه " أجل ذلك صحيح و بالنسبة للمعلومات الشخصية الموجودة به فهي تحفظ و تدون منذ ولادتك و يسجلونها بجواز سفرك حتى يضمونك مع قائمة سكان هذه الدولة " أكملوا الإجراءات و انتهوا منها في الساعة الثامنة إلا ربع فقالت سيون براحة " رائع لقد أنهينا كل شي في وقتٍ قياسي و الآن قد تبقى لنا خمسة عشر دقيقة لذا هيا بنا بسرعة " ذهبا و ركبا الطائرة و كانت مقاعدهما على اليسار بجانب بعضهم البعض فجلس أدريان عند النافذة و هو يشعر بالغرابة بينما سيون بجانبه و بدأن المضيفات بعد عدة دقائق بالتحقق من أن الجميع يرتدون حزام الأمان لأنهم يتجهزون للإقلاع فقال أدريان بعيون تشع حماسًا " هل سنطير الآن في الهواء " لتقول له بابتسامةٍ مرتبكه " أجل سنفعل ذلك " ابتسم و جلس بهدوء محدقًا بالنافذة قبل انطلاق الطائرة و لكنه لمح بطرف عينه يدي سيون المرتجفة و هي تنظر للأسفل بصمت و تتنفس باضطراب ليغطي النافذة مغلقًا إياها ثم أمسك بيديها و قال " هل أنتِ خائفة من التحليق " لتومئ له ببطئ قائلةً بنبرة مهتزة " أنني أخاف المرتفعات " فضغط على يديها بخفة ليطمئنها " لا بأس أنا معك فقط لا تفكري بالموضوع و تخيلي بأننا في صالة سينما نشاهد فيلمًا ما " ألبسها السماعة و وضع لها فيلمًا لتندمج معه و تنسى أمر الطيران أما هو فلم يفتح النافذة أبدًا لأجلها بالرغم من أنه كان سعيدًا و متحمسًا لمشاهدة الغيوم من فوق .
سويسرا (فيرناير)
[ جانب السيّدة نيكول و جوليا ]
٨:٣٠ مساءً
ركبت السيارة بصمت لتركب نيكول أيضًا بعدها و هي تبتسم بمكر فنظرت لها جوليا ببرود بعدما بدأت السيارة بالتحرك و قالت " أخبريني على الأقل ما المكان الذي نحن ذاهبين له و ما الموضوع حتى استطيع التصرف " لتقول لها نيكول بسعادة " ستعرفين كل شيء حينما نصل و لكن كل ما يمكنني إخبارك به هو أننا ذاهبين لقصر مماثل لقصرنا أيضًا ستقابلين شخصًا ربما لا تتذكرينه " شعرت جوليا بالغرابة لحديث نيكول و قالت بارتياب " و لكن ألسنا ذاهبين إلى مناسبة عامة ؟ ما الذي تقصدينه بأنني سأقابل شخصًا هل هو حتى يعرف بأنني قادمه و ينتظرني ! " بدأت تشعر بالقلق و الخوف و لكنها تحاول التماسك لتشد على فستانها بقبضة يدها بقوة وهي تفكر بـ " ما الذي تخطط له تلك المجنونة من الذي لن أتذكره من سيكون " فضحكت نيكول قائلةً باستهزاء " أين تلك التي كانت تتصنع القوة قبل لحظاتٍ في القصر ما بالك ترتجفين خوفًا " عضت جوليا شفتها بغضب و من ثم تحكمت بملامحها و ابتسمت ابتسامةً ساخرة يقبع خلفها الخوف و الرعب ثم قالت بثقة " من التي ترتجف خوفًا يبدو بأنك تتوهمين ذلك أو بالأصح هذا ما تريدين حصوله " فحدقت بها بحدة لتكمل حديثها ببرود " أنا لا أهابك و لا أملك أي ذرة خوف تجاهك "[ جانب إلياس ]
بعدما نزل من الدور العلوي مسرعًا طلب من أحد حراس القصر بأن يجهزوا له دراجةً نارية من المرأب الخاص بالقصر و المليء بالمركبات ليحضر له الحارس قائلًا " تفضل المفتاح سيدي الصغير " فـشكره إلياس بلطف و قال " سأذهب لأتمشى قليلًا أحرس القصر جيدًا " اومأ الحارس له ليذهب إلياس بركض نحو الخارج و من ثم ارتدى الخوذة و شَغَّلَ المحرك منطلقًا إلى الشارع العام و هو يجول بعينيه باحثًا عن تلك السيارة ليقول بتوتر " سحقًا لتو قد ذهبوا أين اختفت سيارتهم " فـلمحها تسير أمامه بعيدًا عنه بأمتار ليسرع بقوة مندفعًا للأمام نحوهم و هو يتخطى تلك السيارات عبر المرور من بينهم و حينما اقترب منهم أبقى سيارتين أمامه حتى لا يلحظوه أو يشك السائق بأن هنالك شخص ما يلاحقهم و أثناء ذلك أخرج هاتفه بسرعة و كتب رسالة نصية لإيثان تحتوي على " إيثان هنالك أمر مريب تلك العجوز أخذت جوليا معها لمكانٍ مجهول و أنا حاليًا ألحق بهما سأخبرك بالتطورات و أرسل لك الموقع عند وصولنا " ليضغط على زر إرسال حتى تصل تلك الرسالة إلى إيثان فوضع هاتفه بجيبه و أكمل القيادة و هو يزيد من السرعة حتى لا يبتعد كثيرًا عنهم محدقًا بالسيارة بتفكير " يا ترى إلى أي مكان سيذهبون أهو بعيد .. اتمنى بأن لا يكون بذلك البعد "
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .