{26}

1.6K 159 27
                                    

سويسرا (فيرناير)

تأكل الباستا برَوِيَّة و بملامحٍ هادئة لتتوقف عن تناول الطعام فجأة وهي تنظر لطبقها بشرود فـإِنْتَبَه إليها أثناء فتحة لعلبته الخاصة ليستفسر قائلًا "مابكِ شاردة ؟ هل حدث أمرٌ ما عند خروجي أم الباستا خيبت آمالك بطعمها ؟ أهي سيئة ؟ " لم تعطه أي اسْتِجابة و سرعان ما انقض القلق عليه ليتحدث بجدية " جوليا ؟ ما الأمر هل هناك شيء ما يؤلمك ؟ رأسك يؤلمك مجددًا ؟ " لم يتلقى أي ردة فعلٍ منها و كأنها أصبحت غارقة بعالمٍ آخر ، أجل إنه عالم الذكريات .

عودة للماضي :
صوتٌ مبهج لطفلة متحمسة " ووااههه مرحى!! لقد إنتهينا أخيرًا " صفقت بحماسة لتخاطب تلك المربية الواقفة بجانبها بلُكْنة ثقيلة نظرًا لصغر عمرها " هل سيكون مذاقها رائعًا ؟ بالتأكيد سيتفاجئ أدريان و يسعد بها " أبتسمت المربية على لطافتها لتقول " بالطبع ستكون لذيذة لقد صنعتها معي بحبٍ و جهد " ثم ضحكت و أكملت كلامها بـ " أجل حقًا سوف يكون متفاجئًا لأنك من حضر الباستا و كل شيء اليوم بدلًا عنه " فـحملت الشوكات و الملاعق بمناديلها المزخرفة حتى ترتبها على المنضدة و استرسلت بحديثها " يبدو بأنكم تحبون تناول الباستا البيضاء بالفطر جدًا لأنكم تأكلونها بكل سنة في اليوم الثالث من شهرِ آذار و اليوم الخامس من أيار فـأصبحت عادة أو طقوسًا خاصة بكم " لتتسع ابتسامة جوليا بسعادة و هي تومئ إيجابًا " أجل نحن نحبها إنها شهية و لذيذة المذاق و المفضلة لي و لأدريان " فقالت المربية موافقةً على كلامها " الحق معكِ لا شك بـمذاقها الشهي " ثم انحنت لمستوى جوليا القصير و امسكت بيديها قائلةً بحب " لا أظن بأنك تتذكرين ذلك و لكن في السنة الفائته حينما جاء ميلاد أخاك أدريان أصر على تناول هذا الطبق معكِ و بعد شهرين حينما جاء شهر أيار و بيوم ميلادك الثاني تناوله معك أيضًا و الآن سيتناوله معكِ بميلادك الثالث آه كم هذا لطيف " احتضنت جوليا و قالت بهيام " ما ألطفكم ارجوا حقًا و من كل قلبي أن تحتفلوا بكل أعيادكم القادمة معًا دائمًا و أبدًا " لتفصل العناق عنها بلطف و استقامت حتى تكمل عملها أما جوليا فقد كانت مبتسمةً بشدة و الفرحة تغمرها و هي تمسك بالطبق بعدما ساعدتها المربية التي نطقت بـ " على مهلك حتى لا يسقط الطبق منكِ "

فرنسا (لانيون)

استَيقَظ أدريان بخمول وهو عابس الملامح بعد نزاعٍ طويل مع فرانس حتى جعله يغلق الستائر لينهض أدريان من تِلك الاريكة ثم قال فرانس بعدما نهض أدريان " هيا أذهب و اغتسل أيها الأحمق لقد اتعبتني بحقك هل أنت طفل " تنهد فرانس بتذمر لينظر أدريان له ببرود قائلًا " سأذهب الآن لا داعي للنحيب " فقلَّدَ فرانس كلامه بصوتٍ طفولي و لا ننسى أيضًا ملامحه البلهاء " اننن سأذهب الآن لا داعي للبكاء " ليرمقه أدريان بطرف عينه قائلًا بسخرية " من هو الطفل بيننا " دخل الحمام بينما فرانس يرتب الأريكة و يضع الطعام على الطاولة ثم أشعل بعضًا من أضواء الغرفة لتصبح الغرفة ذي إنارة خافتة حتى لا تضايق أدريان أو تزعجه و بعدما إنتهى أدريان من الاغستال دخل المكتب مجددًا وهو يتحدث باستهزاء " ما بال هؤلاء ألم يروا رجلًا وسيمًا يستخدم الحمام العمومي من قبل " اسْتوعَب فرانس الوضع قائلًا بصدمة " مهلًا مهلًا بربك !! هل أنت مجنون لقد دخلت حمام الموظفين " فاومأ أدريان له بـنعم ليؤشر فرانس على ملابس أدريان وهو يتكلم بملامحٍ متجمدة " بزيك هذا المخصص للمرضى و لا تريد منهم بأن يستنكروا ذلك ! " رفع فرانس كتفية بلا مبالاة ثم قال ردًا على كلام فرانس " و ما الفرق جميعنا من السلالة البشرية ما المذهل بالموضوع " فجلس على الأريكة ليكمل حديثه قائلًا " و من ثم هل هناك حمام مخصص للمرضى حتى ؟ و أن كان هناك واحد كيف سيكون شكله ؟ هل سيكون المرحاض على شكل فراشة أو زهرة مثلًا ؟ ليُفرح المرضى المساكين " اغتاظ فرانس لينطق باستياء " أتمنى فقط أن تكون جدي و لو ليوم واحد فقط " تجاهل أدريان حديث فرانس قائلًا " أنا جائع ما الذي أحضرته " ليتذمر فرانس على برودته و انعدام الجدية من قاموسه فقال " تبًا لا أمل منك حقًا أنت ميؤوس منك " رفع أدريان بصرة باتجاهة و قال " توقف عن تذمرك الطفولي و ثرثرتك المزعجة هذه و لنأكل هيا فأنا جائع " ثم جلس فرانس أيضًا وهو يقول بانزعاج " أنا أكبر منك أيها الأحمق أرني بعضًا من الاحترام لقد أحضرت لك الطعام أيضًا و تعاملني بهذا الشكل ! " فـنظر أدريان نحوة بسخرية قائلًا بصدمة مصطنعة " أنت تمزح ! كيف لطفلٍ مثلك بأن يكون أكبر مني " و حين رأى ملامح فرانس الغاضبة انفجَر ضاحكًا ليقول بقهقهةٍ عالية " يا رجل أنت مضحك إنك حقًا كالأطفال تغضب بسرعة و تهدئ بسرعة كم أحب إغاظتك " صدم فرانس من ضحك أدريان المفاجئ لتتبدل ملامحة الغاضبة إلى الهادئة مبتسمًا بشكلٍ صغير ثم قال " لقد تعبت من طفوليتك هيا لنفتح الأكياس حتى تأكل أيها الطفل الجائع " فقال أدريان ردًا على كلامه " ما الذي أحضرته " أَخْرَجَ فرانس من الكيس بعضًا من عُلَب الطعام التي أحضرها و قال " لقد طلبت الباستا من المطعم المجاور لشقتي " ليضع العُلَب على الطاولة و هو يقول " و أخذت أنواعٍ مختلفة لأني لا أعلم ما الذي ستحبه "

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن