سويسرا (فيرناير)
تأكل الباستا برَوِيَّة و بملامحٍ هادئة لتتوقف عن تناول الطعام فجأة وهي تنظر لطبقها بشرود فـإِنْتَبَه إليها أثناء فتحة لعلبته الخاصة ليستفسر قائلًا "مابكِ شاردة ؟ هل حدث أمرٌ ما عند خروجي أم الباستا خيبت آمالك بطعمها ؟ أهي سيئة ؟ " لم تعطه أي اسْتِجابة و سرعان ما انقض القلق عليه ليتحدث بجدية " جوليا ؟ ما الأمر هل هناك شيء ما يؤلمك ؟ رأسك يؤلمك مجددًا ؟ " لم يتلقى أي ردة فعلٍ منها و كأنها أصبحت غارقة بعالمٍ آخر ، أجل إنه عالم الذكريات .
عودة للماضي :
صوتٌ مبهج لطفلة متحمسة " ووااههه مرحى!! لقد إنتهينا أخيرًا " صفقت بحماسة لتخاطب تلك المربية الواقفة بجانبها بلُكْنة ثقيلة نظرًا لصغر عمرها " هل سيكون مذاقها رائعًا ؟ بالتأكيد سيتفاجئ أدريان و يسعد بها " أبتسمت المربية على لطافتها لتقول " بالطبع ستكون لذيذة لقد صنعتها معي بحبٍ و جهد " ثم ضحكت و أكملت كلامها بـ " أجل حقًا سوف يكون متفاجئًا لأنك من حضر الباستا و كل شيء اليوم بدلًا عنه " فـحملت الشوكات و الملاعق بمناديلها المزخرفة حتى ترتبها على المنضدة و استرسلت بحديثها " يبدو بأنكم تحبون تناول الباستا البيضاء بالفطر جدًا لأنكم تأكلونها بكل سنة في اليوم الثالث من شهرِ آذار و اليوم الخامس من أيار فـأصبحت عادة أو طقوسًا خاصة بكم " لتتسع ابتسامة جوليا بسعادة و هي تومئ إيجابًا " أجل نحن نحبها إنها شهية و لذيذة المذاق و المفضلة لي و لأدريان " فقالت المربية موافقةً على كلامها " الحق معكِ لا شك بـمذاقها الشهي " ثم انحنت لمستوى جوليا القصير و امسكت بيديها قائلةً بحب " لا أظن بأنك تتذكرين ذلك و لكن في السنة الفائته حينما جاء ميلاد أخاك أدريان أصر على تناول هذا الطبق معكِ و بعد شهرين حينما جاء شهر أيار و بيوم ميلادك الثاني تناوله معك أيضًا و الآن سيتناوله معكِ بميلادك الثالث آه كم هذا لطيف " احتضنت جوليا و قالت بهيام " ما ألطفكم ارجوا حقًا و من كل قلبي أن تحتفلوا بكل أعيادكم القادمة معًا دائمًا و أبدًا " لتفصل العناق عنها بلطف و استقامت حتى تكمل عملها أما جوليا فقد كانت مبتسمةً بشدة و الفرحة تغمرها و هي تمسك بالطبق بعدما ساعدتها المربية التي نطقت بـ " على مهلك حتى لا يسقط الطبق منكِ "فرنسا (لانيون)
استَيقَظ أدريان بخمول وهو عابس الملامح بعد نزاعٍ طويل مع فرانس حتى جعله يغلق الستائر لينهض أدريان من تِلك الاريكة ثم قال فرانس بعدما نهض أدريان " هيا أذهب و اغتسل أيها الأحمق لقد اتعبتني بحقك هل أنت طفل " تنهد فرانس بتذمر لينظر أدريان له ببرود قائلًا " سأذهب الآن لا داعي للنحيب " فقلَّدَ فرانس كلامه بصوتٍ طفولي و لا ننسى أيضًا ملامحه البلهاء " اننن سأذهب الآن لا داعي للبكاء " ليرمقه أدريان بطرف عينه قائلًا بسخرية " من هو الطفل بيننا " دخل الحمام بينما فرانس يرتب الأريكة و يضع الطعام على الطاولة ثم أشعل بعضًا من أضواء الغرفة لتصبح الغرفة ذي إنارة خافتة حتى لا تضايق أدريان أو تزعجه و بعدما إنتهى أدريان من الاغستال دخل المكتب مجددًا وهو يتحدث باستهزاء " ما بال هؤلاء ألم يروا رجلًا وسيمًا يستخدم الحمام العمومي من قبل " اسْتوعَب فرانس الوضع قائلًا بصدمة " مهلًا مهلًا بربك !! هل أنت مجنون لقد دخلت حمام الموظفين " فاومأ أدريان له بـنعم ليؤشر فرانس على ملابس أدريان وهو يتكلم بملامحٍ متجمدة " بزيك هذا المخصص للمرضى و لا تريد منهم بأن يستنكروا ذلك ! " رفع فرانس كتفية بلا مبالاة ثم قال ردًا على كلام فرانس " و ما الفرق جميعنا من السلالة البشرية ما المذهل بالموضوع " فجلس على الأريكة ليكمل حديثه قائلًا " و من ثم هل هناك حمام مخصص للمرضى حتى ؟ و أن كان هناك واحد كيف سيكون شكله ؟ هل سيكون المرحاض على شكل فراشة أو زهرة مثلًا ؟ ليُفرح المرضى المساكين " اغتاظ فرانس لينطق باستياء " أتمنى فقط أن تكون جدي و لو ليوم واحد فقط " تجاهل أدريان حديث فرانس قائلًا " أنا جائع ما الذي أحضرته " ليتذمر فرانس على برودته و انعدام الجدية من قاموسه فقال " تبًا لا أمل منك حقًا أنت ميؤوس منك " رفع أدريان بصرة باتجاهة و قال " توقف عن تذمرك الطفولي و ثرثرتك المزعجة هذه و لنأكل هيا فأنا جائع " ثم جلس فرانس أيضًا وهو يقول بانزعاج " أنا أكبر منك أيها الأحمق أرني بعضًا من الاحترام لقد أحضرت لك الطعام أيضًا و تعاملني بهذا الشكل ! " فـنظر أدريان نحوة بسخرية قائلًا بصدمة مصطنعة " أنت تمزح ! كيف لطفلٍ مثلك بأن يكون أكبر مني " و حين رأى ملامح فرانس الغاضبة انفجَر ضاحكًا ليقول بقهقهةٍ عالية " يا رجل أنت مضحك إنك حقًا كالأطفال تغضب بسرعة و تهدئ بسرعة كم أحب إغاظتك " صدم فرانس من ضحك أدريان المفاجئ لتتبدل ملامحة الغاضبة إلى الهادئة مبتسمًا بشكلٍ صغير ثم قال " لقد تعبت من طفوليتك هيا لنفتح الأكياس حتى تأكل أيها الطفل الجائع " فقال أدريان ردًا على كلامه " ما الذي أحضرته " أَخْرَجَ فرانس من الكيس بعضًا من عُلَب الطعام التي أحضرها و قال " لقد طلبت الباستا من المطعم المجاور لشقتي " ليضع العُلَب على الطاولة و هو يقول " و أخذت أنواعٍ مختلفة لأني لا أعلم ما الذي ستحبه "
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .