سويسرا (فيرناير)
اقْتحَم الغرفة بهَلَع عندما سمع صراخها الهِسْتِيريّ لينتبه لمنظر الممرضين و هُم مُتَجمْهِرون عِند الباب و الذي أثار رعبها و صدمتها مِن الوضع بسبب كثرة الناس بينما هي تغطي أذنيها بإِحْكام بيديها المرتجفتين وهيّ منكمشةً على ذاتها ، ترتعش بقوة أثناء صراخها المنهار ليركض الدكتور إيثان نحوها محاولًا تهدئتها ثم أمسك بها من كتفيها بِهدوء وَهُو يهمس لها بـ" ششش لابأس لابأس أنا بجانبك لا تخافي " شعر بأنها في عالم آخر وهو يخاطبها و كأن جميع حواسها مغلقة و محجوبةً بستار عن ما حولها ، كأنها بحالة اللاوعي غارقةً بالظلام الدامس فقال لها بصوتٍ مرتفع قليلًا وَهُو يهزها بخفة حتى يعيدها لوعيها " جوليا اهدئي هل تسمعينني " لترفع نظرها نحوه محدقةً به بعيونٍ ضائِعة و نظراتٍ مشتته فـنطقت بشفاة مُرْتَجفة و صوتٍ مَبْحُوح " مم..من هي جوليا ؟ "
فرنسا (لانيون)
" ها هو الدليل " قالها بكل فَخْر وهو يُشعر بِلذَّة الإنتصار ليكتف يديه نحو صدره قائلًا و هو يميل برأسه لليسار بإستفهام " إذًا؟ " فـنظر الطبيب لوسيان نحوه بغضب و قال " و كيف لي أن أثق بك فعندما أسلمك المريض يمكنك إِفْشاء أمري بعد أخذه " أبتسم فرانس ليقول " الوعد سيبقى كما هو ما لم تغضبني " غمز بآخر كلامه بينما الطبيب لوسيان قد تنهد بقلة حيلة ليلتفت لإحدى رجاله و هو يقول بجُمُود " أعطِه المريض "
[السيّدة أوليفيا]
تراقب الأحداث بِهدوء و هي تنتظر بقلق مجيئ سيون و عقلها يعقد الأمور أكثر و يزيدها سوءًا حيث أنه يبث لها أفكارًا سوداوية و سناريوهات مرعبة بشأن حصول مكروه لطفلتها فـسمعت السيّدة أوليفيا صوت وقع أقدامٍ خفيفة مِن الخلف ثم أدارت وجهها بتوتر لترى سيون تركض على أطرافها و هي تقفز بهدوء حتى لا تصدر أي جَلَبة أو إزعاج ثم جلست بجانب السيّدة أوليفيا بينما تلتقط أنفاسها بصعوبة لتميل برأسها نَحْو كتف مربيتها الفَرِحة بعودتها سالمة و قالت بابتسامه و صوت متقطع " لقد نجحت عمتي " فاحتضنتها السيّدة أوليفيا بسعادة قائلةً لها " لقد قلقت عليك كثيرًا " ابتسمت سيون بوجه مربيتها والتي هي بمثابة والدتها بل هي عائلتها بأكملها لتقول " عمتي كم مرة قلت لك لا يجب عليك القلق علي فـأنا أمارس فنون القتال و الدفاع عن النفس..." استقامت بجلستها و هي تُعدد بأصابع يديها بقية الأشياء التي كانت تمارسها منذ صغرها لتبتسم السيّدة أوليفيا بحُب أثناء تأمل أبنتها و حركاتها الطفولية تلك وهي تعدد بـأناملها ثم ألتفت كل مِن السيّدة أوليفيا و سيون إلى موقع الحدث حينما سمعوا الطبيب لوسيان وهو يقول " أعطِه المريض " فـشعرت سيون بسعادةٍ مفرطة بعد هذه الجملة لتقول بحماسة " أجل!! لقد فعلناها " قفزت بفرحة قائلةً بإنتصار " تغلبنا على أولئك الحمقى "
سويسرا (فيرناير)
نطقت بشفاة مُرْتَجفة و صوتٍ مَبْحُوح " مم..من هي جوليا؟ " ليجفل الدكتور إيثان من جملتها تِلك التي كانت من أسوأ مَخاوفة بأن يحصل ذلك فـنظر إليها مطولًا بحُزن قائلًا لها " لا بأس فقط اهدئي و ثقي بي اتفقنا ؟ " قال تلك الجملة بِهدوء راسمًا ابتسامةً مطمئنة حتى يُشعرها بالأمان و أن هنالك من بجانبها لتومئ له ببطئ ثم أرخت أكتافها بوهن و قالت بصوتٍ ضائع يملؤه الفُتُور " لِما أشعر بالضياع " ليرد عليها مواسيًا " إنها فترة و ستمر هذا بسبب إرهاقك لا تقلقي " فـأخرجت الهواء مِن رئتيها دفعةً واحدة لتوجه بصرها نحوه و تسأله سؤالًا آخر حتى انهالَ عليه سيل من الأسئلة " ما الذي حدث لي ؟ و لِما جسدي مُغطًى بالضمادات و حالتي بهذا الوضع المريع ؟ " زَمَّ شفتيه بحيرة وَهُو يحاول التفكير بما سيقوله لها ليغير الموضوع و يساعدها على النهوض قائلًا " هيا يا صغيرة ستذهبين معي لأجري لكِ بعض الفحوصات الهامة " أجلسها على الكرسي المُتحرِّك ليدفعها بخفه و آثار الدَهْشة قد تمكنت مِنه وهو يقول بصدمة " يا للهول ! هل أنتِ حقًا تتناولين الطعام أم أنكِ رُوح تطفو؟! " نظرت إليه ببراءة ثم قالت بصوتٍ خافِت " ماذا تقصد لم أفهم " فابتسم بلُطف على برائتها و قال بمزاح " أحس بأني أدفع كرسيًا فارغًا وليس به إنسان " حملقت به باسْتِغْراب ليُكمل حديثه ضاحكًا " أنتِ حقًا أخف من الريشة يجب عليكِ أن تتناولي الطعام و أن لا تصبحي مثل أولئك الفتيات الساذجات اللاتي يحرمن أنفسهن من الطعام ابتغاءً لفقدان الوزن فهذا شيء خاطئ كليًا و جرمٌ بحق أجسادهن " لتوجه بصرها نحوه و هي ترد عليه بسخريةٍ على حالها " أردت بأن أجيبك بأني لست من هذا النوع لكنني لا أعلم إن كنتُ مثلهن أم لا " .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .