{51}

1.2K 121 2
                                    

سويسرا (فيرناير)

بعدما أنهى إيثان جميع الاجراءات ذهبت جوليا لتبدل ثياب المشفى قبل أن تأتي عائلتها لاصطحابها و حينما إنتهت بقيت ساكنة تحدق بانعكاسها في المرآة بصمت فـمَرَّ ببالها مقطعٌ صغير من إحدى ذكرياتها أثناء الطفولة ألا وهو احتضان أدريان الصغير لها وهي طفلة و همسه الهادئ بصوته الحنون " جوليا لا تخافي و لا تبكي ألم تخبريني بأنك أصبحت كبيرة ؟ أخاك الكبير لن يدعهم يأخذونك بعيدًا و إن فعلوا ذلك أعِدك بأني سآتي لأخذك اتفقنا ؟ " فــرَدَّت عليه وهي تبادله العناق متشبثةً به بيأس و قائلةً بنبرتها الطفولية البريئة " حسنًا أخي أنا لن أبكي " إستفاقت من شرودها و حدقت بالمرآة لتجد نفسها تذرف الدموع لا إراديًا بغزارة فشهقت بألم وهي تحاول كبت بكائها واضعةً يدها على فمها ثم أنزلت رأسها و الدمع يتساقط من وجنتيها لتقول بصوتٍ خافت و حدقتيها البنفسجية تبرق أثر دموعها " لقد فقدت جزءًا مني برحيلك ، أدريان إنني أحن لنبرتك المريحة تلك و لقد أشتقت لرؤية وجهك و احتضانك أنا حقًا أفتقدك و بشدة " هدَّأت حالها وهي تأخذ نَفَسًا عميقًا بينما تردد بتحفيز مشجعةً لذاتها " لن أبكي مرة أخرى لن أبكي أنا استطيع تحمل كل ذلك إنني قوية بما يكفي سأصبر فلقد أخلفت بوعد أخي أدريان لمراتٍ عديدة بلحظات ضعف غير مستذكرةٍ للأمر و الآن لقد تذكرت ذلك الوعد لذا يجب علي بأن أصمد و أقابل أخي بحالة جيدة " لتغسل وجهها و من ثم رفعت شعرها المنسدل عليها بطوله للأعلى بربطة شعر فخرجت من الحمام حينما إنتهت بابتسامةٍ صغيرة وهي تنظر لظهر إيثان الذي يرتب حاجياتها لداخل الحقيبة مساعدًا إياها بترتيب أشيائها لتذهب إليه وهي تقول بامتنان " شكرًا لك و إنني حقًا أعنيها من أعماق قلبي " عضت شفتيها المرتجفة محاولةً الصمود بابتسامتها المهتزة و عينيها التي توشك بأن تدمع و لكنها تواصل كبحها لتقول له وهي بالكاد تبتسم " لن أبكي لقد وعدت أخي بذلك و لن أفعل ذلك الآن " ابتسم لها بحنان و وضع يديه على كتفيها وهي مازالت تنظر له فقال " لا حاجة للبكاء إنه ليس الوداع جوليا " اومأت بشكلٍ سريع و قالت " أجل أنت محق لا تعتقد بأنك ستتخلص مني فأنا سأضايقك إلى أن تشيخ " ليضحك بمرح على حديثها قائلًا " لقد قلتِ ذلك بنفسك إياك و الإخلاف بكلامك حسنًا ؟ " فابتسمت باتساع و احتضنته و هي تقول " حاضر أبي حقًا سوف أفعل ذلك " فصل العناق بعدما مسح على شعرها بلطف ثم قال " طفلة مطيعة " ليدنو بقربها هامسًا بحرص " إنهم في الخارج يوقعون أوراقك سيأتون بعد عدة لحظات لذا كوني قوية ولا تدعيهم يكتشفون أمرك إنني أثق بك و بقدراتك " فاستقام بوقفته و قرص وجنتها بلطف أثناء تشجيعها بقوله " يا طفلتي الرائعة أنتي لها " دخل أخيها بابتسامةٍ على وجهه و هو يمسك بباقة زهور أخرى ليقول بعدما أتى لناحية جوليا " و أخيرًا ستعودين للمنزل سعيدٌ بخروجك أختي " فقدم الباقة لها لتأخذها و هي تتصنع الابتسامة ومن داخلها تفكر بـ " ما هذا الهراء إنك لست هو أيها الأحمق المزيف هذه ليست زهور البنفسج و أدريان لا يناديني بأختي تبًا لك سأريك ماهو الجحيم و لكن انتظر قليلًا " بينما إيثان يراقب الوضع و يخاطب ذاته قائلًا " بحسب ما قالته جوليا أخاها الحقيقي لن يكون أبيض البشرة بل هو حنطي و شعره ليس أملس لتلك الدرجة فكان يمتاز ببعض التجعدات و أما عن ملامحه فلا يمكننا الجزم على مظهره قبل سنواتٍ عديدة و يمكن للأشخاص بأن يتغيروا لكن أليس مظهره صغيرًا على أن يكون بعمر الثالثة و العشرون يبدو بأنه في الثامنة أو التاسعة عشر " .

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن