{69}

1.1K 113 1
                                    

بعد ساعات عديدة :
عادت جوليا من حديقة المنزل بعدما جلست فيها لمدة كـ نُزْهة خفيفة لتصفية ذهنها وهي تسقي تلك البتلات المحببة لقلبها حيث أنها قضت نصف وقتها بالعناية بأزهارها المفضلة و تأمل الطبيعة ثم دخلت إلى غرفتها بينما كان هنالك عدة خادمات ينتظرنها عند بابها و هُم محملين بالأكياس الممتلئة ليستغرب إلياس الوضع متسائلًا و هو مار من غرفتها بـ " ما الذي يحصل هنا ؟ واثق بأن هنالك شيء مريب " أما جوليا حينما دخلت إلى غرفتها وجدت فستانًا على سريرها باللون الأحمر القاتم يتميز بنقوش أنيقة المظهر ذات لونٍ ذهبي و ذو أكمامٍ قصيرة و منتفخة بشكل دائري على الكتفين ، حدقت به بفتور و الحزن يخالجها لكنها ارتدته باستسلامٍ لواقعها المرير حيث أنها أقسمت لذاتها بعدم تأذي أي شخصٍ بمحيطها الشخصي فقالت إحدى الخادمات اللاتي ينتظرنها في الخارج " آنسة جوليا هل انتهيتي من تغيير ثيابك " لتقول مجيبةً إياها ببرود " أجل تفضلن " فتحت تلك الخادمة باب الغرفة و من ثم دخلن جميعهن وأغلقن الباب لينبهرن جميعًا بمدى جمالها الخلاب و المُسِرّ للنظر حيث أن الفستان مُخصَّر من منطقة الخصر و ضيق من الأعلى ولكنه منفوخٌ بنفشةٍ لطيفة من الأسفل فكان مظهرها كالأميرات الخياليات الموجودات بالقصص المصورة لشدة براءة ملامحها و جمالها الجذاب أيضًا شعرها الحيوي و البراق ذو اللون البني بنعومته كالحرير يصل لتحت أكتافها و بشرتها ناصعة البياض التي تمتاز بنقاوتها فأحضرت إحداهن حذائها قائلةً " هذا ما سترتدينه آنستي جربيه " ارتدته بصمت و بعدها أخرجت الأخرى المجوهرات وهي تقول " دعيني أساعدك بارتدائها من فضلك " أمسكت جوليا بشعرها لترفعه ثم بدأت الخادمة بإلباسها عقدًا ذهبي فخم المنظر و أنيق الشكل مليئ بحبات الياقوت المصغرة بشكلٍ دقيق ومبهر و من ثم أخرجت السوار و الخاتم لتضعهم بيدها أما الثالثة فهي تُلبس قدم جوليا الخَلْخال و بينما هم مشغولين بتزيين تلك الصغيرة دخل إلياس الغرفة بفضول ليندهش مما رآه من بديع صنع الإله فقال هامسًا بانبهار و عينيه تحملق بها بصدمة نحو جمالها و منظرها كالتحفة الفنية التي ستلهم المئات و الملايين من الرسامين " يا إلهي تبدو كـدمية محكمة الصنع بإتقان لشدة جمالها " و لكنه لاحظ ملامحها الهادئة بشكلٍ حزين حيث أنها واقفة بمكانها دون حراك و هُم من يلبسونها كل تلك المجوهرات التي لا تعني لها شيئًا و معجبين بمنظرها أما هي فلم تبتسم البتة و رغم كل ما تحتويه من جمال إلا أنها أشد الناس تعاسةً و بؤسًا بهذه اللحظة فتقدم نحوها قائلًا باستنكار " ما الأمر هل ستحضرين الحفلة و لكن أليست الحفلة بالغد ؟ " فقالت له بجديه " أجل الحفلة غدًا و لكنها أرادت مني مرافقتها اليوم بموعدٍ هام كما تزعم هي " ليسألها و هو يشعر بالغرابة " و لما ستفعلين ذلك ؟ "   أجابته بـ " فقط هكذا لا يوجد سبب أردت أن أجرب الأمر و أحظى ببعض التغيير " لتنظر إليه نظرةً أخيرة و من ثم همت بالرحيل بعدما جاءت نيكول لتأخذها تحت أنظار إلياس المرتاب فكان يراقبهم من النافذة و هو يفكر بـ " يا إلهي لما قلبي غير مطمئِن هل يجب علي اللحاق بهم ؟ " فـسمع إحدى الخادمات التي تتهامس مع البقية و هي تقول بنميمة " يا للهول ألم ترو ملامح الآنسة الصغير عابسة رغم جمالها و جمال ما ترتديه من أشياء باهضة يبدو حقًا و كأنها مجبرة على الذهاب مع السيّدة " ثم قالت إحداهن " لأنها مهددة ألم تعلمن ذلك ؟ لقد سمعت السيّدة نيكول تهددها بأذية أخاها إن لم تذهب معها اليوم " ليصاب إلياس بالصدمة حينما سمعهن فقال و هو يذهب نحو السلالم و يقفز منها راكضًا بسرعةٍ خاطفة  " يبدو بأنني حقًا سألحق بهم " .

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن