جلس بالقرب منها ليكمل معالجة جروحها فنظرت له باستغراب و قالت وهي تبعد يده " لا حاجة للتصرف بلطف يمكنك التصرف بطبيعية تظاهر بذلك فقط أمامها لذا أرحل الآن " شعر بالحنق لردة فعلها هذه ليقول بانزعاج " لن أرحل قبل أن ننتهي من تعقيم جراحك و أيضًا حقيقة أنك كشفتني لا يعني بأني سأبدو شريرًا و أخلع قناعي لأظهر وجهي الحقيقي فهذه شخصيتي أنا و قمت فقط بمحاولة تقليد شخصٍ ما بالمظهر لكنني لم أغير شيئًا من أطباعي " صمتت مطيعةً إياه باستسلام و العبوس قد خُتم بملامحها كأنما اليأس قد تغلغل بأعماقها ليكمل تنظيف الجروح بهدوء و من ثم وضع لصقةً على وجنتها بخفة حتى لا يؤلمها وهي تنظر للفراغ فقال وهو يعيد الأدوات لداخل الحقيبة " ضعي بعضًا من الكمادات التي سأحضرها الآن على أماكن الكدمات حتى يخف الألم " لتقول وهي تحملق بعينيه " بالمناسبة تلك الحدقتين ليست طبيعية أنت ترتدي عدسات لاصقة صحيح " فـدهش من ملاحظتها قائلًا " كيف علمتي بذلك " ثم استذكر شيئًا فجأة ليقول بصدمة و هو فاغر لفمه " مهلًا ! ألهذا السبب سألتني ذلك السؤال الغريب حينما كننا بالمشفى عن إن كنت أحبها أم لا يا للهول أكان ذلك إشارةً منكِ و تهديد بينما أنا الأحمق لم استوعب ذلك " ضحكت على ردة فعله المصدومة وهي تومئ له إيجابًا لتزيد من دهشته المرسومة على معالم وجهه فابتسمت هي أثناء تذكرها لمنظر عيني أخاها و قالت " أيضًا أنت تعلم الحدقتين الخضراء ليست بالشيء الشائع هنا " و أكملت بتفكير وهي تخمن " لذا لا بد بأن لون عينيك همم ربما زرقاء ؟ " ليقول بصدمة كبرى " أجل ذلك صحيح ! اعترفي هل أنتِ كاهنة " صدمت من قوله مبحلقةً به بحدقتيها المتسعتين و سرعان ما انفجرت ضحكًا لنعته لها بالكاهنة قائلةً له بمزاح " أجل أنا كذلك أتريد معرفة مستقبلك " فقال بنظراتٍ مذعورة " لا شكرًا أفضل اكتشافه بنفسي مع الوقت " ليضحكا على محادثتهما الغبية تلك و التي دون أي فائدة أو هدف ثم ابتسمت له بعدما سكنا و قالت بامتنان " اوه صحيح شكرًا لك لمساعدتي " فـرَدَّ لها الابتسامة و قال بمرح " على الرحب ربما نصبح أصدقاء لما لا " خرج حتى يحضر بعضًا من الكمادات و قابل السيّدة نيكول أمامه لتقترب منه بنظراتٍ حادة قائلةً بغضب " ما الذي تعتقد نفسك فاعله اليوم هل صدقت بأنك أخاها الحقيقي أم ماذا أنت لست سوى شخص غريب استأجرته لذا لا تتدخل بما لا يعنيك أفهمت " لينظر إليها ببرود وهو يقول بصوتٍ متزن " ألا يمكنك التفكير و لو قليلًا إن بقيت صامتًا بالتأكيد ستكتشف بأني لست أخاها الحقيقي أتريدين حصول ذلك سيّدة نيكول " فـصمتت بعدما اقتنعت بحديثه لتقول بإنزعاج " لا يهم فقط أنجز عملك بحذافيره دون زيادة لتنال ما تريد " رحلت عنه مبتعدة وهي تمشي بكل كبر وغرور فقال وهو يبتسم ابتسامة مستهزئة " إنها حقًا مخبوله كما قالت ابنتها " أخذ بعضًا من الكمادات و عاد لغرفة جوليا ليعطيهم إياها ثم قال " نتحدث في الغد تصبحين على خير جوليا " شكرته على ما فعل و بعدها خرج غالقًا الباب خلفه .
فرنسا (لانيون)
إنتهى الجميع من الأكل ثم رتبوا الطاولة معًا ليقول فرانس " هيا لقد أطعمتك ما تريد أذهب إلى السرير و استرح و نم جيدًا و في الغد صباحًا لا تجادل أي أحد و كن مطيعًا معهم حينما يعالجونك حسنًا ؟ " ليرمي أدريان الوسادة على وجه فرانس قائلًا بغيظ " ما بالك تتحدث هكذا و كأنك ستودعني و تسافر فقط ارحل و أوصلها و من ثم عد إلي حالًا و في الغد سوف نناقش ذلك و سوف توبخني كالمعتاد " فـحملق به بصدمة و قال " أدريان ألن تنضج قليلًا توقف عن تصرفاتك تلك " ومن ثم نطق أدريان منزعجًا مما قاله فرانس " مهلًا مهلًا أنظروا إلى من يتحدث السيّد طفل الذي يحسب نفسه بـروضة أطفال " خرجت من شفتي سيون ضحكة مكبوته لينظر فرانس لها وهو يقول " ليس و كأنني الطفل الوحيد هنا أليس كذلك آنسة سيون " فـحملقت به بنظراتٍ متسائلة مدعيةً البراءة و هي تزم شفتيها حتى لا تضحك ليقول أدريان باستياء أثناء إمساكه لرأسه " آه يا إلهي إنكم من مسببات الصداع ما الذي فعلته لأستحق أشخاصٍ هكذا " حدق بهم بحدة و تحدث إلى فرانس بتوبيخ " هيا أذهب و أوصلها لمنزلها و من ثم عد إلى هنا " جفل كلاهما بصدمة فأجابه فرانس بلبكة " حح..حسنًا و لكنني ربما اتأخر قليلًا لأن.. " قاطعه أدريان بإنزعاج " واهه تبًا لك أيها الخائن تأخرت علي مرة و تريد إعادة الكرة أنظروا إلى هذا الوغد الوقح !! " فـجاء فرانس إلى أدريان و ضربه على رأسه صارخًا بـ " دعني أكمل كلامي يا أحمق كنت سأقول بأني سوف اتأخر حتى أحضر لك بعض من الثياب و الملابس من المنزل " لينكمش أدريان مبتعدًا عنه بصدمة وهو يقول " أحمق لقد فاجئتني " فـمثلت سيون بأنه لديها جرس و همي لتقرعه قائلةً بصخب " ديينقق ديينقق و الفائز هو فراااانس " نظر كلاهما نحوها بصمت غير مستوعبين ما الذي تفعله فقال أدريان بعدم فهم " ما الذي تفعله تلك المجنونة ؟ " ليرد عليه فرانس بنفس ردة الفعل " معك حق إنها مجنونة " سألتهم باحراج " ألم يكن جيدًا ؟ " فأجابوها بنفس اللحظة " كلا " رفعت كتفيها قائلةً " حسنًا أردت فقط إضافة بعض الإثارة هنا و لكن يبدو بأن ذلك لم ينجح " ليتنهد فرانس بيأس من حالتها وهو يقول " يكفي ذلك هيا لنذهب " فابتسمت بطفولية و قالت " حسنًا " ثم قال أدريان له قبل أن يخرج " مهلًا فرانس لما ستحضر لي ملابسًا فلقد تبقى يومان على خروجي " ليقول له " أعلم ذلك و لذلك سأجهز لك البعض حتى ترتديهم عند الخروج و من ثم سوف أحضر لك بعضًا من الملابس الثقيلة لأن الجو هنا بارد و ملابس المشفى خفيفة بعض الشيء " ليومئ أدريان متفهمًا و نطق بـ " و أنت كذلك لا تنسى نفسك " ابتسم له و قال " حسنًا لن أتأخر كثيرًا " فخرجت من وراءة سيون وهي تلوح لأدريان " إلى اللقاء أدريان " لوح لها هو بدوره قائلًا " أجل الوداع ، أوصلها بسلامة " .

أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Детектив / Триллерفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .