فرنسا (لانيون)
أوصل فرانس السيّدة أوليفيا و سيون إلى منزلهم و الذي كان بالصدفة يقطن في المنطقة المجاورة لسكن فرانس فساعدهم بحمل الأمْتِعة و إدخالها إلى المنزل و ودعهم مُلوحًا بيده مع ابتسامته اللطيفة بعدما قدمت له السيّدة أوليفيا بعضًا مِن البَسْكَويت المُقَرْمِش مُغلفًا بطريقة جميلة و مرتبة كـهدية شُكر و عرضوا عليه الدُخول و الجلوس قليلًا لاِحْتِسَاء القليل مِن الشاي لكنه رفض بطريقة مُهذَّبة و قال " سيكون ذلك رائعًا لكن لنجعلها في المرة القادِمة " ثم ذهب إلى شقته الخاصة و لقد راقت له و أحبها بشدّة فكانت عبارة عن غرفة نوم واحدة و حمام مع غرفة معيشة بها مطبخ تحضيري صغير بالزاوية ، رَمَى حقيبته و باقي أشيائه على الأَرِيكة الحمراء بغرفة المعيشة و ذهب لتبديل ملابسه ليأخذ حمامًا سريعًا حتى يبدأ بتجهيزاته فـغدًا أول يوم في عمله الرسمي وَهُو متحمس غير عالمٍ بما ينتظره هناك مِن أحداثٍ جامحة .
سويسرا (فيرناير)
دخل الدُكْتُور إيثان غرفة العمليات و هو يرتدي الكِمامة على وجهُه لينظر إلى جَسَد جوليا المُمدَّد على السرير متنهدًا بعُمق لشعوره بالأَسًى تجاه تِلك الرُوْح البريئة فتقدم نَحْو السرير أثناء تجهيزه لإجراء العمليه ليقول " إيڤ ماذا وجدتم بالفحوصات التي أجريتموها ؟ " فأجابته إيڤ بتوتر" تقريباً جميع جسدها مُحطَّم ، قدميها الاثنين يحتاجون إلى جَبِيرة لكن القدم اليُسْرى تَضَرَّرتْ بشكلٍ أكبر فهي تحتاج إلى تعديلات بسيطة بِمَفْصِل الرُّكبة أَمَا عن ذِراعها اليُمنى لديها بعض الكدمات و جروح عميقه و مِن الكتف الأيسر إلى ذِراعها بالكامِل تحتاج جَبِيرة أيضًا و..." قاطعها إيثان بنفاذ صبر وقال بتهكم " إيڤ أريد المُهِمّ " أَغْمَضَ عينيه بِقوة ليزفر بغضب ويكمل بـ" المُهِمّ ما هو وضع الجُمْجُمة و الرأس بأكلمه ؟ " لتنطق بِصوت مُتردِّد " عقلها تضرر كثيرًا و لديها نزيف داخلي بالدماغ أَمَا الجُمْجُمة تعرضت لكسر بسيط مِن الخلف " تنهد إيثان قائلًا " حسنًا سوف ابدأ العمل على رأسها أما باقي جسدها نستطيع مُعالجته بالجَبِيرة و العِلاج طَبِيعيّ مع الجراحة البسيطة و بعضٌ من الضمادات و الخياطة المُهم الآن هو عقلها و الجُمْجُمة " صَفَّقَ بيديه و قال " هيا يا رفاق لنبدأ العمل " ، ساعاتٌ مِن الزمن قد انطوت و العَمَليَّة لم تنتهي بعد فكادت نيكول أن تجن وهي تنتظر بتوتر حيث أنه طوال الوقت كانت تراودها أفكارٌ سلبية بخصوص فشل خططها متجاهلةً تِلك الرُّوح التي تعاني بالداخل ليقطع خروج الدكتور إيثان سرحانها بأفكارها الأَنانيَّة فتقدمت نحوه بِسرعة حينما لمحته يخرج و قَالَت " ماذا حدث بالداخل و لِما تأخرتم ؟ " أما هو فقد نظر إليها بحِدَّة ليقول بِصوتٍ مُتَّزِن " تقصدين كيف حال المريضة ؟ " ازْدادَ غيظها مِنه لتومئ له بسرعة و هي تقول ببرود " نعم أيًّا كان أخبرني فقط ما الذي حصل هيا " حدق إيثان بها بنظراتٍ باردة وَ هُو يشعر بالمَقْت الشديد لينطق مُشَدداً بكلامه " ستكون بخير فعلت كل ما بوسعي " تنهدت نيكول بارتياح و قالت " إذاً ماهي حالتها و هل حدثت لها مضاعفات أو شيء ما " فـصَمَتَ إيثان يفكر فيما سيقوله لها لأنه لا يثق بِها ليتكلم حتى لا يطول صمته و ترتاب منه قائلاً لها " نحن لا نعلم ماذا حدث لها أو سيحدث و عند استيقاظها فقط سنعرف " اومأت له بتفهم لتجلس بغرفة الانْتِظار في المشفى مع حراسها ثم إلتفتت لإحدى الحراس و قالت " يا هذا " فإلتفت لها المقصود مُنتظرًا أوامرها لتقول و هي تحرك يدها بعشوائية في الهواء بتملل " أحضر لي شيئًا أشربه " اومأ لها طوعًا و ذهب نَحْو مقهى المستشفى حتى يلبي طلبها .
[ مكتب الدكتور إيثان ]
يجلس رافعًا قدميه نَحْو الطاولِة المليئة بأوراق فحوصات المرضى وَهُو يفكر بعمق بمسألة جوليا فـزفر ببطئ لينزل قدميه و ينهض مِن على الكرسي مخاطباً لنفسه " سوف أفعل ما أظنه صحيحًا " أخذ بعضًا مِن الأوراق الموجودة على المكتب بعشوائية و قال ليكمل حديثه " و نيكول هذه لا تروق لي " خرج مُسرعًا مِن مكتبه و هو يُجري اتصالًا سريعًا ليرد عليه الطرف الآخر لكن إيثان لم يمهل الطرف الآخر بأي كلمه فقد نطق بجملةٍ واحد " إيڤ تعالي لغرفة المريضة رقم ٧٧ " و من ثم أغلق الخط .
فرنسا (لانيون)
أرسلت الشمس خيوطها الذهبية مُتسللةً نَحْو نوافذ الغرفة ليفتح عينيه البحرية ببطئ و جال بنظره في أرجاء الغرفة مُتفحصًا ثم نهض بِتكاسل وعينيه مُغلقةً جزئيًا فـرفع شعراته المبعثرة مِن على وجهه و ذهب ليغتسل و بعد عِدة دقائق خرج مُسرعًا وَهُو يُدندن لحن إحدى أغانيه المُفضلة و يخرج له قميصًا أبيض اللون مع بنطال جِنْز غامق ليرتديه ، سحب مِعْطَفه الأبيض بِسرعة و ذهب أمام المرآة ليُصفف شعره المتناثر بعشوائية إلى الخلف فنظر لنفسه بالمرآة نظرةً أخيره و غمز لنفسه قائلًا " يا لجمالي المبهر " أكمل خروجه وَهُو يسير بتبختر و هو يُغرق نفسه بجمل الثناء.
[ في منزل سيون و مربيتها ]
خرجت سيون مِن غُرفتها وهي تمشي ببطئ و النعاس قد استوطن عينيها فـتكلمت بِصوتٍ عالي لتسمعها مُربيتها أوليفيا وهي تقول " عمتي أين أنتِ " لترد عليها عمتها بـ" أنا في الحديقة عزيزتي الفُطُور جاهز تعالي لتأكلي شيئًا " أكملت سيون خطواتها نَحْو الحديقة و هي مُرتديةً بِجامة زهرية اللون تعكِس بياض بشرتها و نَقاوة وجنتيها الوردية فـجلست لتتناول فُطورها و هي تتثائب بفُتور و قالت السيّدة أوليفيا " يا فتاة ألن يأتي يوم تكونين فيه مُسْتيقِظةً بنشاط " ضحكت سيون لتقول و هي تُقطع الكعك " عمتي لا يوجد شيء أجمل مِن النوم لذا لن استطيع الشبع مِنه " لتأخذ قضمةً من الكعك وهي تبتسم ببلاهه لمُربيتها فضحكت السيّدة أوليفيا على منظرها الغبي و الطفولي ثم قالت " اوه صحيح نسيت أن أخبرك سيأتي اليوم الطبيب فرانس و .." لتحملق بها بصدمةٍ " ماذاا !! " صرخت سيون و بدأت تسعل بقوه نتيجة اخْتِناقها بالطعام و حدقتيها المُعْتِمه متوسعةً أثر تفاجئها بما قالته عمتها ، خرجت ضحكات مُربيتها المكتومة مِن ثغرها شيئًا فـشيئًا حتى ازداد عُلوها إلى أن أصبح صوت ضحكاتها عاليًا أما سيون فـقفزت بِسرعة مِن مقعدها و صرخت وهي ترفع سبابتها تهديدًا لمُربيتها قائلةً بانزعاج " سأتفاهم معكِ لاحقًا " نهضت مُسْرِعة و مُتوجّهة إلى غرفتها لتبدل ثيابها.
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .