{59}

1.1K 114 4
                                    

سويسرا (فيرناير)

ركض نحوهم ليسحب جوليا من إيثان قائلًا بغيظ " أنا سأحملها " فقال له إيثان هامسًا بإنزعاج " وكأنك تعرفها " حمل إلياس جوليا على ظهره ليلحق بإيثان نحو سيارته و من ثم ركب بالخلف مع جوليا بينما إيثان بمقعد السائق يقود بهم نحو المشفى و حينما وصلوا طلب إيثان الحمالة فأحضروها و نقلوا جوليا بها ليبدأ هو بفحصها و أثناء فحصها لاحظ تلك الكدمات المروعة جيدًا بسبب الأضاءة القوية بالغرفة فهو لم يراها بشكلٍ جيد حينما التقوا بسبب أن الظلام كان حالكًا و لم يستوعب مدى شدة تلك الإصابات ، جسدها قد كان مغطًى بالكدمات المؤلمة و الناتجة عن الضرب العنيف فاشتدّ حنقه وهو يفحصها و قلبه منفطرٌ على حالتها حيث أنه أثناء وضعه لإبرة المحلول بيدها و فحصها كان يحرك يديها بحذرٍ شديد و رقة حتى لا يشعرها بالألم بينما هو الشخص المتألم هنا و بعدما إنتهى من فحصها و أعطاها أدويةً مضادة للحرارة و بعضًا من المغذيات ثم أخبر الممرضة بأن تضمد جميع جراحها جيدًا و برفق ليخرج من الغرفة بمزاجٍ عكر فـَرمَقَ ذلك الشخص الجالس أمام الغرفة ببرود و كأنه سينقض عليه بأية لحظة و لكنه اكتفى بالنظرات فقط و من ثم همّ راحلًا ليقول إلياس بسخط " ما بال ذلك المختل " نهض من الكرسي ذاهبًا نحو باب الغرفة ليدخلها فـوجدها مستلقيةً على السرير و المحلول يسري بأوردتها ليشعر بتأنيب الضمير متنهدًا بكدر و أتى إيثان فجأةً من خلفة بغضب عارم ممسكًا به من ياقته بكل قوته وهو يقول " من فعل ذلك بها أيها السَفَلَة " ابتسم إلياس ببرود و قال " أبعد يديك عني " ليصرخ إيثان بـ" لن أتركك تفلت مني بعد ما فعلتموه بها " ضَرَبه بلكمةٍ على وجهه ليرجع إلياس للخلف عدة خطوات و هو يمسح أنفه الذي قد نزف أثر لكمة إيثان فتقدم الآخر نحوه مرةً أخرى ناويًا ضربه مجددًا و هو يقول " فل تمت فقط أيها الوغد لا عذر لك حتى و إن لم تكن الفاعل كان يجب عليك حماية تلك الطفلة " اقترب منه ليحاول ضربه بملامحٍ متجهمه و لكنه توقف حينما سمع ذلك الصوت المرهق بنبرته الضعيفة " كف عن ذلك " طلبت منه و هي بالكاد تتحدث لإرهاقها بأن يتوقفا عن الشجار ليلتفت كلا منهما نحوها بانتباه ثم ذهب إيثان نحوها قائلًا بقلق " أنتِ بخير أتشعرين بالألم بمكان معين " فـحدقت به بتعبٍ ظاهرأثناء تحدثها " إلياس لا دخل له في الموضوع لا تغضب عليه أرجوك فهو قد ساعدني " دهش الأثنين من نطقها لاسمه الحقيقي ليقول إيثان بصدمة " إلياس! " بينما إلياس قد شعر بالضيق معتقدًا بأن أمره إنتهى فقالت جوليا له بابتسامة " لا تقلق إنه شخص موثوق و لن يكشف أمرك أو تدخل بأي متاعب " أما إيثان فقد غضب قائلًا " اقلقي على مشاكلك أولًا أيتها الحمقاء " لينظر إلياس نحوه بعتاب ومن ثم قال حتى يغيض إيثان " مهلًا هل جميع الأطباء هنا وقحين مع مرضاهم ؟ " فحملق إيثان به بغضب بسبب ما قاله ليقول " أتريد أن تجرب مذاق قبضتي مرةً أخرى أيها الطفل " ضحك إلياس وهو يرمقه بتحدٍّ و قال " أرني ماعندك هل تريد افتعال شِجار هنا "و قبل أن يقترب إيثان منه نهضت جوليا و أمسكت بيده لتوقفه قائلةً باستياء " سحقًا لكما أأنتم أطفال أم ماذا ! " سكن الجميع لغضبها فتأسف إلياس بعد عدة دقائق ببراءة " جوليا أنا آسف " لتستلقي مرةً أخرى على السرير ببطئ و هي تقول بإنزعاج " لا بأس فقط اهدأوا " جلس إيثان أمامها محدقًا بوجهها النعس ليقول بهدوء " ألن تشرحي لي قصة هذا الشيء " أشَّر بأصبعة نحو إلياس الجالس بجانبه فقال الآخر بإنزعاج " هذا الشيء لديه اسم كما تعلم " ابتسم إيثان ابتسامةً جانبية وهو يقول ببرود " لقد احترت بماذا أناديك لكثرة أسمائك " اغتاظ إلياس لحديثه و قال بانفعال " أنت تعرف ماهو اس.. " سكت بصدمة حينما لاحظ نظرات جوليا المخيفة نحوهما لتنطق بكل حدة " ألن تتوقفوا عن ذلك " فابتسم بمجاملة و تأسف مرةً أخرى قائلًا " آسف " نظرت إليهم بفقدان أمل و يأس من عدم نضجهم و قالت لإيثان " لقد ساعدني حينما بدأت تلك الغبية بضربي و أوقفها قبل أن تقتلني و اعتنى بي كذلك أعد لي شايًا لذيذًا " اختتمت حديثها بابتسامةٍ نقية و أكملت بحماسٍ طفولي " لقد كان لذيذًا وشعرت بالدفئ حينما شربته " ثم عاتبته بحديثها قائلة " لذا ما كان عليك ضربه حقًا " ابتسم إيثان لها و هو يتأمل ملامحها اللطيفة و تصرفاتها البريئة ليقول بلطف " حقًا ؟ " اومأت له وهي تبتسم باتساع قائلةً " أجل " فتنهد إيثان براحة لرؤيتها تبتسم مرةً أخرى و لكنه غير مُطَمْئِن بالكامل لوضعها ليقول بتساؤل " جوليا ألستِ حزينة لا تخبرينني بأنك تكبتين دموعك الآن و تمثلين السعادة لارتاح فقط " لترمقه بانزعاج ثم قامت بالنقر على جبهته ثلاث مراتٍ ومع كل نقرة تنطق كلمةٍ واحده " أنا لست حزينة " أكملت حديثها بجدية و هي تضع ابتسامةً صغيرة على وجهها " في الواقع حينما اكتشفت الأمر جعلته عذرًا لي و أخرجت كل ما بداخلي عن طريق البكاء و أظنني أفرغت صدمتي فأنا قد قررت البكاء وقتها و بلحظتها ومن ثم المضي قدمًا لأنني واثقة بأنها قد ضحت بالكثير لأجلي و لأجل حياتي و لا يجب أن أكون ضعيفة و أجعل حياتي هذه مثيرةً للشفقة بل سأستغل كل لحظةٍ منها و " صمتت لوهله وهي تنظر للأسفل لترفع عينيها ناحيتهم قائلة بنظراتٍ تشع قوةً و ثبات " سأنتقم لها و لنفسي أنا و شقيقي " .

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن