فرنسا (سان مالو)
اهتز الهاتف بصمت معلنًا وصول مكالمة ليجيب بـ" أجل؟ " بعدما رَدَّ على الاتصال سمع صوت جيمس يتحدث قائلًا له " سيدي نحن الآن أمام البيت و لكن يبدو بأنه ليس موجودًا به " فابتسم ستيفن ببرود ليقول " حسنًا أنت تعلم ما الذي يجب عليك فعله جيمسي العزيز فقط أعد ترتيب المنزل حالما يصل و من ثم استقبلوه بشكلٍ لائق و لا تنسى أن تحضره لي قطعةً واحدة حيًّا يرزق حتى استمتع به " فقال له جيمس بطاعة " حاظر سيدي سندخل المنزل الآن و سوف أعلمك بالتفاصيل عند انتهائنا من تنفيذ المهمة " أغلق المكالمة وهو يشعر بالحماس راسمًا ابتسامةً ماكرة ليقول بتحدٍ " لنرى من سيفوز بيننا " استقام بوقفته ذاهبًا نحو آلة الموسيقى فبدأ بتشغيلها و فور ذلك انتشرت تلك النغمات الكلاسيكية برناتها الهادئة في أرجاء الغرفة بأكملها ثم قال و هو يخرج سيجارةً من جيبة و يشعلها " يا لها من حياة "
سويسرا (فيرناير)
" بحق الإله ما الذي حصل لك " صرخ بتلك الجملة مذعورًا من شكلها المغطى بالكمادات لتضع إصبعها على فمها قائلًة باضطراب " شششش ستفضح أمرنا اهدأ " و بالفعل هنالك من لاحظهم و بدأ بمشاهدة الموقف من الأعلى عبر النافذة ليقول بابتسامة " إذًا ذلك الشخص هو من أردتي محادثته " فقال إيثان بغير استيعاب وهو يمسك بوجهها متفحصًا كل إنش منها " أخبريني من الذي فعل بك هذا و ما بال تلك اللصقة على وجهك " أبعدت يديه عن وجهها بهدوء و قالت " إنه مجرد خدش بسيط لا داعي للقلق حقًا " ليقول بانفعال بعدما لاحظ بأنها لا تستطيع المشي جيدًا على إحدى اقدامها " أتمزحين معي أنتِ بالكاد تقفين حتى و الجو بارد كيف لكِ أن تخرجي بهذه الثياب الخفيفة فقط ! " فـخلع معطفه الطويل بسرعة ليلبسها إياه بينما هي صامتة و تحاول التحكم بنفسها وهي تكبت كل ما بداخلها من ألم حتى لا تزيد الوضع سوءًا و قال لها هو بصوته الهادئ أثناء تحديقه بها بكل حنية " جوليا " دنى لطولها و هو يمسك بأكتافها قائلًا " أرجوك هذا يحزنني و يؤلم قلبي من ذلك الحقير الذي ضربك بهذا الشكل " لتبتسم بكل قهر محاولةً التحمل و الصمود أكثر فقالت له " لقد تذكرت شيئًا " نظر لها بعيون متسائلة ثم قال بغضب بعدما استوعب الأمر " هذا ليس مهمًا الآن أخبريني ماذا حصل لك و إلا سأدخل لهذا المنزل المشؤوم و أضرب كل فردٍ به أتسمعين " لتعبس بشفاةٍ مرتجفة و هي تشعر بأنها على وشك الانهيار فجلست على الأرض مسندةً ظهرها على الحائط بينما هو قد هدأت ملامحه الغاضبة محدقًا بها بقهر على حالها ليجلس هو الآخر أمامها قائلًا بضعف " هيا على الأقل تحدثي عن أي شيء فقط لا تبقي هادئة " حملقت به بعينيها البريئتان و التي كانت قبلًا تمثل الجمال ببريقها و الآن قد أصبحت تجسد المعاناة و الألم بنظراتها المشبعة بالتعب و قالت بخفوت " هنالك امرأة عالقة بذهني " ليقترب باهتمام وهو يقول بتساؤل " امرأة ؟ من هي " فأجابته بحيرة " لا أعرفها كل ما أعلمه أنها من خدم القصر و أظن بأننا مقربين لقد تذكرتها قبلًا بالمشفى و اليوم استعدت ذكرًى أخرى معها " زَمَّ شفتيه بتفكير و قال " يمكنك البحث عنها صباحًا حينما يجتمع الخدم أو تسألين عنها ولكن المشكلة بأسمها هل تعرفينه ؟ " لتقول أثناء ضمها لقدميها نحو حضنها و معطف إيثان الكبير جدًا و الواسع يغطي هيئتها الضئيلة و جسدها الصغير بأكمله " لست واثقة " فقال باستنكار " ما الذي تعنينه بـ لست واثقة هل تعرفين اسمها أم لا " تنهدت وهي تشعر بالصداع بينما جسدها يشتعل حرارةً فقد زادت الحمى بشكلٍ مفاجئ لتحمر وجنتيها بشدة أثر المرض ، قالت بخوف " لقد حلمت اليوم بحلمٍ مريع حقًا " فابتسم وهو يربت على شعرها بخفة قائلًا ليطمئنها " لا بأس إنه مجرد كابوس سيء لا تخافي منه أخبريني ما هو " أجابته بنبرةٍ متوترة وهي تنظر للأسفل " الحلم كان عبارة عن مقتل تلك الامرأة و لقد كانت تلك الشمطاء تبتسم بخبث بينما المرأة مغطاة بدمائها و أنا كنت أحتضنها و أبكي مناديةً بأسمها بصراخ و لقد كان فيوليت " نظر نحوها برعب و هو يتمنى بأن ما يفكر به خاطئًا تمامًا فـأكملت هي بنظراتٍ قلقة " و الذي يخيفني أكثر بأن مقتلها كان بغرفتي و حينما استيقظت رأيت تلك البقعة التي كانت بها و شعرت بأنه واقعي جدًا لذا اضطربت كثيرًا و خفت لكنني علمت باسمها عن طريق ذلك الكابوس " ليزفر الهواء بتوتر قائلًا بصرامة " جوليا تجاهلي هذا الأمر و ذلك الكابوس المريع لأنه ليس شيئًا مهم " فنظرت له باستنكار لردة فعله الغريبة و لكنها فجأةً تذكرت حديث نيكول حينما تشاجرت معها لتقول بملامحٍ مصدومة و هي تحاول استيعاب الأمر " مهلًا ! لقد قالت لي شيئًا مثل سيكون مصيرك كتلك الخادمة المتمردة " ضحكت بألم و بغير تصديق ليضطرب تنفسها جاعلًا إياها تتنفس بسرعة و بشكلٍ غير منتظم أثر صدمتها و هي تذرف الدموع دون توقف قائلةً بإنكار " أيعقل بأن الحلم كان من ذكرياتي " لتنظر له وهي تشعر بأنها ستجن من كل تلك الصدمات التي تلقتها أما هو فـشتم هامسًا لذاته بقلق " سحقًا لقد اكتشفت الأمر " قال لها بمحاولةٍ يائسة لتهدئتها " جوليا لا تقفزي بالاستنتاجات ربما هذا ليس صحيحًا و لم تمت تلك المرأة اهدئي " لاحظ ارتجافها المستمر حيث أنها لم تكن تسمعه و تنظر للأسفل ممسكةً برأسها فضمها لحضنه حتى يهدئها لكنه اندهش من مدى سخونتها قائلًا بصدمة " إنك تغلين هل تعانين من الحمى ! " لقد كانت ترتجف بقوة وهي تبكي و تتنفس بشكلٍ سريع متمتمةً بـ " لا تلك ليست الحقيقة لم تمت فيوليت لم تمت لقد كان مجرد كابوس " لم تكن بوعيها و كانت بحالة صدمة ليقف إيثان بقلق مقررًا بأن يأخذها للمشفى حالًا نظرًا لحالتها و لما تعانيه من حمى فقال و هو يسحبها لتنهض و يقودها مشيًا لسيارته بينما هي ليست بوعيها " سآخذك من ذلك البيت المَمْقُوت لنذهب للمشفى أنتِ لست بخير " قال الذي يراقبهم بصدمة " سحقًا له إلى أين سيذهب بها " كان إيثان يساعدها على المشي و لكنها سرعان ما هوت بانهيار فقد استخلص منها ما تبقى لها من طاقة و خارت قواها ليمسك بها قبل أن تقع على الأرض قائلًا بصراخ " جوليا !! " أما ذلك الشخص قد جن جنونه حينما رآها تقع لينزل بأسرع ما عنده راكضًا نحوهم .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .