{21}

1.7K 153 8
                                    


" اعتقد بأني أعرفه " ردّ عليها بدهشةٍ واضحة على محياه " أنى لكِ بأن تعرفيه و أنتِ فاقدةٌ للذاكرة ! " فـنظرت له و قالت باِرْتِياب " لست واثقه و لكن لقد رأيته بعقلي أثناء الغيبوبة نفس الملامح و الهيئة إلَّا عيناه فقد كانت بالحلم زرقاوتين و حينما استيقظت كان هو الشخص الوحيد الذي أعرف شكله و شعرت بأنه مألوف " ليسألها قائلًا " إذًا أنتِ لاتعرفين أي شيء عنه غير شكله صحيح ؟ " اومأت له مجيبةً بـ " أجل " فـجلس على الأرضية و تَرَبَّعَ و هو يحاول بأن يفكر و يحلل الوضع لتحول نظرها إليه بفضول ثم رفع بصره بأتجاهها فجأةً و قال " و الآن يجب عليك التمثيل أمامهم و أمام أي شخص آخر ما عداي بأنك لم تفقدي الذاكرة " أجابته بجدية و الحماس يملؤها "حسنًا سأبذل كل مابوسعي " فابتسم على حماستها ناطقًا بـ " هذا جيّد " استقام بوقفته و تقدم نَحْو الباب ليدير المقبض و لكن سرعان ما توقف عن ذلك و استدار نحوها ليقول " حاولي قدر المستطاع مجاراتهم و كأنك تعلمين كل شيء و كوني حذرة " اومأت له بسرعة و قالت " حسنًا حسنًا لا تقلق سأتدبر الأمر فقط لنخرج من هُنا " فتنهد قائلًا بقلق " اتمنى ذلك " دفعها بهدوء خارجين من الغرفة ليكمل باقي فحوصاتها .

فرنسا (لانيون)

ذلك الشاب مُسْتَلْقٍ باسْتِسْلام على الأريكة و مُعلنًا إغْلاَق أهداب عشبيته الطويلة و الكثيفة و التي أخذت نصيبها من الكاريزما و أعطت هالةً قوية من الجبروت فـنظر فرانس نحوه بشيء من الحيرة لينطق بانزعاج " تبًا لهم ما الذي حقنوه بجسده لينام كل تِلك المدة " نهض من على الكرسي رافعًا يديه للأعلى ليمددها و هو يقول " سأتحرك قليلًا عضلات فخذي تخدرت كثيرًا بسبب جلستي الطويلة على المقعد " بدأ بالمشي و الدوران في أرجاء الغرفة ليريح قدمية قليلًا و أثناء دورانه بالغرفة سمع شخصًا يقول بنبرةٍ باردة " هل أنت مجنون " إلتفت بصدمة و قال بحماس " واههه لقد استيقظت أخيرًا ! " ليقول بسخرية ردًا عليه " هه و لما أنت سعيد لهذه الدرجة باستيقاظي ما هذا الاهْتِمام المفاجئ " فـعَبَسَ فرانس بطفولية قائلًا بغضب " هييهه ! ما هذا بعد كل الجهد الذي بذلته لأجلك تجازيني بردة فعلك تلك " دحرج مقلتيه متأففًا بملل ثم قال " آه يا إلهي ما الذي أفعله بهذا المكان لما أنا هنا الآن و مع شخصٍ مجنون يقفز بأنحاء الغرفة " ليصرخ فرانس من شدّة غيظة مؤنبًا إياه بانزعاج " أيها القاسي يا لك من مريضٍ غير مهذب " فـضحك الشاب بخفة و قال بشَكّ " ما الأمر لما أنتَ هنا بصحبتي و لماذا لستُ بغرفتي المعتادة ؟ " مَطَّ فرانس شفتيه وهو يفكر ليقول " لم أرد بأن أضعك هناك خوفًا من أن يسرقونك أولئك الحمقى مني و أيضًا وضعتك هنا حتى تعلم أنني مختلف عنهم " لينظر بعشبيته نَحْو فرانس قائلًا بجمود " ما الذي تقصدة بأولئك الحمقى و أنك مختلف عنهم هل هذه خدعة جديدة أم ماذا ؟ " ابتسم بسخرية و أكمل حديثه بـ " آه تبًا لوسياني الغبي ألا يكف عن حماقاته و خُدعه السخيفة " فـحملق فرانس نحوه ببراءة لينطق مستفهمًا بـ " ما الذي تقصده بالخُدع ؟ " اعتدل الشاب بجلسته متحدثًا بانفعال " آههه توقف عن تصنع البراءة كدت أصدقك " لتتجهم ملامح فرانس بغضب و قال بصوتٍ حاد " لقد انتشلتك من بين أيديهم و عرضت نفسي و حياة صديقة للخطر" تقدم بخطواته ناحيته وهو يصك بأسنانه لشدة غضبه " هددته بدليل مُسجل حينما هجموا عليك و أخبرته بأن يكف عن جميع أفعاله و من ثم " أخرج الهواء من رئتيه دفعةً واحدة ليكمل بصوتٍ عالي أشبه بالصراخ " حملتك لمكتبي و نمت هنا كالجثة الهامدة و طوال الوقت كنت أهتم بك و انتظرتك تستيقظ لتتهمني بأنني أعمل معه و أن هذه خدعة " صُدم الشاب من ردة فعل فرانس المفاجئة بالنسبة له فقال بتلعثم " مم..مهلًا ما الذي تقصده بطوال الوقت هل استغرقت ساعاتٍ كثيرة و أنا نائم ! ".

سويسرا (فيرناير)

بعدما إنتهى من جميع فحوصاتها أخذها ذاهبًا إلى غرفتها حتى تأخذ قسطًا من الراحة و لكن حينما رأى تلك السيّدة تنتظرهم أمام باب الغرفة و معها ذلك الشاب تضايق ليشتم بداخله " تبًا لتلك الامرأة ألن ترحل " زَيَّفَ ابتسامةً صغيرة ليذهب باتِّجاههم وهو يهمس قائلًا لجوليا " لقد بدأنا بالمرحلة الأولى حظًا موفق " ارتجفت أوصالها برهبة لتُتمتم بـ" جوليا اهدئي أنتِ لها لن تهزمك تِلك العجوز المُسماة بوالدتي " توقف الدكتور إيثان أمامهم و قال برسميةٍ " مرحبًا الآنسة نيكول لقد انتهينا من جميع فحوصاتها و هي بأحسن أحوالها لا توجد أي أضرار و لكنها فقط تحتاج للراحة و المكوث بالمشفى لمدة أُسبوعين إلى ثلاثة أسابيع على الأقل لمتابعة حالتها الصحية و الاطمئنان " أَدارت عينيها بنفاذ صبر و نطقت بحدة " ما الذي تقصده بأسبوعين !! إنها بخير تمامًا ألا ترى و من ثم ألم يكفي كل ذلك الوقت الذي قضته هنا و هي نائمة " تقدمت نَحْو جوليا لتمسك بيديها قائلةً بحنانٍ مقرف و مُصْطنَع " أليس كذلك عزيزتي جو " فـابتسمت بخبث لتكمل بـ" و أيضًا ألم تشتاقي لأخيكِ أدريان ؟ "

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن