سويسرا (فيرناير)
أمسك بكتفيها ليحركها برفق قائلًا " هييه جوليا ؟ هل تسمعينني أنتِ بخير؟ " فـرمشت لعدة مرات مستفيقةً من غفلتها ثم نظرت له بنظراتٍ فارغة و بعدم استيعاب قالت بضع كلماتٍ بصوتٍ هادئ أشبه بالهمس " باستا بالفطر .. الثالث من آذار و..و الخامس .. أدريان " لتفقد الوعي واقعةً بين ذراعية بعدما نطقت بتلك الكلمات التي أثارت استغراب إيثان و صدمته من إغمائها المفاجئ فأبعد جميع أطباق الطعام من محيطه ليضع جوليا على سريرها بشكلٍ معتدل و اسْتَدْعى الممرضة لتحظر له بعض الأدوات اللازمة قائلًا لها " أحضري جهاز قياس الضغط و نبضات القلب حالًا و أيضًا بعضًا من المغذيات لتساعد جسمها على التماسك " اومأت الممرضة له مجيبةً بـ " حاضر دكتور " و ذهبت مسرعة حتى تحضر الأشياء التي طلبها منها بينما هو قد أخذ قلم المصباح من جيب معطفة ليفحص عيني جوليا بقلق .
فرنسا (لانيون)
" طلبت أنواعًا عديدة من الباستا ما الذي تفضلة " وضع الأطباق على الطاولة و هو يخرجها من الكيس ليقول " هناك باستا بال.." قاطعه أدريان قائلًا بصوتٍ شجي " ألديك باستا بالصلصة البيضاء مع الفطر ؟ أريد ذلك " تعجب فرانس منه ليقول " واو يبدو بأنه لديك خبرة في الباستا أجل لدي بالفعل هذا النوع إنه موجود " أمسك بالطبق الذي طلبه أدريان و قدمه له " تفضل" ليأخذة بهدوء هامسًا بـ " شكرًا " فأصبح يتناولها ببطئ و هو يتأمل الطبق بكل صمت ليستغرب فرانس هدوئه الغير طبيعي و المفاجئ بالإضافة إلى التغير الجذري لحالته و هالة الحزن المحيطة به فقال متسائلًا " أتودّ الحديث قليلًا ؟ " نظر أدريان نحوة بابتسامة جانبية ساخرة و قال " الحديث عن ماذا بالضبط ؟ " ليبتسم فرانس بلطف قائلًا له بنبرة تشجيع " الحديث عن أي شيء يا صاح فنحن سنرى أوجه بعضنا البعض كثيرًا في هذه الأسابيع و ربما لأشهر " ذهل أدريان من كلامه و صاح متذمرًا " تبًا !! هل تقول بأني سأبقى هنا كل هذه المدة أتمزح معي أم ماذا ! " فـضحك فرانس على ردة فعلة ليقول و هو يمسك بملف أدريان الشخصي " همم هل مساعدتك بالخروج من هنا تعتبر هدية يوم ميلاد ؟ " لينتبه أدريان على ما قاله فرانس ثم قال باستنكار " كيف عرفت ذلك " حَرَّكَ فرانس الورق الذي بيدة في الهواء قائلًا " الملف الشخصي " فابتسم أدريان بسخرية بعدما فهم الوضع ليقول " أجل لقد نسيت بأن المرضى هنا ليست لديهم أي خصوصية لأنهم ليسوا مثل البشر الطبيعيون "
سويسرا ( فيرناير)
استيقظت جوليا بعد ساعتان و هي تشعر بإرهاقٍ تام يسري بجميع أنحاء جسدها و خصوصًا منطقة الرأس فـجالت بأعينها حول الغرفة لتجد إيثان جالسٌ بجانبها على المقعد مكتفًا يديه و هو نائمٌ بهدوء ، غارقٌ في التعب حيث أنه لم ينم جيدًا طوال تلك المدة لانشغاله بحالة جوليا و مراجعة فحوصاتها بشكلٍ شامل يوميًا و محاولة فهم حالتها أكثر و لا ننسى أيضًا بقية مرضاه الذين عيَّن لهم ممرضين يعتنون بهم و يلقي عليهم نظرة كل فترة لسهولة حالاتهم و تشافيهم السريع أما بالنسبة لجوليا فهو حائرٌ جدًا و لا يعلم كيف ستتشافى و بأي طريقة سترجع ذاكرتها بالكامل إلى الآن ، ابتسمت على منظره اللطيف و أصبحت تتأمل ملامحه الهادئة و تلك الخصلة بلون البُنّ الغامق متمردة على جبهته من بين كل خصلاته المرفوعة للوراء فـنهضت بصعوبة و بهدوء محاولةً عدم إيقاظه أو التسبب بأي ازعاج لتأخذ لحاف سريرها و تضعه عليه حتى لا يشعر بالبرد خصوصًا بهذه الأجواء و بهذه المدينة الباردة و عندما غطته بشكل جيّد ذهبت لتجلس أمام النافذة سارحةً بضياعها و بذاكرتها التائهة وسط بحرٍ من العتمة .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .