فقال أدريان بعدم رضًى و انْزِعاج " حسنًا فقط أثناء مدة العلاج " ليصفق فرانس بحماس قائلًا " جيّد هيا خذ و ارتدي هذا " رمى فرانس بعضًا من ملابسه لأدريان حتى يغير زِيّ المشفى فأخذها و قال بهدوء وهو يتفحصها " همم لا بأس بذوقك " كانت الملابس عبارة عن كنزة صوفية رمادية اللون مع بنطال جِنْز فاتح اللون ومعطفٍ أسود و بعدما إنتهى من تبديل ملابسه قال متسائلًا وهو يرتدي المعطف " هل الجو باردًا في الخارج ؟ " ليومئ فرانس إيجابًا " أجل لدرجة الموت لذا أحضرت معطفًا ثقيلًا لك خصوصًا أنك لم تخرج لفترة طويلة و أيضًا المشفى لديها نظام تدفئة خاص لذا الجو خارجًا مختلف و أنت لم تعتد على الجو الخارجي " همهم أدريان متفهمًا ليقول فرانس أثناء ارتدائه لمعطفه هو أيضًا " إذًا هيا بنا لنخرج " ثم نظر نحو أدريان و قلده بمزاح " لنخرج من هذا المكان المشؤوم " فاغتاظ أدريان منه و نطق غاضبًا " في الواقع لم أكن لأوافق بالعيش معك و لكنني اضطررت لفعل ذلك فالطعام هنا لا يطاق " فتح أدريان باب الغرفة و ملامح الاستياء واضحة على وجهه ليتفاجئ بفتاة واقفة أمام الباب فـجَمَدَ بمكانه غير عالمٍ بكيفية التعامل مع الأشخاص و خصوصًا العالم الخارجي إذ أنه عاش بقية حياته بهذا المكان و عاش بشكلٍ عدواني ، لا يتحدث مع أي شخص إلا للعراك فقط فجميع أقواله كانت مشاجرات إما مع الممرضين أو طبيبه الخاص و يمكننا القول بأنه اعتاد الحديث فقط مع فرانس و هو أول شخصٍ يحادثه بشكل طبيعي و لو أن أغلب أحاديثهم تنتهي بمعاركٍ طفولية و لكنه الوحيد الذي استطاع جذب أدريان للكلام و خلق أحاديثٍ معه ، عض أدريان شفتيه باضطراب و عينيه العشبية تنظر لكل الاتجاهات بسرعة حتى يتهرب من اِلْتِقاء عينه بعينيها ليتنهد مستسلمًا و هو يشيح بنظره عنها فاستغربت الفتاة لردة فعلة تلك لتنطق بصوتٍ خافت و هي تنظر لناحيته بـ " همم المعذرة ؟ " وقف أدريان صامتًا دون حراك بينما فرانس واقفٌ خلفه و مستنكرًا وقوفه عند عتبة الباب و عدم خروجه ليأتي مقتربًا منه ثم أمسك بكتفيه من الخلف قائلًا " هيه ما بك ؟ لما أنت متجمدٌ هكذا ما الأمر؟ " سحبه بجانبه ليرى ما الأمر و حينها التقت عينيهما ببعض قال بلطف " اوه سيون مرحبًا " فابتسمت بعفوية وهي تضع شعرها خلف أذنها لتقول برسمية مُصْطنَعة " مرحبًا أيها الطبيب فرانس ، لم أرك منذ فترة كيف حالك ؟ " ليبتسم هو بدوره قائلًا " أجل لقد مر وقت على آخر لقاء بيننا ، بخير و أنتِ ما الأخبار؟ " قـردت عليه بصوتٍ متزن " جيدة كالمعتاد في لواقع لقد أتيت لآخذ بعضًا من الأدوية لعمتي و فكرت بأن آتي لطابقك و ألقي التحية عليك " وجهت بصرها ناحية أدريان الساكن بمكانه و قالت " هل هو الشخص الذي كان بين يدي أولئك الأشرار؟ " ليضحك فرانس على نبرة سؤالها الطفولية قائلًا " أجل إنه هو " أما أدريان فقد اضطرب حينما علم بأنه أصبح محور حديثهم بينما هي تقدمت لناحيته بحماسٍ كبير لتقول " همم شكلك يبدو مختلفًا عن أول مرة " فـحاول تزييف ابتسامةٍ طبيعية حتى ينهي هذا الكابوس بالنسبة له و من ثم أمسكت هي بأحدى يديه لتصافحه قائلة " تشرفت بمعرفتك أنا سيون و سعيدة بأننا استطعنا مساعدتك من أولئك البغيضون الحمقى " ابتسم فرانس على حوارها اللطيف ليؤشر لأدريان بمعنى "هيا تحدث و قل شيئًا " فـسحب أدريان يده من بين يديها بارتباك ليضعها بجيب معطفه بسرعة ثم قال وهو يلمس عنقه بتوتر و ينظر للجهة الأخرى بينما ملامح الخجل مسيطرة على وجهه " شكرًا لكِ و أنا أيضًا " ابتسمت له بهدوء و إلتفتت إلى فرانس لتستأذنه قائلةً " عن إذنكم سأعود الآن إلى المنزل " لوحت له و هي تقول " وداعًا فرانس " فـهَمَّ فرانس نحوها " انتظري سيون سأوصلك معنا فـنحن أيضًا خارجين من المشفى " لترفضة بهدوء " لا شكرًا لك لا بأس أفضل المشي " ثم انفعل فرانس لرفضها قائلًا بقلق " مستحيل ! لن أتركك تذهبين لوحدك مشيًا بهذا الوقت المتأخر وعمتي أوليفيا لن يرضيها تركي لك وحيدة ليلًا في الشوارع المليئة بالمخاطر " لم تستطع سيون رفض طلبه و خصوصًا بأنة أصر على ذلك لذا لم تجد سبيلًا سوى الموافقة فـشعر فرانس بالرضى فور قبولها ثم نزلوا جميعهم للطابق الأرضي ليخرجوا و قال فرانس لهم " انتظروا هنا سأذهب لأوقع على بعض الأوراق المهمة و بعدها نخرج سويةً " ليجلس كلا من سيون و أدريان على مقاعد الانتظار و لكل شخصٍ أفكار غارقٌ بها فعند أدريان يفكر بما يحوي مستقبله من مصاعبٍ قادمة و ما يخفي من مفاجئاتٍ صادمة بجعبته و تلك الحيرة التي تتملكه فهو مضطرب بشأن تغيرات حياته الجذرية و عيشه مع فرانس بينما سيون تفكر بعمتها و القلق يساورها نحو صحتها فهي كل ما تملكه لإنها عائلتها الوحيدة و التي لم تتركها منذ طفولتها ، قطع حبل تفكيرهما صوت فرانس قائلًا لهم " هيا لقد إنتهيت لنذهب " ليستيقظوا من شرودهم ذاهبين للخارج و لكل قلبٍ لهؤلاء الثلاثة محملٌ بالكثير من العتمة و بالأشياء المبعثرة و الغير واضحة فـركب فرانس بمكان السائق و بجانبه أدريان بينما سيون جالسة بالخلف تلاحق بعينيها العاتمة القمر وسط تلك السماء الحالكة لتنتبه بأن القمر توقف عن الحركة ثم سمعت فرانس يقول " سيون لقد وصلنا لمنزلك " فاستوعبت بأنهم واقفين أمام منزلها قائلةً بربكة " اوه أجل حسنًا " ترجلت من السيارة لتحادث فرانس من النافذة " ممتنة لتوصيلك لي شكرًا لك " فابتسم لها و قال " العفو هذا واجب الجار " أراد توديعها و الذهاب حتى يعود للمنزل لتقول هي فجأةً بصوتٍ متردد مشبكة يديها ببعضها البعض " همم في الواقع لقد خبزت بعضًا من الكعك و اتَّضح بأن الكمية كثيرة عليّ أنا وعمتي لذا " توقفت عن الحديث و نظرت إليه بينما هو يحاول كبح ابتسامته و التحكم بملامحه ثم قالت له بسرعة " لذا انتظر سأحضر البعض منه لكم " و فَرَّت مسرعةً للداخل بينما السعادة طاغية على ملامحها أما أدريان فقد كان ينظر لهما بصمت و الاستغراب واضحٌ عليه ليقول بتفكير " من الواضح بأنها تريد إعطائك الكعك لما تبرر ذلك بالكمية إذًا " فانفجر فرانس ضاحكًا وهو يقول بصوتٍ عالي و ضاحك " سؤالٌ وجيه " .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Детектив / Триллерفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .