استوعبت حججه و اقتنعت بالموضوع لتبعد كل شكوكها بعدما استجوبته بكل راحة ثم قالت " حسنًا إذًا أنا ذاهبه فلدي الكثير من الأعمال و أنت إبقى عند شقيقتك " فذهبت خارجًا بعدما رد عليها بـ " أجل سأفعل ذلك " و عند خروجها تجهم وجه إيثان تلقائيًا لشدة كرهه لها ثم جاء إلى جوليا قائلًا بغضب " لما تسايرينها يجب علينا إيقافها عند حدها " لترد عليه بإرهاق " إيثان توقف عن ذلك أنت مزعج " اغتاظ منها صارخًا بغضب " أتريدين العيش هكذا طوال حياتك ؟ ما الذي ستفعله تلك المجنونه بك المرة القادمة كسور؟ و ربما أكثر من ذلك " قالت ناطقةً بخفوت و هي تبذل جهدها حتى لا تنفجر " لا تقلق لن تكون هنالك مرة قادمة " فركل إحدى الكراسي الموجودة مفرغًا غضبه عليها ثم بصق تلك الكلمة بحنق " سحقًا " أما إلياس كان يحاول تهدئة إيثان ممسكًا به ليسمعوا فجأة صوت شهقات بكائها فنظر كلاهما إليها و وجداها تبكي بصمت فقد تحملت ما لا يحتمله بشري و بينما هي تبكي و تغطي وجهها بكلتا يديها المرتجفتين كان يحدق بها بنظرات ألم و ندم مستوعبًا حجم غلطته لصراخه عليها و حينما جاء مقتربًا منها ليخفف عنها قالت بنبرةٍ مهتزة " لا تفعل ذلك مرةً أخرى و تتدخل فأنت لا تعرف ما الذي تستطيع هي فعله و أنا لن أقوى على خسارة المزيد أتفهم لا أريد تجربة الأمر مرة أخرى " نظرت لإلياس و نطقت بانفعال " أنت أيضًا لا ترتبك مرةً أخرى و كن حريصًا بأن لا تكشف أمرك حتى لا تتأذى فيجب عليك مقابلة شقيقتك بحالٍ جيّدة " أحس إيثان بالذنب فهي تشعر بالرعب من حصول تلك الحادثة لشخصٍ آخر بسببها كما تظن هي ، حاملةً ذلك العبء الذي يثقل كاهلها بحجمه العملاق و المهيب أما إلياس فقد كان يفكر بـ " هي حقًا تقلق علي إنها حتمًا شخص نقي " فابتسم إلياس لها و قال " حاظر سيدتي سأفعل ذلك و لكن أولًا " جاء لعندها و مسح بأصابعه دموعها المتناثرة على وجنتيها قائلًا " توقفي عن البكاء " اقترب إيثان منها و جلس أمامها محملقًا بها بجدية ليقول " أنتِ لست السبب بموتها أتفهمين " أنزلت نظرها للأسفل بصمت و أكمل هو حديثه " إن كنتِ تحبينها توقفي عن لوم نفسك و تعذيبها فهذا لن يسعدها حقًا لذا لا تهدري تضحيتها " نهض بهدوء راحلًا للخارج بينما هي لا زالت تنظر للأسفل بعبوس فقال لها إلياس بعطف " تعلمين بأنه يهتم لأمرك لذا لا تغضبي منه و دعينا جميعًا نعمل بجد اتفقنا ؟ " اومأت له بإيجاب بعدما نظرت له ليبتسم لها بلطف .
فرنسا (لانيون)
دخل الغرفة باستعجال و بشكلٍ مباغت ليتفاجئ كل من الطبيب آيدن و الفتاة فركض نحوهما قائلًا و هو يضع الورقة الصغيرة أمامها " أيمكنك إكمال العنوان فقد تدمر قبلًا و لم نستطع معرفته كاملًا " لتنظر نحو الورقة باستغراب ثم قالت " أجل يبدو بأنني قد أتلفتها و أنا أحاول حمايتها آسفة " أخذتها حتى ترى ما الجزء الناقص لتقول " ألديك قلمًا ؟ " فأخرج آيدن من جيبه قلمًا و أعطاها لتكتب العنوان كاملًا وقالت وهي تمد الورقة لأدريان " هذا هو العنوان كاملًا أرجوا بأن تلتقيا بأسرع وقت " ابتسم و ملامح التوتر واضحة على محياه ثم قال لها " شكرًا لك لن أنسى ذلك " فحملق بآيدن و هو يفكر بـ " لا استطيع إخباره بأمر فرانس أظن بأنه سيجن و يخبر الشرطة و يجلب المتاعب لنا أو يفسد خططنا لذا آسف آيدن لصمتي و لكنني أعدك بإعادته " شعر آيدن بالريبة لتحديق أدريان به و قال " ما الأمر ؟ " ليقول أدريان بشكل سريع " اوه لا تهتم لا شيء " ثم نظر للفتاة قائلًا بتعجل " بالمناسبة ما اسمك لأنه لم تسنح لي الفرصة بمعرفته آسف لذلك " قال تلك الجملة لها لتبتسم له ثم ردت عليه قائلةً " إنه صوفي " فقال بتهذيب " تشرفت بمعرفتك صوفي تحسني و كوني بخير حالما أحضر أختي إلى هنا و آتي " حدق بآيدن و قال " إنها بمسؤوليتك اعتني بها " و قبل أن يرد عليه آيدن قد فَرَّ خارجًا بسرعة و هو يلوح له مودعًا إياه ليقول آيدن لذاته باستغراب " مهلًا اليوم ليس موعد خروجه كيف له بأن يخرج و يدخل متى ما يشاء ذلك الطفل و من ثم أين فرانس لقد فلت هذا الطفل بعدما غفل عنه لبضع ساعات وجيزة لما هو مختفٍ فجأةً هل أخذ إجازة دون علمي ؟ " .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .