فرنسا (لانيون)
تركض على الأرضية العُشبية بخطوات متفاوته و كانت مَحنية الرأس بينما شعرها الفحمي الذي يتطاير مع خطواتها السريعة قد تهدَّل على وجهها و هي تُراقب قدميها و تقفز بطريقة طفولية ليضرب رأسها بِقوة نتيجة اصطدامها بجسمٍ ما فـرجعت للخلف عِدة خطوات حتى فقدت توازنها و سقطت أرضًا ، تأوهت بألم و فركت رأسها بحركة سريعة لتقول بملامح مُنْزعِجه " اهه مؤلم " رفعت رأسها و نظرت له بنظرات اسْتِفهام بريئة لكن سرعان ما تبدلت للصدمةً و الخجل فـأنزلت رأسها بِسرعةً و انسدلت بعضًا مِن شعراتها المعتمة لتخفي ملامِحها المُحرجة و هي تعض شفتها السفليه بتوتر بينما وجنتيها قد اِنصبغَت باللون الأحمر و استمرّت بجلوسها على الأرض محنية الرأس دون أي حراك و بهذه الحالة في صمتٍ تام فـشعر بالقلق عليها ظنًا منه بأنها تأذت أو شعرت بالدوار ليقول لها و هو ينحني " سيون هل انتِ بخير " اومأت له عدة مرات بسرعة و ابتسم هو لحركاتها الطفولية و علم بأنها شعرت بالخجل مِنه ليمد يده لها حتى يساعدها على الوقوف فنظرت إلى يده و هي عائمة بالهواء منتظرًا منها الإمساك بها ثم نهضت بسرعة و استقامت دون أن تمسك بيده و قالت له بتوتر " ءء آسفه لمم ا..انن.نتبه " ذهبت راكضةً نَحْو غرفتها وهي تريد الصراخ مِن شدّة الإحراج فضحك فرانس بخفة على تصرافتها و خجلها اللطيف ليكمل طريقة نَحْو السيّدة أوليفيا في الحديقة عند طاولة الفطور ثم جلس أمامها راسمًا ابتسامة لطيفة ليقول لها " شكرًا لكِ سيدتي على دعوتي للفطور" ابتسمت أيضًا بدورها نحوه و قالت وهي تحاول كبح ضحكتها " ألم تصادف شخصًا أو شيئًا أثناء مجيئك إلى الحديقة " فأستغرب سؤالها عاقدًا حاجبيه بحيرة و لكنه فهم ما الذي كانت تقصده لينفجر ضاحكًا و هو يتذكر تصرفات سيون الغريبة ، تعالت أصوات ضحكاتهما معًا لتشكل ضجيجًا في أرجاء المنزل فسمعت سيون ضحكاتهم مِن نافذة غرفتها التي تطل على الحديقة لتتطفل عليهم من غرفتها بحدقتيها الواسعتين حتى تراقبهم و الغضب سيطر على ملامِحها الطفولية لأنها عرفت سبب ضحكاتهم فـرع بصره هو أيضًا نَحْو نافذتها و تلاقت أعينهم فجأةً لتنزل رأسها بسرعة حينما نظر إليها متأففةً باستياء و هامسةً لذاتها " اهه تباً!! أظن بأن هذا اليوم سيكون طويلًا " بدأ كل مِن السيّدة أوليفيا و فرانس بالأكل أما سيون فقد بدلت ثيابها و باتت تتصفح الأنترنت و قد قررت عدم النزول فـعرفت السيّدة أوليفيا بأن سيون لن تأتي لتناول الفطور كالعادة لتخرج منها تنهيدةً صغيرة و أنتبه فرانس لها ثم توقف عن الأكل قائلًا بتساؤل " هل هنالك مشكلة ما ؟ " نظرت له السيّدة أوليفيا باستياء و قالت " سيون هذه لن تتغير أبدًا " فابتسم لها و قال " ما بها ؟ " لترد عليه بملامح منزعجة و كأنها كانت تنتظر هذا السؤال لتقول " اهه يا لها من فتاة بحق!! ، إنها ليست كبقية الفتيات اللاتي يعشقن الموضة و أدوات التجميل أو حتى الخروج و الاستمتاع مع الأصدقاء ، إنها غريبة حقًا انطوائية و لديها عاداتها و طقوسها المعتادة إنها سيون أنت تعلم " تناول بيده كوبًا مِن الماء و أعطاه للسيّدة أوليفيا قائلًا " لابأس لكل شخص هالته الخاصة و انني أرى سيون فتاة لطيفة و ليست سيئة ، رُبما تعاني من مشكلة ما أو ببساطة تلك هي طبيعتها " فـصمتت السيدة أوليفيا قليلًا لتقول بصوتٍ أشبه بالهمس " الاثنين " أستغرب فرانس مِن كلمتها هذه ثم نطق باستنكار "ماذا تقصدين بالاثنين ؟ " لتبتسم له و تقول " أكمل طعامك يا بني لقد أزعجتك بحديثي " فـرد لها الابتسامة و قال " لا أبدًا لم أنزعج منك و أنا هنا ليس لتناول الطعام فقط بل للإطمئنان على صحتك سيدتي " ثم بعدما انتهوا من الطعام ركِب فرانس سيارته و أخذهما معه بعد إصراره الكبير على السيّدة أوليفيا بأن يوصلهما بطريقه إلى المشفى و الاطمئنان على صحتها فجلست السيّدة أوليفيا بجانب مقعد السائق و سيون بالخلف موجهةً نظرها نَحْو النافذة و مرخية كامل جسدها على الباب وهيّ تتأمل الغيوم القطنية وسَط أَشِعَّة الشمس الذهبية متحاشيةً النظر إلى الأَمام حتى لا تلتقي أعينها مع فرانس فـاستغرق فرانس بالقيادة مع زحمة السير للوصول إلى المشفى تقريبًا عشْرُون دقيقة ليرتجلوا جميعًا مِن المركبة و كانت سيون تمشي ببطئ خلفهم حانيةً رأسها و هي تعبث بهاتفها حتى تشغل نفسها .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .