شعرا بالصدمة لنظراتها القوية و مدى صلابتها ليهمس إلياس بعدم تصديق " وااهه أنتِ مذهله " أما إيثان فقد ابتسم لها و هو يفكر بعقله قائلًا " كم من معاناة قد عشتيها لتصبحي بتلك القوة ؟ " فـعبث بشعرها بيديه الاثنتين بمزاح بينما هي تحاول إيقافه و هي تضحك قائلة " هيييه توقف عن ذلك مهلًا إنك تجعله فوضويًا " أكمل العبث به معاندًا إياها وهو يقول بمكر " وهذا المطلوب " ليتوقف عن العبث مبتسمًا على شكلها بشعرها المنكوش فوبخته بغيظ و هي تحاول منع ظهور ابتسامتها " هل أنت سعيد الآن لقد أفسدته و جعلته غير مرتب " فقال إيثان بتساؤل محملقًا بها " همم إنني أرى ابتسامةً تحاول الظهور " عضت شفتها السفلية مغلقةً فمها حتى لا تبتسم و هي تجاهد لمنع ذاتها من الابتسام فوَكَزَ إيثان الشخص الذي بجانبه قائلًا " أليس كذلك " استنكر إلياس الوضع و تغير حالة مزاجة المفاجئ و لكنه سايره و قال " اوه أجل صحيح " ليبتسم إيثان باتساع مقتربًا منها وهو يحدق بها فخرجت ضحكتها رغمًا عنها و قالت بابتسامة " سحقًا دائمًا ما تهزمني بذلك " نظر إليها بتفاخر ليقول " لستِ ماهرة بإخفاء مشاعرك أيضًا من السهل إضحاكك و هذا جيد فالابتسامة خلقت لتكون بوجهٍ حسن كـ وجهك " فقال إلياس بصدمة " توقف عن مدح شقيقتي هذا يزعجني و كأنني تمثال هنا " إلتفت إيثان نحوه بوجه منزعج قائلًا بغيظ " لا شأن لك و من ثم لا تعش الكذبه و تصدقها هي ليست شقيقتك " لتضحك جوليا على شجاراتهم المستمرة و هي تقول " إلياس أنت أيضًا تمتلك عينين مبهرتين " ثم نظرت لإيثان و قالت بحماس " أنظر لعينيه إنها زرقاء حينما رأيتها لأول مرة حقًا أعجبت بها إنها جميلة " فـخجل إلياس لتحديقهما المستمر بوجهه حيث نظرات الإعجاب البريئة من طرف جوليا و نظرات الغيرة بعيني إيثان التي ستخترق إلياس بتحديقه المستمر لينظر بتوتر للناحية الأخرى قائلًا " مهلًا توقفا عن التحديق بي و أنت خاصةً أشعر بأن أشعة الليزر ستظهر فجأةً من عينيك و تحرقني " عبس إيثان بانزعاج و قال لجوليا و هو يقرب وجهه ناحيتها ليريها حدقتيه هو كذلك " و ماذا عني ما بالها العيون البنية هل الزرقاء هي الوحيدة التي تتميز بالجمال " حملقت به بدهشةٍ نحو ردة فعله الغير متوقعة فضحكت بصدمة قائلةً " إيثان ما الأمر هل شعرت بالغيرة " بدأ إلياس بالضحك معها ليقول " بالتأكيد إنه يغار أنظري لوجهه لقد انزعج كالطفل الغيور هل أنت حقًا أكبر مننا سنًا " ليحملق بهم بصدمة و هو يقول بحنق و انفعال تام " لست كذلك أنا لم أغار لا تغتر بنفسك لأنها فقط مدحت تلك العينين " أما هي فقد ابتسمت لتصرفاته الطفوليه و قالت له " عينيك جميلتين كذلك فهي بندقية اللون و لها تدرج مميز بدرجات البني حيث أنها متناغمة معًا بشكلٍ رائع و هي دائمًا ما تشعرني بالدفئ " اختتمت حديثها بابتسامةٍ صادقة لتقول و هي تميل برأسها " هل أنت راضٍ الآن ؟ " ليكتف يديه و هو يتصرف بأنه غير مهتم بالأمر قائلًا " همم أجل حسنًا شكرًا لكِ " فقال إلياس و هو يحاول كبح ضحكته " أنظري إليه يجاهد لمنع ظهور ابتسامته واااهه إنها الكارما " ضحكت بقوة على حديث إلياس و قالت " أجل أعلم ذلك أنظر لقد فشل بذلك " ضحكا عليه حينما فقد السيطرة على ملامحه و بانت سعادته و ابتسم فقال بنكران وهو يضحك معهم " سحقا لكما لم ابتسم توقفا عن ذلك " و من ثم بعدما توقفوا عن الضحك إلتفت لإلياس و لاحظ ما سببه من جرح بوجهه فأمسك بوجهه متفحصًا إياه بينما هو مصدوم لحركته المفاجئة لينهض إيثان قائلًا بجدية " إلحق بي " استنكر إلياس الوضع متسائلًا بداخله عن السبب و هو يقول باستغراب " ماذا هل قرر قتلي " لتهمس له جوليا بابتسامةٍ لطيفة " هيا اذهب " ثم استقام و ذهب ورائه مستمعًا لكلام جوليا و حينما لحقه دخلا لغرفة الممرضين و التي هي عبارة عن غرفه عامة للمرضى بها عدة ممرضون يقومون بتضميد و تطهير أو خياطة الجروح ليقول إيثان له بصيغة أمر وهو يخرج المعدات " أجلس هنا " فـجلس إلياس بصمت و هو يشاهد ظهر إيثان المنشغل بتبليل قطعة من القطن في المطهر ممسكًا بها بملقط و من ثم إلتفت نحو إلياس فدنى إليه مقتربًا من وجهه ليبدأ بتعقيم جرح فمه بخفة قائلًا بنبرته اللطيفة " آسف لذلك " رَدَّ عليه المعني بـ " لا بأس فالذنب نصفه يقع علي لعدم حمايتها " ابتسم إيثان له بوِدّ و قال " لا عليك إنها ليست غلطتك و أعتقد بأنك أنقذتها حقًا لذا لا تلم نفسك و لا تلقي بالاً لحديثي فلقد كنت مستاءً و ألقيت بغضبي عليك " عبث بشعره بلطف بعدما إنتهى من تعقيم جرحه و استقام ليحضر له لصقة الجروح أما إلياس فقد شعر بتحسن مبتسمًا وهو يشعر بالقليل من الهدوء بعدما كان يعاني من تأنيب الضمير و صراعات من الأفكار المتناقضة بين الصح والخطأ و هل ما يفعله الآن من مؤامرة خاطئ و غير صحيح أم كان الخيار الأفضل ، عاد إيثان له ليضع اللصقة و لكن قاطعته إحدى الممرضات قبل أن يفعل ذلك بقولها له " دكتور إيثان دعني أفعل ذلك عنك " فقال لها بلباقة " لا بأس اذهبي و اكملي عملك أنا سأفعل ذلك شكرًا لك " .
ملاحظة :
*الكارما* تعني أي عمل تفعله سواء كان خيرًا أم شرًا سيعود عليك يومًا ما مهما طالت أو قصرت المدة و بمعنًى آخر و أسهل للفهم الكارما هي كـعبارة " كما تدين تدان "فرنسا (لانيون)
وصلا للمنزل فأعطت سيون المال لسائق الأجرة بينما أدريان قد ارتجل وهو يركض كالمجنون نحو العمارة حتى يصعد نحو شقتهم فلحقته سيون وهي تصعد السلالم بسرعة لتجده واقفًا عند العتبة أمام الباب الذي كان مفتوحًا على مصرعيه قائلًا بصدمة " بحق خالق الأرض ما الذي حصل هنا " مشت إليه بصدمةٍ ليست أقلًا منه ليدخل ببطئ و قلبه ينبض بجنون لشدة قلقة أما هي فقد كانت تتبعه بصمت و هي تبتلع ريقها أثر رعبها من فكرة حصول مكروه لفرانس ثم بدأوا بالبحث في أرجاء الغرفة و كان أدريان يمشي بغرفة المعيشة و اليأس قد تملكه وهو يهمس لذاته بضُعْف " كيف لك أن تختفي هكذا ما الذي حصل هنا وما الذي حدث لك بحق الإله أين أنت فرانس " .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .