{47}

1.3K 131 7
                                    

سويسرا (فيرناير)

بعدما عاد كلا من جوليا و إيثان انْقَضَى الليل و قد حان موعد خروج جوليا من المشفى بعد انتهاء فترة علاجها فدخل عليها إيثان بابتسامة ليجري لها آخر الفحوصات الشاملة حتى يطمئن قلبه بينما هي تكبح ذاتها عن البكاء و بأقصى حالات توترها فهي ستعود لمنزلٍ لا تذكر شكله ! أو تعرف أهله لذا بدأت مشاعر الخوف والقلق تجرانها نحو العمق ، أمسك إيثان بيدها وهو يضغط عليها بخفة ليهدئ من روعها قائلًا " جوليا اهدئي فبالنهاية أنتِ ذاهبة لمنزلك الذي ترعرعتي فيه لا يوجد داعٍ للقلق أو الخوف و هذا سيكون من صالحك فربما المنزل سيذكرك بأشياء أخرى و بالطبع تستطيعين المجيئ هنا للمراجعة بين الفينة و الأخرى و حينما تستذكرين شيئًا أيضًا " بدأت حدقتيها الأرجوانية بذرف دموع الحزن لافتراقها عن من اعتبرته عائلةً لها و الخوف لدخولها عالم غريب بالنسبة لها فقالت و هي تمسح دمعها بأناملها الصغيرتين " و لكنني لا أثق بهم و من ثم لدي ذكرى سيئة مع تلك الشمطاء ربما ستحبسني وهو ليس أخي إنه مجرد شخص غريب مقلد له " قضم شفتيه بتوتر و ملامح القلق اجتاحته ليقول لها و قلبه يعتصر من الألم ممثلًا المرح " جوليا لا تتعبي أباكِ هيا " فنطقت والغصة تخنقها " الأب لا يترك طفلته للغرباء " ثم شرعت في البكاء قائلة بانفعال " الوضع لا يحتمل سأعيش مع شخصٍ ينتحل شخصية أخي و والده غير موثوقة و مريبة قد عنفتني بطفولتي قبلًا لا تقل لي تستطيعين المجيئ هنا للمراجعات لأنني أشك بأنهم سيدعونني آتي ربما لن أستطيع فعل ذلك ربما ستمنعني تلك العجوز و ربما سيفعلون بي أشياءً سيئة أو يؤذونني خصوصًا أنني لم أكن لطيفةً معها و قد كرهتها و ذلك الشخص المدعي بأنه أخي أيضًا مريب لا أستطيع التعايش مع كل هذا الخوف و القلق إنني مرتعبة إيثان أرجوك تفهمني " أمسك بها من كتفيها ليهزها بخفة قائلًا بصوتٍ مرتفع " جوليا تمالكي نفسك !! " نظرت له باستنجاد وهي تتنفس بسرعة جراء ما أصابها من هلع فقال لها بنبرة حازمة " استمعي إلي و كوني صبورة أولًا لا تقلقي من ناحية المراجعات فأنا لن أدعهم يأخذونك دون رجعه سوف أحدثهم عن مدى أهميتها و ضرورتها ليحضرونك إلى هنا ثانيًا يجب عليك أن لا تفضحي أمرك استجمعي شتاتك يا فتاة و تحملي أنا معك أعدك بأني لن أتركك و لكن الخطوه التالية تعتمد عليك الآن و مدى براعتك في التظاهر يجب أن لا يكتشفوا بأنك قد فقدتي الذاكرة و إلا ستحدث مضاعفاتٌ سيئة وغير متوقعه لذا اهدئي و توقفي عن البكاء إنه ليس الوداع فسنبقى على تواصل اتفقنا ؟ هيا ابتهجي فهم سيأتون بعد عشر دقائق يجب أن ننهي فحوصاتك الآن و يرونك بحالة جيدة و طبيعية " طمئنها بحديثه و هدأت قليلًا لتقول بعبوس " أنني أثق بك دائمًا لذا سأنفذ ما قلت " فابتسم لها بلطف قائلًا وهو يربت على شعرها " طفلة مطيعة هيا للنهي الإجراءات "

فرنسا (لانيون)

كانت سيون نائمة على السرير و بجانبها تجلس عمتها السيّدة أوليفيا وهي تمسح على شعرها برفق و بنظرات مليئة بالعطف والحنان فسألها فرانس قائلًا " سيّدة أوليفيا ما الذي حصل لسيون لتكون بهذه الحالة ؟ " فقالت بحزن و القهر بعينيها يشتعل " لقد تلقت أمرًا عائلي صادم يخصها و لذا لم تستوعب الفكرة فإنهارت جراء صدمتها " ليومئ لها بتفهم ثم قال " في الواقع أظنها عانت من نوبة هلع أيضًا هل كانت مضطربةً و بالكاد تتنفس ؟ " قالت له بدهشة " أجل ذلك صحيح لقد إستنفرت بانفعال و من ثم بدأت بالإنهيار و أصبحت لا تستطيع التنفس بشكلٍ جيّد " فقال ردًا على حديثها " أهذه أول مرة تحصل لها هذه الحالة ؟ " لتجيبه بـ " للأسف لا فقد كانت بداية تلك النوبة بعمر الرابعة جراء موقفٍ حصل لها وعقلها لم يستطع تحمل كل هذا الضغط و المعاناة فنست تلك الفترة وكل ما حصل " صمتت قليلًا  وأكملت بألم " و لكنها اليوم تذكرت و حصلت لها مرةً أخرى بسببي " ليقول فرانس عاقدًا حاجبيه بتساؤل " بسببك ؟ " أجابته والدمع بعينيها " أجل هي لن تتذكر ذلك لو لم أكن مهملة بسبب إهمالي تذكرت كل تلك المعاناة " فـفهم فرانس تقريبًا ما حصل و ما حدث لها بالرغم منه أنه لا يعرف موضوع الحادثة و قال لها بنبرة مطمئنة " لا تقلقي ستكون بخير أعدك بذلك " استقام بوقفته قائلًا " سيدتي إذا استيقظت أعلميني بذلك رجاءً " فابتسمت له و قالت " حسنًا سأعلمك بذلك شكرًا لك دكتور فرانس " ليستأذنها ذاهبًا خارج الغرفة حتى يرجع لأدريان الجائع و يخبره بما حدث و يتأسف له فدخل الغرفة ليقفز أدريان فرحًا و هو يصرخ " الطعام حضر وأخيرًا " توقف كلاهما بصدمة حيث أن فرانس قد تفاجئ من ردة فعله الصاخبة و توقف عند الباب مذعورًا أما عن أدريان فقد جن جنونه حينما رآه خالي الوفاض فسأل بهدوء " لقد تأخرت كثيرًا و أنا عانيت بهدوء أثناء انتظاري و لكن أين الطعام ؟ " ليبتسم فرانس بتوتر قائلًا " اوه في الحقيقة لم أخرج من المشفى من الأساس " فصرخ الآخر بانفعال " ماذا قلت ! " تنهد فرانس بتعب و قال " أرجوا بأن تتفهمني فأثناء خروجي صادفت صديقة لي بحالة حرجة و طارئة " لترتخي ملامح أدريان الغاضبة زامًا شفتيه بصمت و أكمل فرانس حديثه بانفعال مضطوب " و أيضًا ذلك الطبيب الدنيئ عديم المسؤولية لم يحضر بوقت مناوبته و.. و لقد عانيت أثناء مساعدتها ماذا لو لم أكن موجودًا ما الذي سيحصل لها سحقًا له " فتسائل أدريان بهدوء " أكانت حالة اختناق ؟ " أجابه فرانس بعبوس وهو ينظر للأسفل بـ" أجل " ليتقدم أدريان للأمام نحو فرانس محتضنًا إياه وهو يربت على رأسه " فتًى جيد أحسنت عملًا " فقضم فرانس شفتيه محاولًا الابتسام بتماسك وهو يأخذ شهيقًا طويلًا قائلًا بنبرةٍ مهتزة " توقف عن لعب دور الأب أنا الوالد هنا " ثم فصل أدريان العناق محدقًا به بمكر أثناء قوله " همم إذًا بابا ألم تحضر لي البيتزا أنا جائع إن أدريان حقًا مستاء منك " فضحك فرانس على تصرفانه هذه التي دائمًا ما تتلبسه بطابعها الغير ناضج و استحالة إقلاعه عن تلك الأفعال الطفولية ليقول أدريان بابتسامة " لا بأس يمكننا الطلب عبر الهاتف لذا لا ترحل إن كنت مشغول بحالة صديقتك " ليبتسم فرانس للطافة أدريان و تفهمه ثم قال " إنها سيون أنت تعرفها لقد قابلتها عدة مرات تلك النحيلة ذو الشعر الأسود " فـتفاجئ أدريان قائلًا بعدم تصديق " أتقصد زوجتك المستقبلية !! يا للهول ما الذي حصل لها هل هي بخير الآن " فغر فرانس فاهه بصدمة محملقًا بأدريان بعينيه التي أصبحت على وسعيهما ليقول بلبكة و معالم وجهه قد تغيرت بالكامل جراء صدمته و خجله في آن واحد " مهلًا مم..ما الذي تقصده بكلامك هذا " فقال أدريان بنظراتٍ لعوبه " فرانس كف عن هذا تستطيع إخفاء ذلك عن الجميع ما عداي أنا " ليضربه فرانس على رأسه بـغيظ قائلًا بحرج " لا تفكر بذلك حتى أيها الأحمق ما الذي يدور بعقلك تبًا لك أنا خارج لإحضار البيتزا " خرج بغضب وأغلق الباب خلفه ليأخذ نَفَسًا عميقًا ممسكًا بقلبه و الصدمة تعتليه أما أدريان فقد جلس على الكنبة بهدوء منتظرًا الطعام و هو يقول بضحكة مكبوته " ما باله غاضب إنها الحقيقة مستقبلًا " .

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن