عادت السيّدة أوليفيا للمنزل تاركةً سيون خلفها بعدما و دعتها و قالت لها " فقط حاولي الاسترخاء يا عزيزتي و سأجعل الباب مفتوحًا لك لأنه ربما سيغلبني النعاس " فأومأت سيون لها بطاعة قبل أن تخرج عمتها من المشفى و من ثم قال فرانس بحماس مع ابتسامة بلهاء مرسومة على وجهه " أتحبين البيتزا ؟ " عقدت حاجبيها باستغراب لتقول بريبة " مهلًا أنت حقًا تشعرني بالغرابة و كأنك بوجهك هذا تستدرج فريسة لقتلها " ليسكت بملامحٍ مصدومة بسبب وصفها المريع ثم قال " بربك ماذا أكون " فـنظرت له متظاهرةً بالتفكير و قالت بعدها بنبرة تشويق " سايكوباثي يحب قتل المراهقات متنكر بهيئة طبيب عادي و يجذبهم عن طريق الطعام " صعق فرانس بشكلٍ أكبر و هو يحاول استيعاب ما تقوله رافعًا كلا حاجبيه بصدمة ليؤشر بأصبعه على ذاته وهو يقول بذهول " أنا ؟ سايكوباثي !! " لتومئ سيون مؤكدةً على كلامها و هي تشعر بالمتعة لإثارة غيضه فقال بانفعال " أنا طبيب نفسي !! و تقولين بأنني ذو شخصيةٍ سايكوباثية هذا غير مقبول آنسة سيون " كتف يديه بغضبٍ مصطنع لتضحك سيون على تصرفه قائلة بتمثيل " يا للهول آسفة جلالة الملك فرانس أسحب كلامي " فـرفعت إحدى يديها و عكفت أحد أقدامها منحنيةً كالنبلاء و هي تقول " أحبها جدًا جلالتك " ليبتسم برضى متصنعًا الغرور ثم قال و هو يضحك " جيد جدًا هيا بنا لنذهب " دهشت منه و قالت و هي تلحق به " إلى أين " فـإلتف للوراء محدقًا بها ليقول " لشراء البيتزا يا حمقاء ألم تقولي بأنك تحبينها ؟ " و أكمل حديثه بدرامية و هو يلعب دور الوالد العطوف " و من ثم أدرياني المسكين يتضور جوعًا لا يجب بأن أتأخر عليه أكثر من ذلك هيا لنسرع " فضحكت بصدمة و هي تنظر له بغير تصديق " أدرياني ؟ بحق الإله إن سمع ذلك سيرمي بنفسه للتهلكة " قال لها بـغيض و نظراتٍ متكبره " وما شأنك أنتِ بما أناديه فأنا ولي أمره " لتقهقه بصوتٍ عالي على حديثه قائلةً بسخرية و هي تضحك " ولي أمره ؟ بجدية ؟ إنك طفل بالكامل كيف لك أن تكون وليًا لطفلٍ آخر " زَمَّ شفتيه بانزعاج نافثًا الهواء من أنفه فاقتربت منه و قالت لتغيضه " ماذا ماذا هل غضب الطفل و انزعج " أما هو فقد استوعب مدى قرب وجهها منه ليراه بشكلٍ أوضح فهي تمتلك ملامح ذو جمالٍ حاد ببشرتها ناصعة البياض و سواد شعرها مع حدقتيها اللامعتين ليضحك على تصرفاتها الطفولية تلك ثم دفع جبهتها بنقرةٍ خفيفة بأصبعه فأبعدت هي وجهها بصدمة رامشةً عدة مرات أثر تلقيها تلك الضربة المفاجئة و قال لها وهو يرفع إحدى حاجبيه " أتخالين نفسك شخص ناضج كيف لكِ بأن تلقبيني بالطفل و أنا أكبر منكِ بكثير " لتقول متحدثةً بانفعال " الفارق ليس كبيرًا أنا واثقة من ذلك " نظرت له و قالت " إذًا ؟ كم عمرك " فقال بنبرة منتصرة " خمسة وعشرين عامًا ياطفلة " فابتسمت بربكة وهي رافعةٌ كلا حاجبيها من الصدمة لتقول له بنبرةٍ غير واثقة " رأيت ! الفارق ليس كبيرًا فقط ست سنوات و من ثم هذا ليس عدًلا مظهرك يوحي بأنك في الإحدى و العشرون من عمرك على الأقل " ضحك بفخر و قال لها بتعالٍ " مازلت الأكبر سنًا و لوسامتي الجذابة دائمًا ما أبدو أصغر سنًا " فأخرجت لسانها بصبيانية لما اجتاحها من غيض ليضحك عليها قائلًا بسخرية " يا إلهي ألم تكوني شخصٌ بالغ لتو ما الذي حصل " ثم مشت هي بشكلٍ أسرع لتسبقه بعدة خطوات و بعدها إلتفَّت ناحيته بابتسامة مكر و قالت " مازلت صغيرةً و شابة لهذا أنا أسرع منك أيها العجوز " فقال لها بتحدٍّ و هو يركض بسرعة حتى يسبقها " سوف نرى من سيفوز أيتها الطفلة " ركضا كثيرًا لدرجة أنهم قد نسو هدف خروجهم ألا وهو شراء البيتزا ليتوقفا بنفس اللحظة حتى يلتقطوا أنفاسهما فجلست سيون بتعب على الأرض وهي تتنفس بسرعة حيث أن صدرها يعلو و يهبط أثر ركضها المتواصل ثم قالت بنفسٍ منقطع " ل..لقد فف..زت " رَدَّ فرانس عليها بنفي " لا لم تفوزي فلقد توقفنا معًا " لتستلقي على الرصيف وهي تمدد كامل جسدها باستسلام قائلةً وهي تنفخ خديها بغيضٍ طفولي " تبًا " .
ملاحظة :
*سايكوباثي* هو شخص يتميز صاحبه بالعديد من الصفات، أهمها سلوك ضد المجتمع ، والغطرسة والخيانة والتلاعب بالآخرين، مع افتقاد الشعور بالتعاطف مع ضحاياه، وعدم الشعور بالذنب أو الندم على أفعاله الخاطئة، وهو أمر غالبا ما يقود إلى سلوك إجرامي .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .