ان الأمور شائكة لقد أدرك انه أدخل نفسه في لعبة غبية هو ليس حمل لها ! و لكن غضبه أعماه و حيرته خدعته!، لن يلوم الا نفسه فقد الكثير و ليس مستعداً ان يفقد المزيد! و لذلك عندما عرض ان يقابلها كانت تلك فكرة محاميه و لكنها عرضت هدنة سرية و حلاً ليخرجا من كل ذلك بأقل الخسائر، كان مستعداً للهدنة ان كان لا يزال حانق ،قبل ساعتان وقف أمامها كانت تبدوا هادئة و لكن لم يفته خوفها! و كيف يفوته و هو قد ترقب هذه اللحظات كان يريد ان يشهد على ذلك و لكن لم يشعر بالإنتصار كان كل شئ بلا طعم! كل شئ حدث بلا داعي! تصرف بحماقة ، كان يستطيع ان يصلحها بطرق اخرى ان كان غرضه الإصلاح و لكن كان الانتقام هو طريقته! لا يدري كيف خدع ام انه فضل ان يبقى تحت الخديعة ! كان يعلم و لكنه أغلق كل حواسه! شعر بالخجل من نفسه، تذكر وصوله أول الفجر للمنزل الصغير في وسط لندن.
كان محاميها في استقباله ذلك الشاب انه اكثر برودة من ثلوج ديسمبر فكر في نفسه، كان يعلم ان الشاب المقارب لعمره ليس بشخص هين و لكنه في داخله شعر انه يستطيع ان يثق به!
"تفضل" قال والتر بترحيب مقتضب
دخل كريستوفر بحذر و هو يتأمل المحيط المتواضع
دلف للصالون حيث وجهه والتر، وجدها تقف محاطة بالشموع فالشمس بالكاد لم تشرق بعد، كانت تعطيه ظهرها و هي تراقب الخارج لم يكن منظراً عظيماً من الشباك، و لكن رؤية هدوء الشارع أراح رأسها من التفكير، كان شعوراً لذيذاً يبعث على الطمأنينه . التفتت ناحيته بهدوء لم يعهد منها هذه الوداعة!! كان مستغرباً أكثر من اي شئ آخر، لاحظ أنها أشاحت بوجهها عنه كانت لا تنظر في عينيه!
"لقد كنت سأقابلكِ تحت توصية محامي و لكنكِ قلت ان لديكِ عرض لي!" قال بصوت حاول ان يجعله قوي و رسمي
" أريدك فقط ان تثق بي " قالت بعد فترة طويلة من الصمت المتردد
"أثق بكِ" قال بسخرية و فرطت منه ضحكة خفيفة
"أجل انا لا أريد منك شئ و لن أقترب منك من الآن فصاعداً فقط اترك لي المنزل الذي اقطنه الآن و كل ما اطلبه منك ان تبعد أذاك عني" قالت بهدوء
"هل جننتِ !؟ هل أنتِ في كامل قواكِ العقلية؟ الآن اصبحت انا الشخص الشرير؟" قال بسخرية غاضبة
"اهدأ" صرخت بإنفعال موازي لأنفعاله و أكملت:" انا لا أرميك بالتهم و لست هنا لتصفية الحسابات، و لكن لأثبت لك أساس المشكلة كلها، قد لا تعلم او انك تخدع نفسك ان محاميك الذي تعتز به هو من يريد الإيقاع بك و ليس أنا" قالت بهدوء و قد مسكت كل عصبة من أعصابها لكي لا تنفجر به
"أين محاميكِ ليسمع هذا الخيال السخيف؟" سأل بسخرية
"فقط سأثبت لك اريدك ان تجاريني في هذه الساعات و سترى كل شئ بعينيك، انه سيخونك بسهولة" قالت بثقة
وقف قليلاً و هو يفكر، و بعدها قال بهدوء و تهديد :" لا أدري ما الذي يجب ان افعله و كيف يجب ان اتصرف؟ و لكن لأجل أرواح والدينا و لأجل المسكينة جيزيل التي آمنت ببرائتكِ لآخر دقيقة سأستمع لكي، و لكن فقط هذه المرة"
"جيد لننتظر لبعض الوقت حتى وصول الإشارة" قالت بثقة و قد عادت للنظر من الشباك بهدوء بصورة آلية
نظر لها بإستغراب و هو لا يدري لماذا يستمع لها هذه المرة بالتحديد؟ كان في هدوءها شي يدعو للثقة!
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...