تباً دائماً ما ينتهي بها المطاف غاضبة! تخلف خلفها الدمار و كأنها تحمل معها العواصف! لقد بدأت تشك انها وصمت بسوء الطالع منذ وفاة والدها، و لكنها تعلم انها هذه المرة لم تشعر بالخوف او حتى بالقلق او بالحزن انما كانت بكل بساطة غاضبة، و بالطبع حينما تغضب يجب ان تمر بنوبة ما و تدمر ما حولها! و لذلك حبست ما تبقى من غضبها و حملت نفسها من الحفلة إلى المنزل و هناك فجرت كل ما في قلبها صرخت حتى بكت بكت حتى صرخت حطمت بعض الأواني التي كانت قابلة للتحطم، مزقت احدى ستائرها المهترئة اساساً، القت بكل مكنوناتها بكل حنقها و انفعالها و حزنها و تقيأت فعلياً من فرط البكاء! دمرت كل ما حولها و هي تتذكر كلماته القاسية، حتى نزف أنفها من شدة بكاؤها!! ما الذي يجري من حولها؟! لماذا لا تكتمل فرحتها ابداً؟! هل أصيبت بعين سيئة! كانت ستتجاهل كل شئ و لكن كلماته كانت جارحة جارحة أكثر من حديث السيدات عنها!
كانت كلماته بسيطة بل و عادية و لكن وقعها كان بارداً كالجليد و صادف ذلك نظراته المتعالية! لم ينظر لها أحد بمثل هذا التعالي من قبل! كانت نظراته فيها امتعاض! ياله من تافه سخيف من هو ليقيمها ؟ ما الذي يعرفه عن ظروفها؟ انه مجرد مالك مصنع تافه! صادف أنه أخ لفتاة مزعجة!
"إنكِ شريرة !"
"بل كلماتك هي الشريرة أيها التافه" صاحت بعنف و هي تمسح الدماء من أنفها
كانت تلك ستكون ليلتها كانت تشعر بالسعادة البالغة، لم ينغص تلك الليلة شئ سوى تلك النميمة البشعة و التي تجاهلتها بسهولة كانت تلك أكاذيب و هي تستطيع تخيل شكل سمعتها الآن في لندن و في وسطهم الأرستقراطي و لا يهمها ان كانت تفكر بالعودة ستعود على القمة مجدداً! و ستقطع ألسنة الجميع بلا استثناء لن يتجرأو عليها فهي لن تصعد الدرجات بل ستركب لنفسها الأجنحة و ستطير للقمة و كان اللورد هو أجنحتها ! و اساساً وجدت مهمتها أسهل من السهولة ذاتها فهي لفتت نظره دون أن تقصد و أغرم بوجهها على الفور! فخطتها ليست الزواج به من الأساس! ليست بلهاء لتلك الدرجة!
و لكن ذلك الغراب الطويل هو السبب ذلك الغراب البشع! تباً لها يالها من غبية هي من وافقت لتراقصه هي التي جلبت لنفسها الكلام القاسي ليتها لم توافق! و لكن يده الممدوده و نظرته الباردة جعلتها تتردد و تفكر ربما ستكسر الجليد! فهي لا تستسيغ فكرة ان لا يعجب بها رجل!
عادت بذكرياتها لتلك الرقصة الجحيمية المشؤومة
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...