كان الليل هادئ، هادئ أكثر من اللازم، كانت تستطيع ان تشعر بحركة حولها، كانت نائمة بسلام مع ذلك أزعجتها الحركة و الأنفاس المتقطعة من حولها و كأن هناك أحد بقربها، ابتلعت ريقها للمرة الألف ظنت أنها تخطت هذا الكابوس و لكن لماذا هذا الشيطان يقف أمامها و هو يصيح بجنون :" لقد اشتقت إليكِ"
إنها متأكدة انهم قبضوا عليه، لقد أدلت بأقوالها للشرطة، و لكن لماذا ؟ كانت تحاول ان تفهم أين هي؟ لقد كانت هذه غرفتها في لندن كيف وصل هنا ! صرخت، صرخت كثيراً و لكن صوتها لم يسعفها، و شلت حركتها!
"باندورا"
"باندورا"
"باندورا"
ذلك النداء، انه أخيها، قاومت بصعوبة و جاهدت لتفتح عينيها، اخيراً فتحت عينيها ببطئ نظرت كان يقف أخيها هناك مع زوجته، بمجرد ان رأتهم انفجرت بالبكاء، احتضنتها زوجة أخيها بحنان ، بينما وقف الآخر بقلق و هو ينظر ناحيتها! كانت هذه حالتها كل ليلة منذ ان عادت، تفزعهم بصراخها و تشنجاتها، كل ليلة تقريباً تلازمها زوجة أخيها حتى الصباح ، رفعت نظرها لهم بتأنيب! كانت تتمنى لو انها لا تتسبب بمثل هذا الحزن لهم ، ستبقى تزعج الجميع بمشاكلها هكذا؟
"أنا بخير" قالت بهدوء
" و لكن أستطيع ان ابقى معكِ" قالت جيزيل بقلق
"صحيح دعيها تبقى معكِ الليلة" قال اخيها برجاء
"لا أرجوكم لا تزعجوا انفسكم سأعود للنوم أنا بخير"
بقي أخيها ينظر لها بقلق و في داخله خوف شديد عليها، فهي منذ ان عادت كانت تدعي انها بخير تكلمت مع الشرطة و كأنها لم تعش كل ذلك، و كأن آلة حلت محلها، كان يريد ان يتأكد بأن اللورد سينال اسوأ عقاب ممكن ، أكد له المحقق ان القضية حتى الآن تصور حكم مؤبد إلى إعدام! لا بهم يموت او يتعفن بالسجن و لكن لينال عقابه ! كان يتمنى لو يستطيع معاقبة الآخر و لكنه مات و رحل شبحه عن عائلته اخيراًجلست هناك بروح مشتته، لقد أعادوها لهذا المكان من الريف سحبوها، كانت لوحدها، خائفة أكثر من اي وقت مضى فهم لم يشرحوا الكثير سوى انهم يحتاجونها للتحقيقات! كان كل شئ موحش وغريب، هي وقفت هنا بالأمس لوحدها بإصرار و لكن آزرتها قضيتها الأزلية ! حبها لوالتر، و لكنها اليوم كانت موقنة أنها نقف أمام مقصلتها! فهي بالتأكيد مذنبة مع انهم لم يأكدوا، هل هي تذوق ما ذاقته باندورا؟ هل ستقف في المحكمة كالمذنبة؟ بالرغم من كل شئ لم يتركوها لوحدها، فقد تطوع زوج ايميليا لمرافقتها، فهي تبقى ابنة قريتهم مهما حصل، انتظرت إلى ان دخل عليهم المحقق و قال بصوت حازم:" آنسة هامبل"
وقف الشاب الذي كان معها و لكن وجد المحقق يقول له:" عذراً و لكن التحقيق فقط مع الآنسة هامبل"
"و لكن يا سيدي هذا لا يليق" حاول الشاب معه
"لقد كانت الآنسة هامبل بنفسها هنا منذ فترة أعتقد انها معتادة على مثل هذه الأمور"
كانت تنظر لكل شئ بهلع انها خائفة و ليست معتادة كما يقول المحقق و تشعر ان قلبها سينفجر من الخوف في اي لحظة و بالطبع نزلت دموعها فوراً
"و لكن لا يجوز من دون محامي" قال الشاب بسرعة
"هل لدى الآنسة محامي؟" سأل المحقق بشك
"نعم لديها" صاح الأخير بحماس
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Ficción históricaباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...