الأكذوبة

1.6K 160 49
                                    

لا تدري متى فتحت عينيها، كل ما كانت تعرفه انها فقدت الإحساس بالزمان و المكان مع تلك الرغبة الجامحة لتعرف الحقيقة، ركضت ناحية مكتبها اخرجت قرطاسيتها الرخيصة، حبرها الذي ربما يكون جاف اساساً و الشيء الثمين بين هذه الأشياء كان قلمها الذهبي! راحت تخط ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لا تدري متى فتحت عينيها، كل ما كانت تعرفه انها فقدت الإحساس بالزمان و المكان مع تلك الرغبة الجامحة لتعرف الحقيقة، ركضت ناحية مكتبها اخرجت قرطاسيتها الرخيصة، حبرها الذي ربما يكون جاف اساساً و الشيء الثمين بين هذه الأشياء كان قلمها الذهبي! راحت تخط بجنون رسالتها، لا تدري كم من مرة مسحت و مزقت! كادت تصاب بالجنون من كل تلك الأحرف التي راحت تتراقص حولها و كأنها تسخر منها، صرخت في غضب بعد محاولتها الألف! و هي تشد على كل عرق في جسدها، كانت دموعها ستنزل و لكن لمعت في عقلها تلك الفكرة واستوعبت، انني أراسل الشخص الخاطئ ! فكرت في نفسها، و من هنا عادت للكتابة، كانت اهدء ، استرخت عيناها و خفت رجفة يدها التي اكتست بسواد الحبر، عادت لقراءة ما كتبت، أجل هذا سيفي بالغرض، فكرت و ابتسامة ملأت وجهها، نظرت للغروب الذي رسم ألوانه هلى وجهها و أضاف لشعرها الكثير من البهاء ، تنفست بهدوء و أمل،
"غداً سأعود للعمل " قالت بأمل. أغلقت الرسالة و وضعتها في ظرف و احكمت اغلاقه! لم تكن تريد ان تتردد و تعود لقرائتها فتحبط! كانت هذه اجرء خطوة قامت بها على الأقل بالنسبة لها، رفعت الظرف و هي تتأمله، كان عليها ان تذهب للقرية المجاورة لترسل الرسالة!

نظرت للجميع بهدوء، و لاحظت نظراتهم المتعجبة لها، و بالطبع لم تفتها نظرات الإستهجان من البعض و نظرات الشماته من البعض الآخر و نظرات الشفقة ايضاً، كل ذلك أشعرها بمدى ضئالة حجمها و بحجم ذنبها، و لكنها اشاحت بنظرها فهي اساساً كانت تشعر بالإحراج و العار من نفسها و من كل ما فعلته، و الأهم كانت محرجة من تأخرها، فهي لا تدري كيف استيقظت و غسلت وجهها و ركضت بسرعة ناحية المشغل! حاولت تجاهل كل شئ بتوتر لم تكن تريد ان تتصادم مع أحد، كل ما كانت تعرفه انها يجب ان ترى السيدة ساني اولاً
"السيدة ساني في مكتبها تستطيعين ان تذهبي اليها"
كان هذا رد السيدة دوريس بارتر بلطف و التي انتبهت لتوترها
شكرتها بأدب و انطلقت لمكتب السيدة ساني، وقفت برهبة أمام المكتب و هي تبلع ريقها، أخذت نفساً و طرقت الباب ثلاث طرقات، كانت تشعر بدقات قلبها من التوتر و رجلها كانت بالكاد تحملها، غابت كل الأصوات من حولها سوى من الصوت الأنثوي الصارم القادم من الداخل :" تفضل"
رتبت ثوبها و شعرها بسرعة و دخلت
وجدت السيدة تقف بأناقة أمام احدى المانيكانات و هي تتفحص الثوب الذي انساب عليه بكل أبهة. انتظرت باندورا ان تبادر السيدة بالحديث طال انتظارها لما يقارب الدقيقتين
"ماذا دهاكِ يا آنسة دالتون تكلمي؟" قالت السيدة بعدما التفتت لها بهدوء
"أنا.." فتحت باندورا فمها بتوتر
"متى ستعودين لعملك؟ ان الطلبات بإنتظاركِ" قالت السيدة بهدوء
رسمت باندورا ابتسامة سبقتها دهشة بسيطة و قالت بثقة:" من اليوم أستطيع ان ابدأ"
"اذاً اذهبي للسيدة رايلي لتسلمكِ طلب عائلة فينوك" قال السيدة
بقيت باندورا واقفة كانت هذه الخطوة الأولى عليها ان تقف و تكسر ما تسميه هي كبرياء!
"أنا آسفة" قالت باندورا بصعوبة
"و هل طلبت اعتذاراً؟" قال السيدة ساني بحزم و أضافت:" عودي لعملكِ"
ابتسمت باندورا بحماس و خرجت من المكتب إلى المشغل و هي تبحث عن السيدة رايلي
"سيدة رايلي"
لاحظت السيدة رايلي الصغيرة و هي تتحدث معها بهدوء و أدب و لم يغب عن عينيها حماس الصغيرة المختلط بنظرة الخجل،
"اهلاً بعودتكِ يا صغيرة" قالت بترحيب حار
ردت باندورا بإبتسامة رسمية محرجة
"يا فتيات لقد عادت الآنسة دالتون تعالوا رحبوا بها" قالت السيدة دارتر بحماس


باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن