النجدة

2K 199 79
                                    

هل هذا العقاب الذي ستناله؟ هل هذه النهاية؟ هل هذه هي نتيجة أعمالها؟ كل شرورها ستتحول ضدها، هل يجب ان تودع الدنيا ؟ كانت تشعر أنها كجثة هامدة و هي تشعر باليد الغريبة تقتادها لزقاق بعيد معزول عن هذه الدنيا! و الذي يفعل شئ كهذا لا يريد لها اي خير بال...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


هل هذا العقاب الذي ستناله؟ هل هذه النهاية؟ هل هذه هي نتيجة أعمالها؟ كل شرورها ستتحول ضدها، هل يجب ان تودع الدنيا ؟ كانت تشعر أنها كجثة هامدة و هي تشعر باليد الغريبة تقتادها لزقاق بعيد معزول عن هذه الدنيا! و الذي يفعل شئ كهذا لا يريد لها اي خير بالتأكيد، ستموت و لن يبكي عليها أحد، لن تترك خلفها سوى العار،فجأة استوعبت ما يجري من حولها فقد اختلطت خصيلات شعرها بوجهها الملئ بالدموع و العرق،

صرخت و هي تقاوم اليد التي كممت فاهها،  شعرت بأداة حادة على رقبتها و صوت رجولي خبيث يقول
"هل تعتقدين انكِ تستطيعين ان تفلتي دون عقاب أيتها المدللة ؟"
قام الشخص بدفعها على الحائط شعرت بألم شديد فقد ضرب رأسها في الطوب اطلقت صرخة خفيفة بفعل الألم و راحت تصرخ و هي تستعد للركل في الهواء و لكن السكين الذي توجه لوجهها جعلها تخرس راحت تراقب السكين بذعر، و رفعت نظرها للشخص الذي حملها لنهايتها! كان صوته مألوفاً و هيئته مألوفة و في هذا الظلام ميزته تلك الملامح القذرة الخبيثة كيف تنساها ؟ وقفت و قد ابعدت سكينه عن وجهها بعنف و صاحت فيه بقسوة، و قد انقلبت الآية فقد هجمت عليه بغضب: "أيها الدنئ القذر ألم يكفيك تشويهك لسمعتي؟"
ابتسم بخبث و قد استغل هجومها عليه كان مستعداً لتدنيس شرفها فعلاً، كان قد خطط للأمر اساساً، هذه المرة ستكون حقيقة سيضعها في موقف لا تستطيع فيه ان
تنكر الشائعات، فقد تعرض لضرب مبرح بسببها و هذا غير ضربها له، و اخيراً طرده من عمله في المصنع، كان سيفاجئ المحامي القذر و سيضمن جائزته، فقد حلم بالمجد و المال الكثير من خلف هذه العملية.
لم تنتبه باندورا لنيته الدنيئة و لكنه مع ذلك استطاع ان يستعيد سكينه امسك بكتفها بقوة و السكين قد وجهها لوجهها مجدداً
"توقفي عن المقاومة و دعيني انهي عملي بهدوء فالليل في أوله" قال بخبث، و راح يحاول ان يجردها من ثيابها، ليجردها من شرفها، هنا فقط استوعبت ما ينوي فعله فراحت تقاوم، ركلت بقوة و ضربت ما استطاعت ضربه، و لن تعبأ لسكينه و لا لتهديده، و لذلك قام بغرس السكين في ذراعها لتتوقف عن المقاومة و استطاع ان يمزق جزء من ثوبها .  كان يقف كذئب جاهز مستعد للإنقضاض.


و لكنها لا تدري متى شعرت به يبتعد عنها و كأنه ذهب فجأة دون سابق إنذار ابتلعته الأرض او الحيطان او حتى ظلام الليل، هنا فقط انتبهت للظل الآخر الذي سحبه بقوة كانت عاجزة عن الحركة و لكنها انتبهت للضرب الذي تلقاه الرجل القذر من الظل الآخر، استطاع ان يلكمه مرتين و يركله مرة في بطنه،و لكنه هرب كما تهرب الجرذان، رمت بنفسها على الأرض فهي لم تميز الرجل الآخر و لكنها في تلك اللحظة كانت متعبة و بحاجة لتلقط أنفاسها
"هل أنتِ بخير يا آنسة؟"
كان صوته الذي بات بالنسبة لها ادماناً و بلسماً لجروحها، رفعت نظرها له تريد ان تراه جيداً و تكحل ناظريها بوجهه الوسيم لتنسى شئ من همومها ابتسامته تكفيها، و مع ذلك كانت يائسة و محطمة و متعبة و متسخة و ملابسها مبعثرة، كانت تريد ان تراه لتهدئ اقترب منها بهدوء و سألها مجدداً
"هل أصابكِ مكروه يا آنسة دالتون"
رفعت رأسها له و انتبهت انه ليس الطبيب كانت ستكشر عن أنيابها بمجرد ان لمحت تلك العينين السوداوتين و لكن تعبها وقف في طريقها و حاجتها للمساعدة اخرستها فرأسها كان يؤلمها أكثر من ذراعها و قلبها كان ينبض بسرعة شديدة، كانت مستعدة لرفض مساعدته لكي لا يكسر كبرياؤها العظيم و لكنها أساساً اخذت نصف المساعدة
"ان ذراعكِ مجروحة يجب ان نذهب للطبيب" قال بهدوء قلق و هو ينظر لذراعها
رمقته بإنزعاج و كانت مستعدة للصراخ في وجهه و لكن سكتت وجدته ينزع معطفه و بتهذيب و هو يغطيها به، ساعدها على الوقوف،
قال بهدوء:" لا أعرف مع من خلقتي عداوة لتصابي بكل هذا؟"
مجدداً هو يلقي عليها اللوم! يفترض ان كل ما يحصل لها هو بسببها ؟ فلماذا لا يفعل ؟ في نظره هي شريرة و قد صرح لها بذلك دون خجل! انه غبي و سطحي و عينيه لا ترى سوى ما تريد!
رمقته بعنف و كانت مستعدة فعلاً للتشاجر معه، فاساساً لا يوجد لديها ما تخسره، صرخت : "انه عاملك رومان دالاس" و أكملت:" ألم أخبرك من قبل؟ ألم أطلب مساعدتك؟ أنت رددتني يومها، كل هذا بسببك"
نظر لها بصدمة كان سيرد فهو يمتلك كم كبير من التوبيخ لها فبسببها تعرض مصنعه للخسارة و في الأيام الأخيرة كان عليه ان يعمل حتى منتصف الليل ليعوض هذه الخسارة و لكن دموعها و بكاؤها أخرسه، هذا الضعف الذي كان على محياها و بشكل سخيف جعله يتراجع مع انه ليس من النوع الذي قد يتأثر بسهولة بأي مخلوق انه جامد كالحديد الصلب و لكنه في تلك اللحظة لا يدري لماذا أمام دموعها صمت، فهو يحترم آلام الناس دائماً و لكن ليس حينما توجه له الإهانات!.

باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن