الفيلسوف الذي عشق دمية البورسلين

824 91 15
                                    

"سيد وايت"جاءه الصوت الأنثوي الذي اوقفه و اخرجه من أحلامه السعيدة، ما الذي تريده الآن؟ قال في نفسه بإنزعاج!، التفت بملل فقد فهو كان يدرك ما تحاول فعله، وقعت عيناه على الوجه الذي اعتاده مؤخراً، حاول ان يخفي امتعاضه فهو اخيراً لاحظ ان هذه الفتاة عني...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"سيد وايت"
جاءه الصوت الأنثوي الذي اوقفه و اخرجه من أحلامه السعيدة، ما الذي تريده الآن؟ قال في نفسه بإنزعاج!، التفت بملل فقد فهو كان يدرك ما تحاول فعله، وقعت عيناه على الوجه الذي اعتاده مؤخراً، حاول ان يخفي امتعاضه فهو اخيراً لاحظ ان هذه الفتاة عنيدة و لا تريد ان تتركه، كره نفسه و لطفه معها، كان يحاول ان يوضح لها و من دون يكون وقحاً انه لا يريدها لم يعطها اي فرصة لأي أمل مع ذلك بقيت تلاحقه كالمجانين فكلما ابتعد زادت في عنادها
"آنسة هامبل" رد برسمية قد بان الإمتعاض و الملل على ملامحه تماماً و اساساً كان عقله و قلبه في مكان آخر
"هل يمكنني أن أكلمك على إنفراد" قالت بتوتر و قد أصرت ان تخبره، فقد كانت يائسة متمسكة بغصن قديم! بحثت عن لمعة إعجاب واحد و لكن يال خيبتها! فقوجدته
يلتفت كالمجنون، كان يبحث عن أحد، وجدت عيناه تستقر في مكان ما و معه استقرت ملامحه، كانت باندورا تقف مع أخيها و زوجته، بدت سعيدة و هذه السعادة انطبعت على ملامحها زادتها حلاوة، كانت تراه قد نفذ صبره كأنه يريد ان يلحق عليها قبل ان تختفي من أمامه، فقد و جدته يقول بإستعجال
"هل يمكننا ان نؤجل الأمر أنا مشغول الآن قليلاً"
لم يغب عنها هذا، كانت محبطة، تحطم قلبها مجدداً، وصل غضبها و قلة صبرها لأقصى حد مع ذلك حاولت التماسك، لم تكن تريد ان تتفتت أمامه، لن تظهر بمظهر الشخصية الشريرة في حكاية الأميرات، ففي عقلها كانت باندورا هي الشريرة التي تحاول ان تسرق الأمير من البطلة، الشريرة التي يجب ان تنال عقابها! و لكت ما الذي فعلته باندورا لها!؟ كانت تعلم ان باندورا لم تفعل شئ و لكن عقلها أوهمها انها مثال للطيبة و الفضيله و ان الحق كل الحق معها، فقال و بإصرار:" لا يحمل
التأجيل"

نظر لها بإنزعاج، في قرارة نفسك قرر انه سيكون حازماً معها و صريح سيغلق في وجهها كل أبواب الأمل، هو لا يريد تحطيمها و لكنها مصرة، و هو ليس غبي كان يفهم ما تحاول فعله، فهي فسرت لباقته و لطفه بشكل ملتوي، جعلها تتمادى لذلك كان سينهي الأمر معها
"تفضلي" قال بعدما غادر معها في منطقة بدت اهدئ قليلاً
وجدها تنظر حولها و قد احمرت خجلاً، عرف انها ستكرر حكاية المشغل، ففي ذلك اليوم دعته و قالت ان الأمر مهم جداً و لا يحتمل التأجيل، و حينما اعترفت بمشاعرها له ، ربما لم يكن واضحاً معها او هكذا ظن، فقد كان رده:" أرجوكِ انسي أمري انتي تستحقين شخص أفضل مني، لا أستطيع ان أبادلكِ هذه المشاعر" و لذلك هذه المرة سيكون حازماً و واضحاً، انه يحب باندورا و يجب ان تعرف ذلك، ان قلبه غير متاح و لن يكون متاحاً ابداً لها، و قبل ان تتفوه بأي كلمة قال بسرعة:" أنا آسف"
نظرت له بصدمة، فلم تتوقع ان تتغير نبرته معها ، كانت تتخيل انه سيسمعها كما المرة الأولى لكنها لم تشعر بتصرفاتها المزعجة التي ضاق بها ذرعاً، لم تتخيل انه سيبدأ يفقد احترامه لها بسبب انحطاطها خصوصاً ناحية باندورا، اعتادت على مجاملته لها، و لكنه هو هكذا مع الجميع، كانت تعلم و لكن هي دائماً فسرت ان الأمر خاص بها
"أنا أحب الآنسة دالتون و أفكر ان آخذ الأمور معها للمرحلة التالية " قال بسرعة دون اي يعطيها اي فرصة وأضاف و هو يراقب تقلب ملامحها:" أرجوكِ اعذريني و لكنني أخبرتك سابقاً انني لا أستطيع ان أبادلك ذات مشاعركِ التي أحترمها تماماً"
وجد عيناها امتلأت بالدموع، كانت في قرارة نفسها تعرف الحقيقة و الرد، و لكن الأمل الغبي و باندورا! لو انها اي فتاة اخرى ربما وطأة الأمر كانت أخف عليها، هو فهم انه تورط، لكنه لن يهرب من الأمر أكثر يجب ان يصلح الأمور
" و لكن ما الذي يجعلك واثقاً انها بلا خطيب أو حبيب في لندن؟ لقد سمعت بأن المثيرين تقدموا لها" قالت و هي تقاوم بدموعها، حاولت ان تساوم، قدمت له نصف حقيقة مع بعض البهارات، فقد تقدم الكثيرين لباندورا و لكنها رفضتهم جميعاً، ضنت جويل انها تستطيع التلاعب به هكذا كما فعلت سابقاً و لكن هذه المرة كان والتر مختلف يعرف حقيقتها كما انه تعب من الهرب و لم يعد يخاف الرفض، سقط كبرياء الفيلسوف أمام دمية البورسلين اللطيفة، فقد صدمت جويل من تغير ملامحه لم تعتد هذه النظرات منه، هذا الغضب الذي ملأ عينيه كان موجه لها، كانت تدرك انه تمالك أعصابه فقد شد على قبضته و لكن ارتدى قناع الهدوء، فقد رد عليها من خلف كل ذلك الغضب:" اتمنى ان تتوقفي عند هذا الحد "
"و لكن ماذا عني أنا ؟" صاحت بيأس
"ماذا عنكِ؟" قال بإستغراب
"كنت دوماً ارتقبك، لقد أحببتك أكثر منها" قالت بيأس
نظر لها بإستغراب، يال أنانيها كانت دوماً تفكر بنفسها و مشاعرها فقط! فهي أحبته ليس لشخصه و لكن لأنه قدم لها ما تفتقده، فقال ببرود:" و ماذا عني؟"
نظرت له بصدمة:" و ماذا عنك!؟"
"هل أعطيتك أي أمل!؟ هل أخبرتكِ يوماً انني معجب بكِ!؟ لماذا مشاعري ليست مهمة بالنسبة لكِ؟"
"أنا اهتممت بك دوماً الجميع كان مدرك لمشاعري! بينما هي فتاة مدينة دخيلة، كانت وقحة منذ اليوم مع الجميع بينا فيهم أنت، أنا لم أنسى ما فعلته معك" قالت بغضب
"لماذا تعتقدين ان مشاعركِ هي التي ترد بالمثل و ان طلباتكِ يجب ان تلبى" قال بغضب مماثل و أكمل:"ان الحب هو أمر متبادل و ليس أنانية فيه يكمل شخصان بعضهما البعض و لذلك أرجوكِ انسي أمري"
و لكنها صاحت و هي تسترجيه:" ما الذي يعجبكم فيها؟ هل أنت مثل البقية يعجبك جمالها أم مكانتها؟ أم أنها قدمت لك شئ لم يسمح لي شرفي أن أقدمه لك"
"هذا يكفي آنسة هامبل" صاح فيها في غضب، لقد تمادت و تعدت كل الحدود، لن يلومه أحد ان ضربها في تلك اللحظة و لكنه قاوم قبضته، و يال وقاحتها فهي كانت مصدومة من غضبه حتى بعدما تعدت على أخلاقه و أخلاق باندورا، كان صبوراً معها، و لكن كان يريد ان يقفل كل الأبواب فهذا نهائي، انها فتاة وقحة و أنانية، لم تكن هكذا و لكنها أصبحت هكذا دون ان تدرك فقال بغضب:" انظري لنفسكِ قليلاً لأي شئ تحولتي و لأي قاع انحدرتي، اني أشعر بالإشمئزاز منكِ"
نظرت له من خلف دموعها و غضبها و صاحت فيه يوقاحة و جنون:"سوف أدمرك و أدمرها سوف ترى"
" افعلي ما تشائين و لكن ان لم تتوقفي سأضطر لإخبار جدتكِ لتضع لكِ حداً" قال بتهديد و هو يرمقها بإشمئزاز فذلك الشعور كان حقيقي قززته بأخلاقها، و سقط كل إحترامه لها!
"سترى لقد رفضت حبي، و تجاهلت تضحياتي ستندم" قالت هي ترمي نفسها ارضاً مكملاً بكاؤها بينما هو تركها خلفه، قد تعكر مزاجه بالكامل

أكمل طريقه و فجأة وجدها في وجهه، تغيرت ملامحه و استرخت، رقص قلبه، بدت و كأنها سمعت شئ مما جرى قبل قليل، تملكه الخوف، هل ستتكرر الحكاية الفاشلة؟ تردد مجدداً و لكن يجب ان يعترف و لكنه سيبرر لها اولاً فهو صادق ولا تربطه بهذه الفتاة اي علاقة، فباندورا هي الفتاة الوحيدة التي يريد ان يرتبط بها و ان يرتبط اسمه باسمها، كان يبحث في وجهها عن اي ردة فعل يريد ان يتوقع تصرفها ليتدارك هذا الوضع المزعج، و لكن استعصى عليه فهم ما يدور في عقلها فقد بدت له متوترة و منزعجة في ذات الوقت بدت له هادئة، كان وجهها محمراً لم يفهم ان كان غضباً ام خجلاً، لم تكن تنظر لعينيه مباشرة فقد تشتت نظراتها، هذا جعله يقلق أكثر، هل تكره النظر اليه لهذه الدرجة، هل هو ينال عقابه لرفض جويل هامبل بتلك الطريقة القاسية، شعر ببعض التأنيب و لكن لم يكن ذنبه لقد تواقحت معه، انزعج من صمتها، و لذلك قرر ان يرمي اعترافه قبل ان يبرر موقفه.
"أنا أحبك"
فتح عينيه على وسعهما، فقد نطق قلبه بالكلمة ألف مرة، و لكن صوته خانه، لم يكن يستطيع ان يصدق اذنية، غنى قلبه طرباً، لم يكن يعرف كيف يجب ان يرد، كانت تلك خطته و قد حبكها في عقله و لكنها هزمته كانت أشجع منه وقلبت عليه الطاولة تركته مبعثراً، أحبها أكثر من اي وقت مضى،كان يكرة المفاجئات و لكن يا متعة هذه المفاجئة، وجدها بعد فترة صمت قد ترددت كأنها تراجعت، ارتسم الإحباط على ملامحها فقالت:" لا تحمل هماً لو كانت مشاعري ثقيلة عليك فقط انسى الموضوع و اعتبر انك لم تسمعني لا تؤاخذ اندفاعي أرجوك"
كان الفرق واضح بين اعتراف تلك الأنانية و بين هذا الإعتراف
"انتظري" قال و قد اقترب منها قبل ان تهرب، التفتت له و هي تستعد للرفض و لكي يرد مشاعرها، كما فعل مع الحمقاء الأخرى، كانت فقط تتمنى ان يردها بلباقة لم تكن تريد ان تعود محطمة كجويل، ابتلعت ريقها و جهزت قلبها و أذنها لتسمع رفضه بصوته الذي تهيم فيه عشقاً
"أعتقد أنني أحبك أكثر مما تحبيني" قال بشكل واضح، و من داخله كان يرقص من التوتر و المشاعر المتضاربة
رفعت نظرها بصدمة فهذه ليست الكلمات التي توقعت ان تتلقاها ، ابتلعت ريقها و هي تنظر لع ببلاهة فقد ذاب عقلها و توقف عن العمل اما قلبها فقد بدء حفلته من جديد، و تلك الفراشات رقصت طرباً في معدتها على ايقاع قلبها، كانت تنظر في عينيه تبحث عن صدقه ومشاعره، تلك العينين الغارقتين في السواد كانتا تلمعان، لم تتوقع ذلك حتى في أجمل أحلامها، فبالرغم من حبها له لم تخطط للإعتراف، فقد خافت الرفض كما انها لم تكن تريد ان تثقل كاهله بمشاعرها الغبية، و لكن حينما رأته يغادر مع جويل، تغلبت عليها الغيرة الشعور الكريه ذاته اعتقدت انها ستشهد ذات المشهد الذي بالمشغل، كانت تعلم انه لا يحب جويل و لكن كان هناك شك في قلبها انه ربما تحولت مشاعره بشكل ما، فلحقت به و لكن أعاقها بعض الأشخاص الذين اضطرت لتقف معهم و تجاملهم، فلم تصل سوى على جملة جويل الأخيرة و التي اختصرت بالنسبة لها ما جرى، و هنا فقط قررت ان تعترف بمشاعرها و تباً لكبراؤها، فقد ظنت انها لن تخسر شئ و ان كان سيرفضها، سيرفضها كما رفض جويل و هي لن تصر عليه و لن تلتصق بعنقه كما فعلت الأخيرة، اساساً كان يكفيها ان تراه من بعيد سعيد و مرتاح مهما بلغها توقها له، و لذلك فعلت ما فعلت، و لم تتوقع ان يبادلها المشاعر، لم تتخيل  فهي قطعت كل شكوكها و أملها مع انه كان يضع بين يديها كل الأمل في طريقها و لكنها ترددت و خافت من تجاربها السابقة

باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن