نظرت للفستان أمامها، الحرير المنساب ذو الأكمام الطويلة و النفخة البسيطة في الأكمام انه كما توقعته تماماً، حتى في أصغر تفاصيله كزهور الخزامى التي تطرزت بلون ذهبي بأناقة على الأكمام بدت مثالية، كانت تقف أمام المرآة و الإبتسامة لم تفارقها
"انه مناسب" قالت جيزيل بحماس
"أعتقد انه يحتاج لتقصير" قالت ويلامينا بتفكير
"ها قد عادت ملكة التوتر هل تذكرتي لتتوتري الآن؟ و تخرجي العيوب العشر في مجهوداتي" صاحت جوليا بإنفعال
"انه مثالي" قاطعتهم باندورا لتنهي النقاش
"جيد يجب ان نذهب لنتأكد من ان كل شئ منظم بالساحة" قالت ويلا و أضافت :" جيزيل هل ترافقيني؟"
"خديني معكِ" قالت جيزيل بحماس
"و أنتِ عودي للمنزل و حاولي ان تسترخي قليلاً " قال ويلا
"أعتقد أنني سأتجول قليلاً و بعدها سأعود للمنزل" قالت بهدوء
نظرت لها ويلامينا بإنزعاج ولكنها أخفت قلقها و قالت ببساطة:" اعتني بنفسكِ"كان يدور هذا الهرج و المرج و على مرمى و مسمع من جويل هامبل و جدتها، و التي تم الإفراج عنها بعد التحقيق لأن باندورا دافعت عنها، كانت تنظر لكل شئ بيأس لم تشفى و لم يشفى قلبها من غليله بالرغم من تضحية باندورا، فهي بقيت تنظر لكل هذا بحسد، خونة لم يراعوا شعورها! فبعد عودتها للقرية لم يستقبلها أحد بل تجاهلوها و جدتها التي وقفت بظهرها، حتى فتيات المشغل لم يتكلموا معها الا السيدة دارتر و ذلك عائد للطفها، و لكن سرعان ما نسى الناس فهذه كانت القرية و أهلها ابسط ان يحملوا في قلوبهم لفترة طويلة! و لكن ليس هذا ما أزعجها و لكن والتر هو الذي أزعجها، فهي لازمها ذلك الأمل حينما علمت انه سيدافع عنها، عاشت بعض الأحلام و لكن سرعان ما اكتشفت انه يفعل هذا ليرضي ضميره فقط! نسيت تماماً انها مخطئة في حقه، ما حطمها هو حينما اكتشفت انه فعل كل هذا اساساً لأن باندورا رجته! فهو لم ينظر في عينيها و لم يكلمها كلمة واحدة الا في حدود القضية عن طريق خطيب ايميليا! كان يكرهها لتلك الدرجة! و لكن باندورا لماذا تفعل هذا؟ هي حتى اللحظة كانت تشكك في نواياها و لكن ما تراه أمامها كان مختلفاً و كأن شيئاً في داخلها بدأ يدرك كل شئ! فكل هذا ليس لها و لم يكن لها يوماً فلماذا سعت فيه بهذا الإصرار! خرجت من افكارها و قد انتبهت لباندورا و هي تغادر المشغل، نزلت دمعة من عينيها، وقفت جدتها خلفها تواسيها و تربت على كتفها.
"لا بأس عليكِ يا حبيبة جدتكِ" قالت بهمس
"هذا خاطئ يا جدتي كل هذا خاطئ" قالت بإنهيار و لكن لم ينتبه لها أحد فهم كانوا مشغولين
"انسي وحاولي ان تتخطي" قالت جدتها بشفقة
"انه الآن لا يطيق ان ينظر في عيني و هذا العقاب اسوأ من السجن! "
" توقفي يا صغيرتي، لقد اتعبتي قلبكِ و قلبي" قالت جدتها و دموعها قد نزلت هي الأخرى
"لا أدري متى سينتهي هذا العذاب في ؟ هذا الحب انه سئ ؟ " قالت بتعب
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...