شق طريقه بهدوء و عينيه راحت تلاحق الشروق، كان يستمتع بلحظة السكون هذه، ذكره هذا الطريق فيها، بتحيتهم اليومية، بقصة كرههم و قصة حبهم، ببكاؤها يوماً حينما واساها، ابتسم و روحه صرخت بإسمها، كان يشتاق لها ولم يكن سيكون مرتاحاً لو لم يصل لبعض النجاح في الخطة التي وضعوها، فتلك الرسالة كانت قد سلمت للشرطة، و لكن لم يخبروا الشرطة بأنهم يشكون في مكانها! ابقوا الأمر لأنفسهم ، كانوا لا يريدون ان يخلطوا التحقيقين و ارادوا ان يتم تفكيك العصابة بشكل كلي و ان تصل الشرطة لكل شئ بمعرفتها هم فقط كانوا يرمون الأدلة للشرطة! كانوا يعلمون الآن ان اللورد ليس وحده، هناك مساعده و الذي شك كريستوفر في انه المحامي القذر او كما قال ابن عمه جون! كان متأكد من ذلك بالرغم من عدم وجود دليل، و بالطبع جزء من العصابة كانت جويل والتي أقحمت نفسها أكثر من اللازم في الأمر! فهي من بعد الرسالة ركضت لوالتر كان قد عاد للقرية و هذا كان مناسب بالنسبة لها كالمجنونة طرقت بابه ليلاً يوم وصوله !
"ماذا هناك؟" قال بجفاء، بالطبع كان ينتظر زيارتها هذه فهي جزء من الخطة
"يجب أن نتكلم الموضوع لا يحتمل التأجيل" صاحت فيه، امتلأت عيناها بالحماس، كان الامل المحزن، أشفق على ذلك الأمل المزيف الذي أحاطت نفسها فيه، فهي لم تفهم انه لم يكن لها أمل يوماً
وجدته يتنهد و هو يقول:" تحدثي"
"هل سنقف عند الباب" قالت بإعتراض
"ان الوقت ليل يا آنسة هامبل و وقوفك هكذا أمام منزلي اساساً لا يبدو لائقاً" قال بتوبيخ
"حسناً لا يهم يجب ان تعرف عن أمر مهم جداً" قالت و هي بالكاد تبتلع ريقها و تكاد تختنق بأحرفها
" ما هو المهم؟"
" في الحقيقة، انا قابلت الآنسة دالتون من فترة، في السوق الكبير في لندن و على ما يبدو انها كانت تستعد"
نظر لها بهدوء كان يعلم ما ستخبره و يتوقع ان تزيد عليه و لكنه التزم الصبر
"تستعد؟"
"نعم لزفافها" قالت بحماس و هي كانت تبحث عن أملها الضائع و لكن بقيت ملامحه ثابته لم تتزحزح أصابها الاحباط فقالت:"لقد طلبت مني ان اعتذر منك، و قالت انك تستحق الأفضل"
وقف هناك و هو ينظر لها بإنزعاج، كتم كل ما فيه، كان يريد ان يوبخها لتعقل وتعود لرشدها و لكنه كتم ذلك و قال ببرود:" شكراً لإعلامي"
"هذا كل شئ؟" ردت بصدمة محبطة
"ما الذي كنتِ تتوقعينه؟" رد بإنزعاج
"أقول لك بأنها خائنة لقد هربت للزواج باللورد بارينقهام" صاحت بعنف
"لقد فهمت" قال والتر ببرود
"يجب ان توقف تجهيزات الزفاف" ردت بيأس و هي تمسك بقشة أمل ضائعة
"ما شأنكِ" قال بحدة
"أنت لا تصدقني"
"لا لا أصدقكِ" رد عليها بغضب
"سأثبت لك صحة كلامي" قالت بغضب مماثل
"هل هذا كل شئ؟" سأل و قد عاد لبروده
" نعم " قالت بإستغراب
"هذا جيد" رد بملل و هو يقفل في وجهها الباب، و منذ ذلك اليوم تحاشاها وهي اساساً اختفت من الأرجاء، علم ان خطتهم نجحت
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Ficción históricaباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...