كان يعرف كيف سيهرب من هذه الكارثة بأقل الخسائر، فهو ليست لديه الكثير من الخيارات لقد تورط بالرغم من كل شئ انها حماقة منه و هو الذي خطط لكل شئ و لكن لهفته خانته! صبره خانه في اللحظات الأخيرة كان سيعود من رماد أبيه و يدمر كل من يقف في طريقه و لكنه لم يعرف كيف يدمر السد الصغير الذي ظهر أمامه و اليوم الطفلة ذات ال١٨ تمكنت منه! و لكنه سيعود و لو بعد حين!
فهو لا يؤمن بالعدالة و لا بالمحكمة، و يعتبرها أدوات للوصول لمراده، فهو دائما فكر انه سيغتصب العدالة لصالحه و سيلعب دور الضحية دائماً لن يعرف أحد حقيقته! و اليوم سيرتدي قناع مختلف عن ما هو عليه في الواقع! كل يوم قناع بل كل دقيقة و كل ثانية!
فهو سيحقق ملحمته، يتذكر حكايات ابيه عن قصرهم الضائع و كل تلك الأراضي المسروقة منهم، و الظلم الذي حل على سلالتهم!!
"اننا نعيش في الشقاء بسببهم يا مايكل، لأنهم يكرهون والدتك"
"و لكن يا والدي لماذا يكرهونها انها امرأة طيبة! " سأل الفتى الهزيل ذو العشر سنوات
"لأنها مسكينة و فقيرة، ان المال هو خيارنا لنعيش بكرامة، و لكن سترى اليوم الذي سأجعلهم يعرفون من نحن! سأعيد كرامتنا و لن يجرأ أحد بأن يناديك بابن العامل" قال الرجل و هو يضغط على قبضته بغضب
" من هم من تتكلم عنهم دوماً يا أبي ؟ و لماذا يفعلون ذلك؟ نحن لا نريد منهم شئ، فقط نريد حقنا" سأل الطفل ببراءة
"المسمى جدك و ابنه!" قال الرجل بغضب و هو يعيد خصلاته للخلف و أكمل:" و لكن لا تقلق يا صغيري انا سأعيد كل شئ من حقنا و سترى"
"انهم أشرار" راح يردد الطفل و هو يفكر الطفل و عقله الصغير لم يستوعب سوى ان هؤلاء الأشرار رفضوا والدته لأنها فقيرة و سرقوا مال والدهاستجمع قواه و استعد للهجوم، و قال ببرود أعصاب و كأن الأمر لا يعنيه:" سيدي انا اعترف بكل شئ"
و لكنه أكمل و قد تجمعت الشهقات في حناجر الحضور و قال ببرود:" و لكن لا علاقة لي بحادثة السيدة دالتون"
نظر له القاضي بحدة و سأله المدعي و قد بدأ بتمثليته المفضوحة :" هل تعترف انك حرضت السيد دالتون على ايذاء اخته"
"لم أحرضه و لكنني قلت الحقائق " قال و أكمل و قد تحولت نبرته و بدأ يلعب دور الضحية:" كل ما قلته كان بناء على ما اخبرتني به السيدة دالتون فقد كانت تشكو لي دوماً تصرفات اخت زوجها! و هي لم تكن تريد ان تتصادم مع الآنسة دالتون فكانت تطلب مني ان اوصل الحقائق لزوجها"
"هل تقول انك كنت مقرب من السيدة دالتون؟" سأل المدعي و قد ابتسم بخبث و هو يحول نظره لجيزيل و بالمثل حول المحامي بران نظره ناحيتها! بينما بقيت هي صامته و بقيت نظراتها ثابته و قد تمكنت من اخفاء صدمتها من هذه الحقارة، فهي قد فهمت اين يريدون ان يصلوا بهذا الحديث الدنئ، الذي يشبه أفكارهم المشوهة!
"حسناً كان هناك بعض الود فقد تقربنا بعض الشيء في الفترة الأخيرة" قال المحامي بخبث حاول اخفاءه و قد حول نظره لكريستوفر الذي بقي صامتاً و لم يشفي ذلك غليل المحامي و أكمل:"ربما وصل الأمر لبعض الحميمية و السيدة متزوجة و لا أريد ان أخوض في التفاصيل فنحن في محكمة محترمة"
بقي كريستوفر في مكانه صامتاً! كان يعرف ان هذا كله هراء و لكنه يجب ان يتمالك أعصابه! و هو تعود على التحكم على مشاعره بالرغم من صعوبة موقفه
"و الطفل؟" سأل المدعي و قد استمتع بانتصاره هذا و قد ملأ المحكمة بالشهقات و اعطى الحضور المتعة المطلوبة!
كانت هنا ستقف جيزيل و تصرخ فيهم و لكنها عاشت أمور مشابهة و هذا ليس اسوأ مما مرت فيه و هي واثقة من ثقة زوجها فيها! حولت نظرها ناحيته كانت تبحث عن بعض المواساة وجدته يحول نظره لها و قد هز رأسه لها و كأنه يقول لها:"لا تقلقي و لا تهتمي"
عادت تنظر ناحيتهم بحدة
"لا ليس طفلي ان كان هذا سؤالك يا حضرة المدعي" قال المحامي بران بثقة!
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...