الخاملة

3K 245 27
                                    

نظرت باندورا جيداً للمرأة التي أمامها بغيض، كان كل شئ يصيح فيها "أنا عادية" كانت ملامحها عادية جداً عينان بنيتان فاتحتان بشرة صفراء بنمش كثير ربما ما كان يجعلها مميزة هو شعرها الأحمر النام، الذي رفعته في شكل كعكة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نظرت باندورا جيداً للمرأة التي أمامها بغيض، كان كل شئ يصيح فيها "أنا عادية" كانت ملامحها عادية جداً عينان بنيتان فاتحتان بشرة صفراء بنمش كثير ربما ما كان يجعلها مميزة هو شعرها الأحمر النام، الذي رفعته في شكل كعكة.
"ركزي معي يا أميرة البطاطا" صاحت فيها جوليا بعنف
"آسفة لقد ضعت في ملامحك العادية المملة" قالت باندورا في ملل محاولة استفزازها و أضافت :" انكِ لا تحاولين ان تغيير هذا! حتى تسريحتكِ مملة"
"اصمتي الآن و انظري الي جيداً، هذه النصيحة ضعيها حلقة في أذنكِ، هنا لا جمالكِ و لا أناقتكِ سيوصلونكِ إلى أي مكان، فلا النساء لديهن الوقت للنظر في فساتينكِ الثمينة و لا الرجال لديهم الوقت لينبهرو بجمالك، الجميع مشغول هنا لم تعودي تعيشين في قصر في لندن و لا أنتِ محاطة بأصدقاؤكِ الكسالى" قالت جوليا بصدق
"هذا مضحك" قالت باندورا و قد أطلقت ضحكة مستفزة قصيرة و أكملت:" لطالما كان جمالي هو الطريق الأقصر لكل شئ ليس ذنبي  ان ملامحكم متواضعة و اقرب للقبح"
"و لكن ليس هنا يا عزيزتي، هنا عليكِ ان تحسني علاقتكِ بالجميع و ان تكونين مهذبة معهم لتحصلي منهم على ما تريدين" قالت جوليا بواقعية صادمة
"ما الذي تعرفينه أنتِ لم تعاني مثلما أعاني عموماً ، فطموحكِ ضئيل" أجابت باندورا بسخرية محاولاً اخفاء امتعاضها
"أجل فأنا كل ما اريده هو أن أعيش مع زوجي في منزل واحد مريح، و أنا أعمل بجد لهذا الأمر" قالت جوليا بهدوء و أضافت:" الآن اتركي عنكِ هذه التفاهات دعيني اكمل عملي معكِ، فأنا لم أعد أطيق دقيقة أخرى من الحديث معكِ"
نظرت لها باندورا بحقد و هي تستمع لها بعدم اهتمام و هي تثرثر عن المشغل و كيفية العمل فيه، مع أنها لا تزال لا تدري ما واجباتها!


بقيت تهز قدمها بعنف في هذا الصباح الباكر فقد هجرها النوم تماماً كانت مستيقظة تماماً و غاضبة!! و المخلوق الذي بطنها كان يتحرك كثيراً و قد أثار غضبها أكثر! نظرت للشباك بعصبية! "سيعود هذا الصباح" قالت بصوت خافت، منذ يومان لم يظهر وجهه انه مشغول جداً، و هي تتفهم ذلك و لكن ليلة البارحة شعرت بإحراج كبير شعرت و كأنه خانها و طعن ثقتها به! إنه ليس رجل سئ، فقد قسى عليه والده كثيراً ليكون رجلاً يعتمد عليه حينما يكبر ليحمي عائلته لا ليؤذيهم، وصل به الأمر ليطيع الشيطان فقط ليهين أخته بكل السبل
"يا إلهي ما الذي فعلته الطفلة المسكينة لتستحق كل هذا الشقاء" فكرت في نفسها و هي تحاول ان تبعد أحداث ليلة البارحة قد لبت دعوة السيدة بلان لدعوة عشاء نسائية، لا تستطيع ان تنسى رائحة الشاي الذي اختلط بعطر السيدة مابوش الرخيص، فقد سبب لها ذلك الخليط الصداع و الغثيان
"سيدة دالتون كيف هي أخبار السيد دالتون" قالت احدى السيدات
"بخير" ردت جيزيل بتحفظ في هدوء معتاد
"ياله من رجل جرئ زوجكِ" قالت سيدة وأضافت شارحة"سمعت المحامي يتحدث عن مدى قوة شخصيته و عناده يجب ان تفتخري به فهو سيعيد شرف دالتون "
"ماذا تقصدين !؟" سألتها جيزيل بإستغراب، فبمجرد ذكر المحامي شعرت بشئ خاطئ! ذلك الشاب هناك شئ غير سوي فيه لا يعجبها، و لكن ما كانت تخافه هو تصرفات زوجها الغاضبة المتهورة
"لقد اخبرني انه سيطالب أخته سيئة الذكر ان تعيد ممتلكات والدته" قالت السيدة بفخر
"ألم يقدم لها منزلاً في الريف!؟" سألت سيدة
"لا لا لقد سمعت انها يجب ان تدفع اجاره كالناس البسطاء" قالت احدى السيدات بسخرية
"تستحق ذلك لقد تصرفت بشكل سئ و ألقت بشرف العائلة و دنست اسمها بارتكابها المحرمات"
نظرت لهم جيزيل بصدمة!! يفعل ذلك!؟ يأخذ منها شئ عزيز جداً و خاص كساعة اليد تلك!؟ انه وحش! لا تصدق أنها تزوجت هذا الوحش ؟؟ و لكن ذلك المحامي النجس انه يطلق شائعات كاذبة و لكنها ستضع حداً لذلك ! عليها ان تضع لهؤلاء السيدات الضحلات حداً اولاً
"توقفن" صرخت بإنزعاج!
رفعت السيدات رؤوسهن بصدمة هي نفسها انصدمت من تصرفها! و للحظة كانت ستعتذر و تتراجع
"انها أخت زوجي التي تتحدثون عنها بتلك الصورة، ثم ان كل ذلك الكلام محض هراء ان المحامي كذاب" قالت بحزم لم يتناسب مع شخصيتها
وجدت أعين الإتهام و الإستهجان تلفها ، هذا جعلها تضعف تماماً و تتراجع
"انها فتاة صالحة، أعتذر" انهت كلامها بهذه الجملة بضعف و هي تعتذر بالنهاية و كأنها ارتكبت جرماً
وجدت وجوههن قد عادت لطبيعتها، تنفست الصعداء، و لكن في داخلها نار كان عليعا ان تطفئها، تغير الحديث تلك الليلة و تحول لمواضيع أكثر تفاهة.
و لكن بقي هذا الموضوع يدور في ذهنها كذبابة مزعجة لا تستطيع ان تتخلص منها! دخل من الباب متعباً و قد حمل معطفه بيده و فتح ازرة قميصه بتعب!
"كريستوفر" قالت بعنف و غضب و إنفعال شديد


باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن