البحث

1.5K 126 46
                                    

مرت الأيام الأخيرة على باندورا بسيطة و خفيفة خصوصاً بعد تلك الهدنة مع جويل، و بالطبع بعد الحادثة الأخيرة بدأت الفتيات بمعاملتها بشكل أفضل، حصلت على مهمة جديدة لصناعة فستان لأحدى الآنسات، و بالطبع بدأت بعملها على قدم و ساق و لذلك سارت حياتها بسلاسة...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مرت الأيام الأخيرة على باندورا بسيطة و خفيفة خصوصاً بعد تلك الهدنة مع جويل، و بالطبع بعد الحادثة الأخيرة بدأت الفتيات بمعاملتها بشكل أفضل، حصلت على مهمة جديدة لصناعة فستان لأحدى الآنسات، و بالطبع بدأت بعملها على قدم و ساق و لذلك سارت حياتها بسلاسة كان ما يعكر صفوها هو ترقبها لرد جيزيل على رسالتها مع انها رسمت احتمال عدم ردها، و لكن كم كانت ساعدتها بالغة عندما تسلمت الرسالة اخيرا ، اخذتها بخفة من صندوق البريد و راحت تفتحها بسعادة و هي تلتهم الأحرف بعينيها لتشبع الفضول و المعرفة لديها ، حركت عينيها بين كل تلك الأحرف بحماس، فهي لم تهتم بالورق الثمين او بالظرف الفاتن الذي تزين بصور بديعة لزهور برية

"عزيزتي بيري
كم كانت سعادتي بالغة عندما استلمت رسالتكِ أرجوكِ لا تقطعيني فأنا أفتقد حديثكِ الشيق
أما عن ذلك اللغز فجوابه موجود في رواية قديمة تدعى "قرية هايفيل"،
و اما عن مسرحيتكِ تلك فقد شاهدتها سابقاً و لتعلمي ان طائر أميرة الريح الغاضب، في حالة صعبة من الصدمة و الحزن الشديدين و انه كثير التفكير بكل ما حصل حاولت أميرة الريح ان تخرجه من التفكير و لكنه ظل متوجساً، فقد سمع حديثاً بشعاً من مستشار الملك جعله لا يرتاح و لا يهنأ له بال مع انه تأكد ان ذلك المحتال قد سجن فعلاً و هذا الحديث الذي لا تستطيع أميرة الريح ان تبوح به لأحد فقد وعدت طائرها الغاضب المسكين ان لا تتفوه بحرف.
اتمنى ان يكون هذا كافياً لحل لغزكِ،
المخلصة
جي"

أغلقت الرسالة و قد أصابها بعض الإحباط ان حال أخيها لا تسر! ، لم تفهم ما الذي سمعه أخيها من ذلك المحامي ! و لكنها كانت لا تستطيع التدخل فقد وعدت أخيها، كانت تتمنى ان تعود له و تعتذر و لكن كل تلك الجروح كسرت بداخلها الكثير و تركت جرح عميق و لا تدري ان كان الزمان سيصلحه و لكنها لم تعده ان تقطع علاقتها بجيزيل و لذلك شعرت انها لا ترتكب ذنباً بابقاء هذه العلاقة و ان ابقتها سرية. بالإضافة لذلك كانت تريد ان تجد تلك الرواية لأن ما فيها كان سيكون الرد على سؤالها عن سبب تسميتها!! كانت قد قررت ان تشتري نسختها من الكتاب و تقرأه لتفهم!



بقي مثبتاً بنظراته على الجريدة التي بين يديه، كان يدعي انه يعي ما يقرأ و لكنه في الحقيقة كان غائباً تماماً عالقاً في دوامة من الأفكار و الهواجس السرمدية، بينما هي ركزت نظرها عليه كانت تعلم انه ليس بخير مع ذلك لم تكن تريد ان تخنقه بسؤالها المتكرر عن حاله و لذلك في تلك اللحظة فظلت ان تكتفي بغيير الموضوع
"ما رأيك يا عزيزي؟" قالت فجأة
هنا فقط وعى كريستوفر من غيبوبته و رفع عينيه لها بإنتباه و لم يخفى عنها ذبول نظراته، و قال بتعب:" في ماذا؟"
"في طقم أكواب الشاي الجديدة؟" قالت بهدوء
كان أمر سخيف و ليس موضوعاً تفتحه معه اساساً و لكن كانت تريد اي موضوع اي تفاهة لتحدثه بها لكي لا يغيب عنها، كانت خائفة ان تلفظه الأفكار و الهواجس و تخطفه منها، أرعبتها تلك الفكرة، ان تراه جسد بلا روح أمامها!!
"جيد" قال بعدم اكتراث
"ما رأيك لو نخرج اليوم لنزهة ؟" قالت بلطف
نظر لها و قد اعتلت ملامحه أمارات الإنزعاج كان قد استوعب انه أهملها و هو لم يكن يوماً هكذا! قال بهدوء و لطف شديد:" ليس اليوم و لكن ربما الأحد القادم يوم مناسب"
"هل تعدني؟" سألت بأمل
"بالتأكيد" قال ببعض الشك حيال حالته النفسية و هذا غير انشغاله فقد أعاد فتح قضية مقتل أخيه و عين لهذه المهمة محقق خاص و لكن كان التحقيق بطئ جداً
كانت متأملة و لكن هي ايضاً شكت في قدرته و لكنها لم ترد ان تضغط عليه أكثر، ابتسمت له جيزيل بخفة مشجعةً إياه. تذكرت تلك الأيام التي وقف فيها إلى جانبها حينما تعبت و مرضت، ادركت كم عانى بسببها و ها هي تعيش وجعه و ان كان بشكل أبسط و لكنها كانت تتألم لألمه.


باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن