مشاعر هجينة

4.1K 338 61
                                    

إنها تشعر بغربة فظيعة و وحشة شديدة كلما أغلقت عينيها لا ترى سوى الظلام، فمنذ ساعاتان لم تتوقف عن البكاء و هي تراقب من الشباك الشجرة القريبة التي وقعت كل أوراقها! لم يفارقها الصداع تعلم ان حرارتها لم تنخفض بشكل كلي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إنها تشعر بغربة فظيعة و وحشة شديدة كلما أغلقت عينيها لا ترى سوى الظلام، فمنذ ساعاتان لم تتوقف عن البكاء و هي تراقب من الشباك الشجرة القريبة التي وقعت كل أوراقها! لم يفارقها الصداع تعلم ان حرارتها لم تنخفض بشكل كلي. فقد خرجت من منزل تلك الفتاة الغريبة الأطوار صاحبة الإبتسامة المستفزة تترنح من التعب و تغلي من الغضب من هذه الفتاة المزعجة، بالكاد وصلت لمنزلها في هذه الأجواء الباردة، حاولت ان توقد ناراً و لكنها فشلت لم يكن معها خشب او حتى عود ثقاب!
إلتفتت للخلف لحقائبها الكثيرة،"لقد آن الأوان لأتخلى عنكم" قالت بضعف، كانت ستبيع حليها و بعض فساتينها و احذيتها التي تعتقد انها قد تجلب لها ثمناً! و مع ذلك لا زالت تحتاج لوظيفة فهذا حل مؤقت! كيف ستنتقم ان وقعت مريضة كل يوم!؟
"لماذا لم أطلب من تلك المزعجة صاحبة الإبتسامة المستفزة" صاحت بإنزعاج
فعزة نفسها كانت ما منعتها كأنها تشخذ الوظيفة من تلك الفتاة! فجأة و هي غارقة وسط همومها تذكرت ذلك الشخص الذي ساعدها! كم كان لطيفاً، لم تعرف أشخاص بهذا اللطف في حياتها، لو كان جورج بهذا اللطف! نفضت رأسها من تلك الأفكار الغبية! حتى تلك الفتاة ذات الإبتسامة المستفزة كانت لطيفة معها، و العجوز الذي يعمل في مكتب البريد و العمة التي أرشدتها للطريق، هذا المكان ملئ بالناس اللطيفون و لكنها لم تكن تريد ان تعترف بذلك! عادت مجدداً تتأمل الشجرة وهي تنوي في الصباح الباكر ان تخرج لتبيع أشياؤها، لتشتري الحطب و عود الثقاب و الطعام و أغطية فراش جديدة!




كشرت بضيق و هي تضع كوب الشاي جانباً! لقد حصلت على ما تريد لم يتبقى الكثير سيتحقق حلمها و لكن لماذا لا تشعر بالسعادة ان سعادتها ناقصة! هل لأنه رفع في وجهها السكين!؟ لقد كانت سكين زبدة فقط و لكن هذا أرعبها جداً!
"جودي ما بكِ!؟" سألتها عمتها بلطف
"لا شئ يا عمتي" قالت بضيق
"لا  تفكري بإبنة دالتون فقد نالت ما تستحقه و جميعنا يعلم ذلك لقد كانت تغار منكِ و تحاول ان تضع يدها على كل ممتلكاتكِ بما في ذلك جورج" قالت عمتها بإنفعال
"لا تقلقي يا عمتي" قال بإبتسامة هادئة و هي تتذكر نظراته النارية التي أحرقت جوفها من الخوف، شعرت غضبه يخترق روحها فقط لأنها ذكرت اسمها! فقط لأنها عبرت عن غيرتها عليه! كان مستعداً لطعنها بسبب كلمتها:" هل لا زلت تستلطف باندورا!؟"
فكان رده سريعاً و مباشراً:" سأقتلكِ أيتها التافهة ان جئتي بذكر إسم تلك الغبية مجدداً"
انها تعرفه جيداً انه يمتلك نزعة للعنف و لا يبالي بأحد و لكنها ظنت أنها مختلفة في نظره! هو لم يتصرف يوماً مع باندورا هكذا! كان حذراً معها! هل بسبب أخيها و أبيها!؟ و لكن حتى هي تملك والدان تستطيع ان تشكوا لهما من تصرفاته الطائشة!
لا تشعر بالراحة تشعر انها سارقة لبضاعة فاسدة! سرقت حياة صديقتها بلا طائل.







باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن