بعد التحية

640 70 1
                                    

رمت شمس الشتاء الأخيرة بأسهمها الناعمة على القرية الطيب أهلها، كانت بقايا الثلوج تعبي الطرقات، و في المشغل الفخم جلسن الفتيات في استراحة قصيرة لشرب فنجان شاي، كان الإنزعاج سيدهم، بينما في الزاوية جلست تلك الصغيرة مع جدتها و هي ترمقهم بحقد!"لا يمكن...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


رمت شمس الشتاء الأخيرة بأسهمها الناعمة على القرية الطيب أهلها، كانت بقايا الثلوج تعبي الطرقات، و في المشغل الفخم جلسن الفتيات في استراحة قصيرة لشرب فنجان شاي، كان الإنزعاج سيدهم، بينما في الزاوية جلست تلك الصغيرة مع جدتها و هي ترمقهم بحقد!
"لا يمكنني أن أصدق ما يقوله بعض الحاقدين" قالت جوليا بصوت جعلته يبدو مسموع
"هل تصدقين مثل هذا الكلام، لطالما سمعنا مثله الكثير ولكن في كل مرة يتضح الكذب" قالت السيدة بارتر
"و المصدر واحد" صاحت جوليا
هنا فقط قفزت جويل و التي حاولت جدتها ان تمسكها، و صاحت:" صدقتي ام لم تصدقي هذا شأنكِ ، و لكنني قابلتها و هذه هي الحقيقة"
"اذا لماذا لم يلغي السيد وايت الخطبة؟" قالت السيدة دارتر بشك
" هذا صحيح لقد طلب من زوجي ان يكملون التجهيزات بالنيابة عنه" قالت جوليا ببرود
"انه تأثير المسكينة ويلامينا و ليس أخيها فهي التي لا تستطيع تصديق الخيانة التي تعرضت لها" قالت جويل
"لماذا لا تستطيعون تصديق حفيدتي، هذا يكفي" صاحت الجدة
"عذراً يا سيدة هامبل" قال السيدة دارتر بحدة لم تشبهها و أكملت:" أنا أحترمكِ و لكن ما تقوم به حفيدتكِ ليس صحيحاً فأنا أقول هذا الكلام أمامها لتسمعه"
" و لكن هذا ما حصل" قالت جويل و قد بدأت تبكي كعادتها و اساساً كان الجميع قد شعر بالملل من دموعها
" اذاً لماذا اخبرتي الجميع بذلك أيتها النمامة" سألت جوليا بإنفعال
ابتلعت جويل ريقها و حبست أنفاسها لم تعرف كيف ترد فلعبتها السخيفة باتت مفضوحة
" هل تعرفين ما هي الشائعة المنتشرة" قالت ايميليا بجدية
"ما هي؟"
"كنت سأكون قلقة لو كنت مكانكِ" قالت ايميليا بحدة و صدق
"ان الآنسة هامبل الصغيرة تتردد على احد منازل اللورد في منطقة قريبة من لندن" قالت ايميليا بهدوء
"هل سيعجبكِ ان قلنا ان جويل ساهمت في خطف الأنسة دالتون؟ " قالت جوليا بإنفعال
" اثبتي ان هذا كذب" صاحت ايميليا فيها قد بدأت تفقد أعصابها
" هل رأيتي يا جدتي الآن يريدون تشويه سمعتي " قالت جويل لجدتها و هي تبكي و بالطبع جدتها كانت قد انتهى بها الأمر بالبكاء
" لقد بدأت بالتباكي" قالت جوليا بملل
"هذا يكفي عدن للعمل"
كانت هذه جملة السيدة ساني و رمت نظارتها الغاضبة عليهن و بالأخص على جويل وجدتها و لكنها التزمت الصمت، فهي تكلمت مع الجدة ولكن في حالة جويل لم يعد الكلام مفيد، لم تسمح لها أخلاقها ان تطردهن لهذا السبب، عموماً في الأيام الأخيرة بذلت السيدة ساني جهدها للوصول لأي معلومات تخص باندورا و كانت تساعدهم بتزويدهم بما تسمعه، و من ضمن ما فعلته سألت عن عشيقات اللورد و باندورا لم تكن احداهن و هذا يعني ان الوحيدة التي سمعت ورأت هي جويل


عاد يقرأ الأحرف مجدداً، تبعثرت الكلمات و اختلط الحبر عينيه، كل شئ بدى غريباً، الجو كان مشحون فزوجة اختها تعبت من البكاء، اما اخيها التزم الصمت بداخله نيران كان يحترق كالمجنون و هو كان يفهم جيداً هذا الشعور، انه شعور بشع، فهو فقط يتمنى انها بخير و في داخله كان يعلم انها ليست سعيدة، و هو يعلم مدى خوفها من هذا المخلوق البشع. قالوا له ان هذه الرسالة لأجله ، تركت بعشوائية أمام منزلها بلا عنوان فقط اسمه بالخلف، استدعاه كريستوفر و الذي لم يحاول ان يفتح الرسالة، لأنه توجس ظن ان قلبه لن يحتمل محتواها، قرأها مرة و مرتين و عشرة، لا شئ جديد كاذبة كسابقتها، الفرق أنها كانت أطول و موجهة له،  كانت بخطها هو يستطيع ان يؤكد ذلك، فقد تطلع لرسائلها وحفرت أحرفها بقلبه، هذه الرسالة لم تكن مرتجفة كالسابقك و لكنها كانت حادة ومليئة بالقوة و الثورة، كأن أحرفها حملت الأسلحة تشجعه لكي لا يفقد الأمل، تجهزه للحرب، كانت كلماتها كلها ضده، لكنه كان يزداد ثقة بها، كان في تلك اللحظات حتى طلبت منه هي الرحيل لن يرحل، لأنه يعلم ان كل هذا كذب، زاد شوقه لها، اشتم رائحتها انها الخزامى في نظره، عاد ليقرأ الأحرف، ليكسر شوقه و يملأ روحه بحظورها

" عزيزي السيد والتر وايت،

تحياتي لك ،

انني أرسل هذه الرسالة و قد اعتصرني ألم ما فعلته بك، و لا أدري كيف أعتذر او ان كنت ستسامحني حتى لو قدمت لك ألف اعتذار فأنت رجل شريف و أختك صديقة عزيزة علي وأنا لم أفعل هذا لأنني أردت ذلك، و لكن ليس لنا سلطان على الحب، أنا لم أفهم نفسي قبل اليوم، أعلم أنك أحببتني أكثر مما أحببتك و هذا يؤلمني مع ذلك لم أستطع ان أتجاهل حب و اهتمام رونالد فقد ادركت انني احببته منذ أول لقاء و لكن تكون عندي سوء فهم. فهو ليحميني فعل ما فعل، أنا اسأت فهم مشاعره و فسرتها بشكل مغاير. صدقني اليوم أنا سعيد جداً أشتم رائحة الورود في الصباح و أطفئ الشموع في المساء بكل راحة، ان كل أسباب الراحة متوفرة لي هنا و قد أغرقت بالهدايا الجميلة. و لذلك اتمنى ان تمضي قدماً و تتخطاني فهناك الكثير من الفتيات في القرية ينتظرنك و مستعدات بالإرتباط بك وانت تستحق الأفضل، أقدم اعتذاراتي لكم جميعاً، لك لويلا للطبيب رايدر، و بالتأكيد لأسرتي أخي و جيزيل و جون الصغير و لأهل القرية

تحياتي

باندورا دالتون"

ضحك في داخله انها ذكية و لكن مفضوحة في نفس الوقت، فهي لم تستطع ان تكون مباشرة او ان تعلمهم بمكان وجودها و لكن حاولت ان تطمئتنهم بأنها بخير ، كما أنها عبرت عن اشتياقها له فقد تركت تلك الجملة كدليل على شوقها له:"  أحببتني أكثر مما أحببتك"فهذا كان اعترافه لها، فالتي تريده ينساها و هربت مع غيره لماذا قد تذكره بحكايات حبهم، كما انها كانت قد اكدت له أنها بخير و تعمل بنصيحته لكي تتخطى نوباتها"أشتم رائحة الورود في الصباح و أطفئ الشموع في المساء" أحزنه انها بالتأكيد كانت تعاني و لكنها كانت صامدة.

"انها ترسل تحياتها لكم و لجون الصغير" قال والتر بابتسامة وقد سلم الرساله لكريستوفر
"أنت لا تصدق هذا الهراء" قال كريستوفر و قد راح يبحث عن الشك في ملامح والتر و التي بدت ملامحه مرتاحة، فقد ساءه ان يظن اي مخلوق بأخته السوء فهو كان واثق منها كل الثقة، قدم الرسالة لزوجته علها ترتاح، فراحت تقرأ و زاد بكاؤها
"اهدئي يا عزيزتي أنتِ تعرفين ان هذا جزء من خطتنا" قال وهو يطمئنها بحنان
"لم أتوقع ان تقع في الفخ بهذه السهولة و لكن على ما يبدو ان ويلا قامت بعمل جيد" قال والتر براحة
"هذا واضح فهذه الرسالة هي المرحلة الأولى و لكننا لم نصل للأهم" قال كريستوفر
"أخاف ان تفضح خطتنا و يؤذونها" قالت جيزيل بخوف و أكملت:"كانت في عهدتي و فقدتها، بأي وجه أقابلكم و أقابل أبيك"
"هذا ليس ذنبكِ، انه ذنب من أخذها، هو المسؤول و لن يفلت من العقاب سأريه ما أستطيع فعله" قال كريستوفر و قد لمعت عيناه بغضب

باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن