لم يتخيل ان يراها متجسدة أمامه في قصره ، بكامل حضورها و أنوثتها! انه أمر قد حلم به في الأيام الأخيره و لكنه لم يتخيل أن يتحقق هذا الحلم بهذه السرعة! كانت بالرغم من ثوبها الصيفي الأصفر البسيط و تسريحتها البسيطة بدت فاتنة، كان مستعداً لدفع اي ثمن فقط بتأملها هكذا!، هذا الوجه الناعم و التقاسيم الرقيقة الطفولية، هذا الشعر الكارميلي المجعد، هذا الجسد الفاتن! كل شئ فيها يغريه و يغريه حتى الثمالة!. و لكنه لاحظ أمر آخر واقع على محياها، كان هناك بقايا دموع، من القذر الذي يتجرأ على هذا!؟ كان هناك حزن و خيبة أمل!؟ لماذا!؟ مثل هذا الجمال يجب ان لا يؤذى! يتمنى الآن لو يستطيع ان يخبئها في داخله و يحبسها و لا تقع عليها العيون! و تحزنها الأفواه!
"آنسة دالتون" قال بحماس و هو يدخل لغرفة استقبال الضيوف
" لورد برينقهام، أعتذر على زيارتي في مثل هذا الوقت و بشكل مفاجئ" قالت بإعتذار و قد حاولت ان تخفي دموعها
"ما الخطب يا آنسة دالتون أرجوكِ اجلسي هنا و أخبريني ما الذي حدث" قال و هو يتوجه لها بهدوء
ساعدها على الجلوس و هو يمسك بكتفها، ارتعشت قليلاً فهذا ذكرها بوالدها الوحيد الذي كان يدللها بهذا الدلال المعنوي، حتى جورج لم تكن تسمح له بذلك!
جلست بهدوء و قد أخفت توترها كله ، فالحرب الأخيرة مع الغراب لم تكن حربها الوحيدة لهذا اليوم! كانت قد بكت اساساً و هي في طريقها للقصر
"في الحقيقة أنا هنا أيها اللورد و لدي طلب" قالت بهدوء قد ارتدت قناع البراءة و مع إخفاء غضبها و حقدها
نظر لها بلهفة و قال و قد أمسك بديها لا شعورياً:" اطلبي روحي ان اردتي"
"شكراً يا سيدي و لكن يكفيني ان تستمع لما حل بي و تحكم أنت كيف يمكنك خدمتي" قالت بلباقة
"قولي لي" قال بسرعة و هو يراقب ملامحها المضطربة التي لم تستطع ان تتحكم بها جيداً"يا سيدة ساني هذه المرة يجب ان تطرديها لقد تجرأت كثيراً" صاحت جوليا و هي تترجى السيدة ساني التي وقفت بوجه فارغ المشاعر أمام نساء المشغل
"أنا أؤيد جوليا يا سيدتي لقد صبرنا على أخلاقها السيئة كثيراً" قالت إيميليا بنبرة هادئة يكسوها الغضب
كانت جويل تتقطع في بكاء مرير و قد إجتمعت حولها النساء بمن فيهن جدتها و السيدة دارتر ، كان بكاؤها حقيقي لم تكذب في بكاؤها و لكنها لم تبكي من إهانة باندورا فقط انما كانت تبكي من خيبة أملها من نفسها كانت غاضبة من نفسها كانت مستاءة من ضعفها و من تصرفاتها الغبية الطائشة! كانت تعلم أنها لم يجب ان تستفز باندورا
"سيدة بارتر" قالت السيدة ساني بهدوء، رفعت السيدة الجميلة رأسها برقة و هي تنظر للسيدة ساني التي أكملت و قالت:" تعالي معي و أخبريني ما حصل، و أنتِ بعدها ستأتين يا جويل"
"و لكن سيدتي أستطيع أن أؤكد لكِ...." صاحت جوليا
و لكن السيدة ساني تجاهلتها بإنفعال و غضب واضح و ذهبت لمكتبها و لحقت بها السيدة بارتر
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Ficción históricaباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...