محكمة الظلم

1.7K 165 112
                                    

"ابدأ يا سيد بران" قال القاضي و هو يحول نظره بين الإخوة المتخاصمين بإنزعاج!"شكراً سعادتك لإعطائي الفرصة و دعني ابدأ الأمر بالقضية الأحدث الا و هي البشاعة و الدناءة التي لا يمكن تصورها عقل إنسان" إسترسل المحامي بخبث و هو يتكلم بإستعطاف تارةً ينظر ل...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"ابدأ يا سيد بران" قال القاضي و هو يحول نظره بين الإخوة المتخاصمين بإنزعاج!
"شكراً سعادتك لإعطائي الفرصة و دعني ابدأ الأمر بالقضية الأحدث الا و هي البشاعة و الدناءة التي لا يمكن تصورها عقل إنسان" إسترسل المحامي بخبث و هو يتكلم بإستعطاف تارةً ينظر للجمهور و تارة للقاضي الذي جلس بهيبته حوله بقية القضاة، بينما جلس المحلفون  ال١٥ بعيون مترقبة ينظرون للمهزلة بوجوه جامدة! كان الغريب في هذه القضية هي وجود المحامي لا  المدعي العام! و لكن ربما كونها قضية من طرفين حالياً جعل وجود المحامين فيها مهم ! مع انه كان من النادر وجود المحاميين في تلك القضايا ولا سيما لكفة المشتكي.

لم تفهم باندورا شئ، من ما يجري أمامها، فهذا ليس مكانها و كل ما يجري كان فوق طاقتها و تحملها و استيعابها، كانت ترفع رأسها تارة بهدوء لترمق القاضي و اعوانه و المحلفين و تارة اخرى تتلصص النظر لجوانبها عسى محاميها الخيالي يحضر في اي دقيقة!


"أيها السادة " أكمل المحامي الخبيث و هو ينظر للمحلفين و أضاف بثقة:" أعلم انكم تنظرون الآن للقضية على انها بين طرفين و لكن ان استمعتم لي ستعرفون الحقيقة كلها لتكون محاكمة عادلة لصالح موكلي"
"الفتاة التي أمامكم قد تبدوا بريئة سعادتكم و لكن لا تدرون حجم الألم الذي صنعته بمن حولها، و لكن الشر وصل بها يا سيدي عندما قامت باستئجار رجل عصابات، ليقوم بدفع زوجة أخيها و بذلك تقتل الجنين الصغير الذي في بطنها" قال بأسى مزيف
رفع الجميع عيونهم و اداروها بصدمة و خرجت الشهقات و اختنقت العبرات في ارجاء القاعة لدرجة ان القاضي قام بإستخدام مطرقته الخشبية لتهدئتهم
"نظام" صرخ القاضي ليرجع الهدوء للقاعة و زوج العيون الزرقاء تراقب كل هذه المهزلة بعدم استيعاب و فهم!
"أكمل أيها المحامي" قال القاضي بهدوء
"حاضر سعادتكم" رد المحامي بخضوع مزيف و أكمل:" و الاسوأ من كل ذلك يا سيدي انها باعت جسدها للرجل لكي يقوم بما قام به،"


هنا فقط علت الشهقات و راح الجميع يتهامس! كانت تستطيع ان تستمع لفظ "بائعة هوى" يتجول في الارجاء، ابتلعت ريقها بخوف و هي قد بدأت تكون استيعاباً و تدرك حجم الكارثة التي كانت بها! كانت تحتاج محامي بالفعل في هذه اللحظة، لأن خوفها و غضبها كان ممكن ان يدمرا كل شئ في عمضة عين! مع ذلك تحلت بالهدوء و تمسكت بالصبر و انتظرت المعجزة.

باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن