المنبوذة الخاسرة

5.3K 388 87
                                    

للمرة الألف عادت تطبطب على وجهها بالإسفنجة بإنزعاج! فبصمات يده تركت اثراً لا يمحى لا من وجهها و لا من روحها، حتى مساحيق التجميل فشلت في اخفاؤها!! فإهانته لم تقف عند صفعها بل قام بسحبها كخروف ضعيف و رمى بها خارج المنزل! و كأنها مجرد قطعة أثاث قديمة...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

للمرة الألف عادت تطبطب على وجهها بالإسفنجة بإنزعاج! فبصمات يده تركت اثراً لا يمحى لا من وجهها و لا من روحها، حتى مساحيق التجميل فشلت في اخفاؤها!! فإهانته لم تقف عند صفعها بل قام بسحبها كخروف ضعيف و رمى بها خارج المنزل! و كأنها مجرد قطعة أثاث قديمة لم يعد بحاجة لها.
صرخت بضيق لم يضايقها تصرفه الأخير مثلما ضايقها تدخل جيزيل، ما شأن تلك البائسة في حياتها ، تباً لها و تباً لكريستوفر و تباً لجودي و تباً لجورج ! لقد خدعت طعنت في الظهر و نبذت و كأنها طاعون! اغلقت عينيها بغضب و هي ترمي الإسفنجة تبعتها علبة البودرة التي اصطدمت بالمرآة المكسورة مسبقاً بفعل نوبة غضبها السابقة! تتذكر كيف تحطمت بسبب رسالة واحدة كمرآتها!
"كل ورثي سيذهب لإبني الأكبر كريستوفر و لأبناءه من بعده، بالنسبة لإبنتي باندورا فهي ليس لها نصيباً من اي شئ و سيكون أخيها هو معيلها"
تذكرت انها وقفت كالملسوعة و صرخت:" هذا جنون متأكدة من ان والدي ترك لي نصف المنزل في لندن و منزل مقاطعة بارنيس و كان يتكلم عن معاش شهري"
في تلك اللحظة فقط علمت انها مهددة! كانت نظرة أخيها غير طبيعية، كانت هناك نار غاضبة في عينيه لم تفهم سببها، عللتها على انها حزن فهي كانت ملتاعة بالمثل.
"و لكن يا آنسة دالتون انتِ تعرفين العادات جيداً الفتيات لا يرثن، فأخيكِ هو معليكِ الآن" قال المحامي الشاب السيد بران و هو يعدل نظارته
نظرت له بغضب فهي لم تحب هذا الرجل يوماً و لا ترتاح لنظراته المريبة ابداً!
"اصمت أيها الغبي ما الذي تعرفه عن والدي؟! " صاحت فيه و عادت بنظرها لأخيها الأكبر الذي جلس على كرسيه كجثة فقدت الحياة! كان يراقب الوضع بحذر! وجدها تقول له برجاء:" انت تتذكر ذلك يا أخي"
"لا يهمني ما قيل سابقاً اليوم ليس أمامي سوى هذه الوصية" قال كريستوفر بهدوء قاتل
"و لكن ما مصيري؟!" سألت بحيرة و هي تراقب الغضب المريب الذي كان يتراقص في عيني أخيها.
"ما الذي تقترحه يا سيد بران" تجاهلها و هو يسأل المحامي
"ما شأن هذا المزعج فينا الآن يا كريستوفر" صرخت بسرعة
"هناك منزل دايزهيل" قال المحامي بهدوء
"غبي اذهب لوحدك لتعيش في تلك البقعة المفقرة" صرخت في المحامي و عادت بنظرها لأخيها و هي ترجوه ان يفعل شئ!
"اصمتي و الا حرمتكِ من لقبكِ" صاح أخيها في غضب
"هذا يكفي لا يحق لك ذلك" صرخت في وجهه
كان ذلك الصراخ لا يجدي ففي تلك اللحظة كان كتحذير من هرة صغيرة
"بل يحق له يا آنسة دالتون" قال المحامي ببرود
"اصمت... اصمت...اصمت" صرخت بجنون
"توقفي و الا حرمتكِ من اسم العائلة"قال أخيها بتحذير و قد لمعت عيناه شراً و غلاً
في تلك اللحظة فقط علمت انها لن تستطيع ان تناقشه أكثر
"منزل دايز هيل لكِ و هذا كل ما لدي" قال أخيها ببرود و هو يطل في عينيها بتحذير واضح !!
في تلك اللحظة حاولت ان نتذكر ما الذي صنعته لتنال كل هذا!؟ ان فسادها كثير و لكنها من المستحيل ان تظر أخيها الشخص الوحيد بعد والدها الذي تقدره و تحترمه!!
"و لكن من أين لي المال؟!" صاحت بإمتعاض
"و مقتنياتكِ ستحملين معكِ فقط نصفها فلا حق لكِ فيها اساساً و لكني اشفق عليكِ و لذلك سأسامحكِ" قال ببرود
"ماذا!؟ ان ممتلكاتي من مال والدي" صاحت بإعتراض
" و هو مالي الآن" قال ببرود



باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن