تراقصت الأوراق السمراء الجافة بغنج تركةً شذى عطرها يفوح في الأرجاء، متزينةً بكوب انتيكي ثمين، لم تستطع عيناها ان تتجاهل الشرخ الصغير في زاوية الكوب العتيق و لكنها حاولت ان تتغاضى فالكوب هذا شرف عائلة زوجها و من المقتنيات المهمة شرب فيه كل الماركيزات! نعم انها ماركيزة بحكم الزواج و لم يكن هذا حلمها يوماً و لكنها وقعت في حب ماركيز و ماذا عساها تفعل؟ لم تتذكر يوماً من اي شئ او اي شخص و لكن اليوم كانت تشعر ان مركزها كماركيزة و و ودها كجزء من المجتمع الارستقراطي الجاف يستنفذ طاقتها! و لكنها قاومت كل تلك المشاعر! و حاولت ان تقوي قلبها فكل الخوف السابق و كل البؤس القديم بات من الماضي لا يجب ان يقف شئ في طريق وقوفها من جديد. كانت بعد أحداث المحكمة قد اعتزلت الحياة الإجتماعية حتى تشفى و يشفى زوجها من بؤسة و حزنه و صدمته، كانت تريد ان تعيد المياه لمجاريها و الحياة لأهلها و لكن بعض الجروح صعبة الإلتئام
"سيدة دالتون وصلتكِ رسالة"
رفعت جيزيل رأسها و هي تراقب الظرف الرخيص بإستغراب
"من من؟!" سألت الخادمة بهدوء
"الآنسة بيري من وانشير؟"
استغربت جيزيل فهي لا تعرف احداً بهذا الإسم!
فتحت الرسالة و راحت تقرأ الأحرف الأنيقة العبقة برائحة الخزامى بحذر"العزيزة جي
ارسل لكِ هذه الكلمات لأحدثكِ عن المسرحية التي حضرتها، فقد سمعت الممثلة تقول بضع كلمات و ضننت أنها قد تعجبكِ لما فيها من حسن الكلام و بلاغة في الأدب وظرافة في الأحداث، و القصة تتحدث ة عن اميرة تنكرت بصورة فلاحة بعدما اتهمت بارتكاب جريمة مروعة و لكنها هربت من مملكة الأنوار لتعيش في قلب شجرة و لكن يوماً وصل لمسامعها لغز غريب تفوهت به السناجب التي تعيش في شجرتها و هذا جعلها تخرج منها و قررت ان تعود لحياتها السابقة و تواجه مشاكلها و تحل اللغز، و في المشهد كانت تعتذر من أميرة الريح التي اذنبت في حقها في الماضي و حاولت ان تسرق طائرها الغاضب قائلة: لا أعتقد انني استحق شفقتكِ، و ربما عندما تلتقيني صدفة لن تشعري بما أشعر به من عار و لكن كلماتي هذه صادقة كل الصدق، لا أطلب منكِ عفو او مغفرة فأنا لا استحقها. و لكن منذ رحيلي و أنا أفكر في حل للغز معين سمعت السناجب في الشجرة المسحورة تتكلم عنه؟ و لم أعرف لمن الجأ سواكِ! قد غمرتيني بلطفكِ كل السنوات السابقة و اتمنى ان تكون هذه الأخيرة و بعدها أعدكِ ان لا أزعجكِ بطلباتي الغبية،
و حل هذا هو حتماً موجود في قفص طائركِ الغاضب، و قد وعدتكِ ان لا أقترب منه و لذلك اتمنى ان أسمع منكِ رد قريب، و ان كانت رسالتي وقاحة أرجوكِ فقط تجاهليها او احرقيها او ادفنيها ان احببتي.
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...