استطاعت الهروب من ذلك الموقف السئ بصعوبة بالغة، يالكاد التقطت أنفاسها! راحت تضرب موضع قلبها عله يهدأ، صرخت بداخلها:" اهدأ يا هذا استكن"
مجدداً تشعر بالإنهيار، لقد حصلت على ما تريد و لكنها ليست بخير، يجب ان تحفر بيديها في الصخر وان تتعب، لا يناسبها هذا التعب! لم تولد لتتعب انها مدللة ولدت لتكون أميرة و لتحصل على ما تريدة، ان يعتني بها الجميع دون مقابل، أكملت طريقها في القرية عائدةً لمنزلها الكئيب، متذكرةً نبرة السيدة ساني الساخرة، أغلقت عينيها بغضب
"لن أسمح لها بأن تعكر صفوي اليوم كان نصراً لي" صاحت في داخلها بكبرياء"هل أنت متأكد من ذلك؟!" قال كريستوفر بصدمة
"نعم كل ما يخص والدتك يا سيدي يرجع إليك لا حق لها بأي شئ" قال المحامي الشاب بخبث
"و لكني أتذكر ما قاله والدي بأن كل ما يخص والدتي الراحله هو لها، لا يوجد نص موجود و لكني شاهد" قال كريستوفر بقلق
"لقد كنت شاهداً في المرة السابقة و لم يغير هذا من حقك كما انك لو تنازلت عن غرض واحد فستتمادى " قال المحامي الشاب و هو ينفث سمومه في إذن الشاب بخبث
"أعلم و لكن في تلك المرة فعلتها لسبب و لكن لا أريد ان أتمادى لهذه الدرجة" قال بسرعة و هو يفكر بقلق
"لا تقلق فلن يلومك أحد على ما تفعله بها فشيطانة مثلها تستحق العقاب و هي حالياً لا تمتلك المال حتى لتعيين محامي" قال بران بخفة ساخرة
"أجل هذا صحيح أنت محق تماماً " قال كريستوفر بحزم
"تذكر ما كانت ستفعله بالسيدة دالتون، كانت مستعدة لتشويه سمعتها بسبب غيرتها" قال بران
"انت محق، دعنا نطالبها بما هو حقي بالنهاية" قال بسرعة
"لدي قائمة تخص ممتلكات والدتك التي معها" قال بران و هو يبحث بين أوراقه
نظر كريستوفر للبعيد تاركاً المحامي الحاقد في همه! كان هناك أمر غير مريح في هذا كله لا يعرف ما يكون!! انه يعرف ان باندورا بحقارتها تستحق كل ما يصيبها كما ان عدالة السماء قد نطقت بحقها و لا زالت تتجرع أكواب نذالتها و لكن ممتلكات والدته و خصوصاً ساعة الجيب تلك انها الشئ الوحيد الذي تعتز به باندورا بصدق، انه يقتلها ببطئ و هو يعلم بذلك، و لكن ما كانت ستفعله بجيزيل و ما فعلته بجيزيل تستحق عليه ما هو اسوأ!وصلت باندورا أخيراً لكوخها الكئيب فتحت الكوخ و هي تتوقع ان تستقبلها وحدة قاتلة ! انها تكره هذه الوحدة، تموت فيها و تذوب لم تعتد روحها عليها فلاطالما كانت دوماً محاطة بالأصدقاء و المحبين، الذين يزورونها بشكل شبه يومي ، لشرب شاي الظهيرة او للدردشة و لتضييع الوقت او حتى يدعونها لحفلات ممتعة و لكن الآن لا شئ سوى هي و رائحة الخزامى و التي باتت تستلطفها بشكل عجيب، و كأن الخزامى هم أصدقاء قدامى، يعيدون لها الحنين لشئ لا تستطيع تسميته ! نزلت دمعة هادئة و هي تراقب جنبات منزلها المظلم، مسحتها بسرعة ،تنهدت بملل و ذهب للمدفئة لتبعد عنها كل هذه البرودة التي غزت روحها و تركت صقيعاً على قلبها، كانت تعلم انها تستطيع تحمل النفقة ، لتعيش من عملها البسيط و كانت مستعدة للإيجار الشهري المفروض من أخيها، فهذه حرب و لن يخرج منها منتصر سواها! و مع ذلك كان هناك ذلك الشعور الغير مريح ان كريستوفر لن يتوقف! لابد انها جيزيل ستبكي أمامه للمرة المليون ليفرغ غضبه فيها! فكرت بداخلها، منذ ان دخلت حياتهم تلك المزعجة و قد تدمرت علاقتها بالجميع أولهم أخيها و آخرهم والدها! غسلت عقلهم ببرائتها المزعومة! اساساً لا يوجد أحد بتلك البرائة و الطيبة و لا سيما فتاة متسلقة و إنتهازية كجيزيل!
كانت لا تزال تشعر بالإختناق و دقات قلبها لم تتوقف لثانية تنبض بشكل جنوني منذ أن خرجت من عند المدعوة ساني!، راحت ترتعش بشدة و كأن البرودة غزتها ، نظرت للنار التي بدأت تأكل الخشب بألسنتها و لكنها لن تستفد من دفئها، مجدداً انها لا تستطيع التنفس هل هذا بفعل البرد!؟ أو الغضب!؟ أو الوحدة!؟ شعور مزعج لا تفهمه و تريد ان ترتاح منه! هذا الشعور الذي يشبه الموت! الموت! ماذا لو ماتت؟! أليس الموت شعور جميل بالراحة؟! سوف ترتاح! ما الذي سيحصل لها بعد الموت؟! ماذا لو كانت تشعر بما يدور حولها في قبرها، لا زالت ستشعر بالبرودة و محاطة بالسواد و رائحة العفن و التراب!! محبوسة في تابوت ضيق رطب على الأغلب! هذا الشعور بالإختناق في مكان مغلق محبوسة به لأطول فترة!! وقفت بهلع انها نوبة جديدة من الجنون لا يبدوا انها ستسيطر عليها، لا أحد حولها لينقذها!
وقفت كالملسوعة، راحت تحك ذراعها بقلق و هي تتجول في الكوخ الضيق تمشي! لكن هذا العلاج غير مفيد الآن فعقلها قد هيأ نفسه للموت! بسرعة أخذت كوب من الماء! شربته بسرعة عله يخفف من ما تعاني منه! إنه يخفف و لكن ليس كثيراً، بسرعة حملت وشاحها و لبست حذاؤها و خرجت من كوخها! استقبلتها برودة موحشة معها أرض مغطاة بالثلج! ياللكئابة! انها تكره الشتاء! بسرعة قطعت طريقها مشياً على الأقدام إلى اللامكان! كل ما كانت تريد ان تفعله ان تحرك قدمها ان تهرب من حالها هذا، راحت تهرول و هي تحاول ان تتنفس بشكل صحيح تشم الوردة و تطفئ الشمعة؟، لقد هدأت بعض الشئ، هذا أفضل بكثير لقد استطاعت ان تسيطر على نفسها دون أن تصرخ أو تبكي كما المرة السابقة، شعرت بنشوة الإنتصار كأنها تغلبت على وحش قوي، وقفت أسفل إحدى الشجرات لتلتقط أنفاسها، أخيراً شعرت أنها بخير و تستطيع ان تعيش حياتها بشكل طبيعي مجدداً ، مع ذلك شعرت بتعب شديد كأنها ركضت لمسافات بعيدة و مع ذلك كانت بخير و ذلك الشعور جعلها مجدداً ممتنة للهواء الذي تتنفسه! "هل يجب أن تزور الطبيب!؟ ربما هو خلل في أحد أعضاؤها و هي لا تدري؟!" فكرت في داخلها و لكنها سرعان ما ابتسمت بحياء متذكرةً الطبيب الشاب الذي أكد لها أن حالتها هذه طبيعية، ما دام انه يقول إنها بخير فهي فعلاً بخير ،فجأة و في خضم تفكيرها تذكرت انها جائعة!، و كان يجب عليها ان تعود لتصنع لنفسها الطعام، عادت أدراجها لكوخها و كأنها عائدة لقبرها!نظرت للوجبة الغريبة التي صنعتها!! حتى الخبز الذي كانت يجب ان تسخنه قليلاً أحرقته، أما البيض و الذي غطسته في الزيت فحدث و لا حرج، نظرت لطعامها بإشمئزاز! انه اسوأ شئ رأته في حياتها و لكنها لا تستطيع ان تعترض على الطاهي فهي الطاهي! على الأقل استطاعت ان تكسر البيضة و هذا انجاز! تناولت طعامها بإنزعاج و هي تتذكر انها يجب ان تستيقظ مبكرة! قبل الخامسة صباحاً! و لكن لا تعرف كيف ستستيقظ ان لم يوقظها أحد! نظرت لساعة جيبها بإنزعاج، يجب ان تنام مبكراً و هي تكره أن يأمرها أحد و أن يخبرها ما يجب ان تفعله! تكرة ان يتحكم بها أحد ! و لكنها مجبرة انها بحاجة للمال! أغلقت ساعتها بملل
"تباً لكِ أيتها الشمطاء، ابحثي عني في الخامسة صباحاً"
كانت بذلك تتحدى السيدة ساني و نفسها، تريد ان تمشي ما في عقلها بحسب مزاجها، ليست الشمطاء ساني من يتحكم بها انها هي المسؤولة عن حياتها و طريقة استيقاظها !—————————————————
مرحباً يا أصدقاءاتمنى ان يحوز الفصل على اعجابكم
أعلم ان الفصل قصير بعض الشئ و الأحداث باردة و لكن لا زلنا في البداية ترقبوا القادمو اترك لكم هنا مساحة للتعليق
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Ficção Históricaباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...