مخاض المشاعر الغريبة

1.7K 168 97
                                    

انها ليلة واحدة فقط ستحتمل الأمر، فكرت في نفسها و قد عجزت عن النوم و جافاها النعاس وسط بكاء الرضيع كل دقيقتين، كلما غفت صرخ الطفل و كأنه كان يعاندها هي بشكل شخصي، انها لا تحب الأطفال و لاتطيق ازعاجهم و فوضتهم و لم تحبهم يوماً فهي تحب الأضواء و لا ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

انها ليلة واحدة فقط ستحتمل الأمر، فكرت في نفسها و قد عجزت عن النوم و جافاها النعاس وسط بكاء الرضيع كل دقيقتين، كلما غفت صرخ الطفل و كأنه كان يعاندها هي بشكل شخصي، انها لا تحب الأطفال و لاتطيق ازعاجهم و فوضتهم و لم تحبهم يوماً فهي تحب الأضواء و لا تحب ان يسرقها احد منها! و الأطفال بالنسبة لها تواقون للفت الأنظار!
لم تحلم يوماً من تكوين عائلة او حتى انجاب الأطفال! فهي حتى حينما أرادت الزواج في الماضي أرادته لإضافة هالة لنفسها! لتشعر انها باتت امرأة راشدة، سيدة مجتمع حقيقية! و لكن هذه المخلوقات المزعجة، كانت خارج حساباتها!و لم تدرك هذا سوى مؤخراً


رفعت الأم نظرها لها و قالت معتذرة:" أعتذر منكِ فالصغير هوايته البكاء"
كانت باندورا تنظر لها بانزعاج و لكنها ردت عكس ما تشعر به و قالت:" لا بأس ما الذي تستطيعين فعله "
"انه يفتقد ابيه " ردت المرأة بلطف و هي تنظر لطفلها
" و أين هو ؟" سألت باندورا بفضول
"رحل لخالقه" قالت بقهر واضح
نظرت باندورا لها بهدوء، لم تفهم ما الذي حصل مع زوج المرأة و لكنها كانت تشعر ان روح زوجها قد سرقت منها، لاحظت المرأة نظرات باندورا لها و ردت و كانها فهمت تلك النظرات:" مات في حادثة منجم، كنا قد حصلنا على جزء من حريتنا منذ عهد جديد و لكن كان بقاء زوجي في هذا المنجم عبودية من نوع آخر"
تنهدت باندورا بإنزعاج فهي لم تفكر في مسألة العبودية! فوالدها قد حرر كل العبيد الذين كانوا لديه و أعطاهم عمل في الحقول، كان من اوائل من اتخذوا هذه الخطوة من النبلاء! بينما بقيت جزئية كبيرة ترفض ان تعطي هؤلاء حريتهم او حتى أبسط حقوقهم!



راحت باندورا تتأمل الطفل الصغير، للوهلة الأولى شعرت انه يبدوا كالعجينة و بلا ملامح واضحة ولكن مع امعانها النظر كانت تستطيع ان ترى خدوده الممتلئة و رموشه الطويلة و فمه الممتلئ الذي استقر على تكشيرة واضحة و حاجبيين قاطبيين يعبران عن انزعاجه! شعرت برغبة شديدة في لمس يد الصغير !  فقد لاحظت يده التي تشبثت بشعر والدته التي كانت ترضعه بهدوء! كان هذا المشهد جديد بالنسبة لها مشهد الأمومة



"ما هو اسمه؟"سألت باندورا
"اوسكار" ردت ميليسا و هي تتأمل صغيرها بلطف، راقبتها باندورا بإستغراب و عادت لتسألها:" و ما معناه؟"
"رمح الرب"
"معناه جميل" قالت باندورا و هي تتذكر معنى اسمها مجدداً!
"و لكِ اسم جميل كذلك يا آنسة"
"اسمي باندورا! و جميعنا نعرف ما فعلته باندورا" قالت باندورا بإنزعاج طفولي
"اسمي مليسا و معناه حرفياً النحلة" قالت المرأة و هي تضحك
رفعت باندورا نظرها للمرأة و أكملت المراة:" لا أحد مؤاخذ باسمه"
"و لكن لماذا والداي اختارا هذا الإسم بالتحديد؟" فكرت مع نفسها!، كانت تشعر ان اسمها كان جزء من لعنتها
فجأة وجدت المرأة ترمي صغيرها عليها! نظرت باندورا بإنزعاج لها، وجدت المرأة تقول بوجه معتذر:"يجب ان أذهب للحمام هل يمكنكِ ان تمسكيه لن اتاخر، لقد شرب جيداً لذلك لن يستقيظ"




باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن