تنفست بقلق و هي تحاول ان تدخل أكبر قدر من الهواء لرئتها و لكن كل ما استقبلها كان هواء جاف جمد رئتها و بفعلها انتفضت، و لكن رهبة الموقف و المكان اللذين كانت فيهما جعلتها تتراجع عن انتفاضتها و لكنها عوضاً عن ذلك وقفت بملامح مضطربة في القاعة العملاقة! كانت تتوقع ان تكون في مكان عملاق و لكن لم تتخيل ان تكون محاكمتها مفتوحة للجميع!! و ان تقف أمام الجمع و كأنها عارضة سرك لها وجه مشعر او ستة أصابع في قدمها! فهي بالتأكيد لن تقوم بالحركات البهلوانية،
كل هذا أشعرها بالغصب، فهي من رهبة الموقف لم تستطع ان ترى الحضور و لكنها كانت تعلم انهم أغلبهم من معارفها و هم بالطبع متشمتون بها او انهم جاؤوا ليتفرجوا على المهزلة! على صراع الإخوة الغبي!
"أنت السبب يا كريستوفر" قالت بداخلها و هي تهدئ نفسها!فهي كانت هادئة نسبياً مع كل الخوف و الغضب، فلقد كانت في داخلها الثقة، فزيارة اللورد برينقهام لها منذ يومان مدتها بالثقة المطلوبة. فهي تتذكر جيداً زيارته لها في ذلك المنزل التابع للشرطة!
فقد دخل و هو يتفحص المنزل بإنزعاج و بعدها رفع عينيه لها و قال بسرعة:" هل أنتِ بخير؟"
كانت تنظر له بحماس فهي توقعت ان يكون الطبيب من اخبره لإنقاذها من هذا المأزق
" بخير يا سيدي " قالت بلباقة
"لقد أخبرني جوهان، و جئت على وجه السرعة لا يمكنني ان اصدق وقاحة أخيكِ" قال بازدراء
شعرت بالسعادة لا شعورياً لأن توقعاتها قد صدقت انه الطبيب رايدر هو من اخبره لإنقاذها
"لا تقلق كل شئ بخير..." قالت و هي تطمئنه
رفع نظره بإنزعاج و قال بسرعة:"كلا لا تقولي هذا، فتاة بجمالكِ رقتكِ لا يجب ان تعايش هذا الأمر" و أضاف و هو يتفحص ملامحها:" لا تقلقي سأوكل أفضل المحامين لكِ و سأتأكد من ان تربحي القضية و تأخذي حقكِ كاملاً "
كان ينظر لها بإنزعاج من الموقف الذي تعايشه، فكل شئ فيها كان برئ يوحي بالبراءة في نظره كان معمي بجمالها و مبهور بأنها حتى في حالتها البسيطة و هي ترتدي ثياباً باهتة تبدوا مشرقة، ان جمالها كان بالنسبة له و كأنه من عالم آخر!؟ لم يكن يستطيع إبعاد عينيه كان بالتأكيد بعد الحادثة سيتخذ موقفاً
"حقي" سألت بإستغراب
"نعم ورثكِ المسروق" قال بثقة و هو يمسك كتفها ليمدها بالثقة التي كانت هي تحتاجها!
كانت بالفعل في ذلك اليوم و ذلك الموقف كانت تحتاج للثقة، و لأحد يآزرها في محنتها فقد كانت وحيدة، غاضبة و خائفة و قد تعرضت لخيانة عظمى من أقرب المقربين لها و هذا كان مؤلم لم تكن مستعدة لخيانات جديدة و مع ذلك كانت مستعدة لتثق به و تفتح له جزء صغير جداً من قلبها،
كانت تنظر له بإستغراب و هي مستغربة من نفسها أكثر من اي شئ آخر ففي تلك اللحظة شعرت بتأنيب الضمير و انها لا يجب ان تخدعه و تحاول الإيقاع به انه رجل جيد و لا يستحق ان يعامل بهذه الصورة، كانت تعتقد ان مشاعره ناحيتها صادقة وسليمة و هي تتلاعب به و لذلك قررت في داخلها انها ستتراجع عن فكرة الإيقاع به و ستكون صادقة معه و ربما تعطيه فرصة! كانت تتنازل عن شئ من نفسها و لا تدري هل هذا إمتنان للرجل او رد جميل ام ان هذه مشاعرها الحقيقية!؟ و لكنها تحب الطبيب و يحبها؟! فلماذا الآن تتراجع عن ذلك الحب؟ ما الذي كان يدور في قلبها في تلك اللحظة؟ لم تعلم! كانت مشتته و متزعزعة. أفرغت عقلها من كل هراء الحب و نفضت كل تلك الذكريات لتعود لواقعها! و للكارثة التي أمامها!
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...