"جيزيل؟" صاحت باندورا بصدمة!
وجدت الأخيرة و الدموع تغرق عيونها تقفز في وجهها و هي تحتضنها و راحت تصيح
"لقد تشاجرت معه و تركت له المنزل"
نظرت باندورا لجيزيل التي وضعتها في مرتبة الأخت الكبرى التي تشبه الأم ها هي تبكي كالأطفال بل الأدهى و الأمر و ما صدم باندورا هو علاقة اخيها بزوجته و التي تخيلتها لا تهدم و منيعة ضد كل الكوارث البشرية و الطبيعية
"تعالي ادخلي للداخل" قالت بهدوء و هي تساعدها للدخول للكوخ المتواضع و لتحميها و نفسها من البرداقتحمت الأسهم النارية لغروب الشمس الكوخ المتواضع، بقيت باندورا تتأمل جيزيل التي كانت تتعافى قليلاً من انهيارها السابق،بشعر مبعثر و ملابس واضح تماماً انها غالية و لكنها غير مهندمة، جلست في صمت و صبر، بينما بقيت ويلامينا الفضولية تهز قدمها بقلة صبر! و هي تخترع القصص الخرافية في عقلها، كانت تريد ان تعرف الحكاية! علمت انها زوجة أخ باندورا و لكن ما الذي يحصل؟!
"ما الذي حصل؟" سألت باندورا كاسرة الصمت
"لقد تشاجرت مع أخيكِ" صاحت جيزيل بإنزعاج و أكملت:" لقد بقي فقط ان يقفل علي في غرفتي بالمفتاح! منذ الحادثة الأخيرة و هو ليس بخير"
نظرت لها باندورا بقلق، أصابتها غصة وقفت في حلقها عندما علمت بحال أخيها! فقدت راحة البال و حملت هماً، هل هذه الحال الذي اراد لهما والدهما ان يعيشا فيها؟ الجميع يعتقد انهم محظوظين و لكن هذا ليس الواقع! ليأتوا و يروا بأعينهم المشاكل التي لا تتوقف! ، ما الذي أصابه للدرجة التي جعلت جيزيل تهرب منه؟ و في لحظة وجدتها تتراجع عن حدتها و هي تقول:"لأنني يتيمة استغل ضعفي! كل شئ توقعته منه الا هذا التصرف!"
"ماذا فعل؟" سألت باندورا و التي راح قلبها يخفق بشدة من الخوف دارت في الحكايات التي قد تكون فاقت ما تخيلته ويلامينا!
" هل ضربكِ؟" صرخت ويلامينا، و هذا احتمال مر سريعاً بخاطر باندورا و لكنها أزالته ، لم تكن تريد ان تتخيل الأمر! فهو فعلها مرة واحدة معها! ربما استحقت ذلك او انه تهور وقتها!
"أنا فعلت" جاء صوت جيزيل بعيداً متردداً و هي تنظر للفتاتين بتوجس، بالطبع هذا ليس ما توقعته باندورا!
عادت ويلامينا بهدوء للخلف في صدمة بينما بقيت باندورا فاغرة الفاه تنتظر تفسيراً منها، جيزيل التي لا تؤذي نملة تضرب زوجها الذي تخاف عليه من نسمة الخريف! تضرب زوجها الذي تشرق بإسمه ألف مرة!
"كنت غاضبة منه جداً! لا أعلم ماذا دهاني؟ ، قمت برمي الشمعدان الفضي عليه و لكنه أغضبني" قالت جيزيل بخجل
"اي واحد؟" رمت باندورا سؤالها الذي كان في غير محله و لكن كانت يجب ان تعرف حجم الإصابة
"ذا الحواف المدببة الذي قدمه الجنرال وارنر لجدكِ هدية" ردت جيزيل على استحياء
"ما الذي استدعى كل هذا الغضب؟" كانت ستقولها باندورا و لكن سبقتها ضحكة مجلجلة من ويلامينا و التي جائت ضحكتها في موقف غير مناسب !!
"ارجوكم لا تسخروا مني، لقد منعني من الذهاب لجميع المناسبات فسكت، انا اتفهم حزنه و انزعاجه وخوفه ولكن عندما دعته تلك المدعوة غلوريا بين لحفل غبي في قصرها لبى الدعوة دون ان يسألني حتى!" صرحت بإندفاع، و أكملت:" أنا أثق به تماماً و لكن تلك الأفعى لا يرتاح قلبي لها! تخيلي انه لبس بدلة اشتراها خصيصاً لذلك الحفل! و يوم ذهابه طلب مني ان اقفل باب غرفتي و ان لا افتحه لسواه! و هنا انفجرت شياطيني"
اكملت جملتها و غرقت في بكاء مرير!
"اهدئي يا جيزيل البكاء ليس حلاً" قالت باندورا و التي في داخلها راحت تضحك من انقلاب الأدوار
"أنا حامل " أكملت و هي تبكي
كانت ستصرح عن فرحتها فقد انفجرت أساريرها عندما علمت بذلك، في المرة الأولى كانت منزعجة و لكن هذه المرة كل شئ مختلف، مع ذلك تراجعت عن فرحها لأن القلق سرى باوصالها! سرت رعشة في جسدها جعلتها متوجسة، خافت من كل شئ، خافت ان تتكرر الحكاية الأولى !
"تقول السيدة ميريل ان حملي هذا قد يكون صعباً و يجب ان احذر، لم أخبر أخاكِ بعد لأنه قد يقفل علي في صندوق ان اخبرته" اكملت جيزيل و هي تبكي
"حسناً اهدئي ان الحزن مؤذي لكِ انتِ حامل" ردت باندورا و قد سرت فيها رعشة خوف ارتسمت على ملامحها جلية
"لقد هربت من أخاكِ و الآن ستأتين انتِ لتقفلي علي" صاحت جيزيل بإنزعاج
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...