ربيع ساني

1.5K 146 66
                                    

لقد بدأ الأمر يتحول من مأساوي لمضحك! انها تستمر بالإغماء و قد قضت معظم وقتها هنا غائبة عن الوعي! كانت قد استفاقت و تستطيع ان تستمع لصراخهن في الخارج و جميع حديثهن! و لكنها كانت متعبة و لم تركز في حديثهن، لم يكن يعنيها في تلك  الثانية،  فعقلها غاب ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لقد بدأ الأمر يتحول من مأساوي لمضحك! انها تستمر بالإغماء و قد قضت معظم وقتها هنا غائبة عن الوعي! كانت قد استفاقت و تستطيع ان تستمع لصراخهن في الخارج و جميع حديثهن! و لكنها كانت متعبة و لم تركز في حديثهن، لم يكن يعنيها في تلك  الثانية،  فعقلها غاب في كل شئ هذا التأرجح بين الأمل و اليأس، بين السعادة و الحزن و كان يتعبها أكثر من اي شئ، ابتلعت ريقها الذي جف كروحها المتعبة
"خذي" قالت السيدة الأنيقة و هي تمد كوب من الماء
أخذت الكوب بهدوء و راحت تروي عطشها عل روحها ترتوي، و لوهلة غاب عقلها و سرحت في أحلامها، حيث حلمت بحياة بسيطة كما لو ان والديها لم يرحلا و كما لو ان اخوتها بجانبها، كما لو انها لم تكن سيئة كما كانت، لو انها لطيفة كجيزيل او حتى كجويل، تريد ان تتغير و لكن بات هذا التغيير يرعبها، لم تكن تريد ان تفقد كرامتها! مع انها تستحق كل ما تعانيه !
"كنت أعتقد انكِ كعمكِ جون و لكن اليوم رأيت روح شارلوت فيكِ"
فجأة تلك الجملة أخرجتها من كل شئ هي فيه وجهت نظرها و كل جوارحها للسيدة بإستغراب، انتبهت لتبدل ملامح السيدة من الجمود لشئ من اللين و الحزن، وجدتها بعدها تتنهد و قد أشاحت بوجهها لتخفي كل هذا الضعف و كل تعب السنين!
"عمي؟ هل كنتِ تعرفينه" خرجت منها و الفضول انساها كل ما حل بها حتى انها نسيت انه سئ الذكر و النقطة السوداء في عائلتها
"كنت أعرفه و أعرف شارلوت و راكليف" قالت بحسرة
نظرت لها باندورا بصدمة؟و قالت و قلبها راح ينبض بذكر والديها
"ما الذي تعرفينه عنهم؟" سألت و قد لمعت عيناها بفضول
التفت لها السيدة ساني بإبتسامة خفيفة و قالت لها:" انسي الأمر الآن"

"هل قسونا عليها كثيرا؟"
حولت ايميليا نظرها لجوليا بإنزعاج التي كانت ستتفوه بترهاتها المعتادة و لكن هنا نطقت السيدة دارتر و قالت بهدوء و عتاب:" أنا عادةً لا أحب التدخل في مثل هذه الأمور ان كان الأمر مجرد خلافات و لكن ما حدث اليوم كان أكثر من المعتاد ما الذي أصابكن هذه ليست تصرفاتكن؟"
"بل قولي غاب عقلهن" صاحت السيدة بارتر و أكملت و هي تتفحص وجوههن التي امتلأت بامارات العار:" انه كله من تأثيركِ يا جويل لقد بالغتي و ما كان يجب ان تتصرفي هكذا، هذه ليست أفعالكِ "
رفعت جويل نظرها للسيدة بارتر بصدمة و هنا هددت دموعها بالنزول، قالت بسرعة السيدة بارتر:" دموعكِ لن تنطلي علي توقفي"
"لا تحزني صغيرتي" قالت السيدة هامبل مدافعة
"سيدة هامبل ما الذي أصابكِ أنتِ الأخرى هذا بدل ان تحثينها على الإعتذار" قالت السيدة دارتر بصدمة
"هذا يكفي سأعتذر منها" قال جويل هامبل و هي تمسح دموعها
"لا أحتاج لإعتذار" جاء صوتها متعباً و هي تقف و تسندها السيدة ساني
"عودي للمنزل تبدين متعبة يا صغيرة و هذا الأمر نحله لاحقاً" قالت السيدة دارتر بعطف
"لا أنا بخير" قالت باندورا و هي تنظر للسيدة ساني بهدوء  فلقد فكرت كثيراً في الحكاية التي حدثتها عنها السيدة ساني ! انها الحقيقة الغائبة عنها و عن الجميع هل يعرف أخيها اي شئ عن عمها؟  فكل ما تعرفه انه هرب و كان سبباً في موت جدها و هو عار على العائلة هذا ما سمعته دوماً و لا تدري اي شئ آخر
جلست بتعب على طاولتها بجانب النافذة، تنهدت بتعب و حاولت ان تجبر كل الأفكار على الرحيل من طريقها انها ليست حمل مسؤولية جديدة! في تلك اللحظة افتقدت حياتها القديمة، افتقدت تلك الحرية و عدم المبالاه! و لكن لا لن تسمح لقلبها بالميل ناحية تلك الحياة الفارغة و ان كانت إلى حد ما مريحة! فهي لم تكن تريد ان تهرب من مأساتها هذه

باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن