الصدف الجميلة

2K 137 68
                                    

في كل مرة يزور فيها لندن كان يحلم بلقائها، يلمح طيفها في خياله، لا يفارقه شكلها، صوتها و حضورها، كان دائماً يتمنى ان يلقي نظرة خاطفة عليها ولو صدفة، ليطمئن عليها و يتأكد أنها بخير،انه فقط لم يطق بعداً عنها، هل كان هكذا دائماً؟! مشاعره مفضوحة بهذا ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

في كل مرة يزور فيها لندن كان يحلم بلقائها، يلمح طيفها في خياله، لا يفارقه شكلها، صوتها و حضورها، كان دائماً يتمنى ان يلقي نظرة خاطفة عليها ولو صدفة، ليطمئن عليها و يتأكد أنها بخير،انه فقط لم يطق بعداً عنها، هل كان هكذا دائماً؟! مشاعره مفضوحة بهذا الغباء؟ فكلما سرح قادته أقدامه ناحيتها، لماذا يحلم بالربيع معها؟! لماذا يحلم بالصدف اللطيفة؟ فكل ما عرفه عنها و معرفته بها كل شئ كان صدفة، و قادته الكثير من الصدف ناحيتها؟! لماذا لا يلتقيها صدفةً اليوم؟! حاول الهرب منها بل و حاول ان يبعدها عن طريقه! فهما متضادان و المتضادين لا يلتقيان! و لكنه فشل  فها هي تجذبه ناحيتها، يزور لندن على أمل ان يراها بذريعة العمل!

فهو أدرك مشاعره و لكنه علم انه كان متأخراً جداً، و هي في نظره لم تدركها! و لكن ما ذنبها ان يغضب منها و يحطم قلبها هكذا!؟ فهي ليست كغلوريا و لكنها باندورا! و هو ظن و ظن و ظن و يال الظنون القاتلة. مسح على وجهه بهدوء، و رفع رأسه ليكمل طريقه و يالها من صدفة، انها هنا متجسدة أمامه، لم يكن يعلم ان كان هذا حلم او واقع و لكنه تمنى ان لا تنفذ منه هذه اللحظة، بحضورها و بحسنها الذي أساء فهمه و بهدوءها الذي اكتسبته عندنا جاءت للريف، و لكن كيف؟ فهذا ليس حيها ؟! فما الذي تفعله هنا؟! زار أخيها عدة مرات ليراها بالصدفة و لكن ها هي الصدف الغريبة الجميلة تحضرها أمامه! في أحد أحياء لندن، لا يدري اي وجه يرسم و لكن كل ما فعله انه هرع ناحيتها و راح يناديها بكل شوقه الذي فجر قلبه و أطربه
"آنسة دالتون"

وجدها شاردة و غارقة في شئ فهم أنه قلق؟ جعله هذا يغوص في ذاكرته لليوم الذي علم فيه انها تخطط للرحيل! كانت تلك أخته الحمقاء التي صعدت الموضوع او ربما كان ذلك عقله، ياله من غبي يلقي بكل تصرفاته الحمقاء على الآخرين، فويلامينا كانت تبكي لأنها ستفتقد صديقتها كانت قد تقبلت الامر و لكن هو لم يقتنع و لم يتقبل! فصار يبحث عنها و يال الصدفة الغريبة و تحت ذلك المطر الخفيف كانت تمشي بهدوء نحو منزلها لوحدها ناداها بهدوء و هو يخفي كل خوفه لكي لا يتساقط أمامها بهشاشة دفعة واحدة و يصبح هو و هذا المطر واحد! ناداها كما يناديها اليوم! وجدها تلتفت بخوف، لاحظ خوفها و دهشتها و استرخاء ملامحها حينما رأته، تمنى ان تراه تنظر له دوماً بهذه النظرة المرتاحة، ولكن ضايقته نظرة أخرى تشبه الحزن لم يفهمها
"كيف هي أحوالك؟!" قال بهدوء و هو يخفي بداخله توقه لمعرفة المزيد
"بخير" ردت عليه يومها و هي تهرب من عينيه و قد ضايقتها زخات المطر الرقيقة
"سمعت من أختي أنكِ عزمت على الرحيل" قال بعد فترة صمت
وجد ملامحها تتجعد في تكشيرة كانت تحاول ان تقول شيئاً و لكنه قاطعها و قال:" هل تشتاقين للندن لهذة الدرجة؟"
"كان علي ان أرحل فمنذ البداية مجيئي لهنا كان خاطئ" قالت و هي تشيح بنظرها عنه و قد امتلأت ملامحها بعتاب لم يفهم هو مغزاه! و لكن أغضبه مع ذلك تمالك نفسه و قال:" ظننت أنكِ أحببتِ الحياة هنا"
"كانت هناك أيام جميلة" ردت بتلقائية و لكنها أكملت:" و لكنه ليس المكان المناسب لفتاة مثلي"
"ماذا تقصدين!؟" سأل بحذر و هو يبحث عن مقصدها بملامحها و لكن كل ما وجده كان الصد فهو لم يعلم بالعاصفة التي كانت تدور في قلبها
"لا شئ فقط أستطيع ان أقول انني سعدت بلقائكم جميعاً" قالت بهدوء و قد رفعت عينيها لعينيه للمرة الأولى و لم يفهم سبب الغضب و العتاب الذي في عينيها
"اتمنى لكِ عودة سالمة و توفيقاً لحياتكِ القادمة في لندن" قال بانزعاج و في قلبه كان يرجوها ان لا ترحل و تتركه
"شكراً" ردت برسمية
وقتها وجدها التفتت عنه لتعود أدراجها و لكن كان يشعر ان هذه اللحظة! يجب ان يوقفها و يخبرها بالحقيقة بمشاعره الذي ادركها لتوه كان هو نفسه متعجب من هذه المشاعر و لكنه تعب من الهروب و خاف ان تهرب منه و تختفي و تتلاشى من بين يديه فلا وقت لعزة نفسه الآن! استجمع نفسه و كلماته و كل ما فيه من مشاعر، أمسك بيديها و كان الإصرار سيد الموقف و خرجت من فمه "لا ترحلي" لتعبر عن حبه، ربما لم تكن هي الكلمة المناسبة و لكنها وصلت لها و اخترقت قلبها

فقد وقفت في مكانها مصدومة و لكنها بقيت تعطيه ظهرها! و لكن بقي في قلبها الشك، كما انها خافت ان تتسرع و يخونها مجدداً هذا الحب! فهي منذ أيام كانت مقتنعة انه يحب جويل يجب او لا تمني روحها عبثاً بمشاعر غير موجودة بالأجواء
"يجب ان أرحل فوجودي اساساً سيسبب الكثير من الإزعاج" قالت و هي تحاول ان تخفي دموعها
" هذا غير صحيح " رد بحماس
التفتت له بهدوء و قد فشلت بإخفاء بقايا دموعها و قالت:" هل تريديني ان ابقى!؟"
"الجميع يريدك ان تبقي" رد بسرعة و قد أصابه بعض التردد
تنهدت فهذا ليس الرد الذي تمنته و فقالت بهدوء:" لا تقلق سأبقى على تواصل بالجميع لن يفتقدوني"
"ما الذي يجعلكِ متحمسة للعودة للندن!؟ هل اشتقتِ للحياة هناك!؟" رد بانزعاج بعدما صدم من خيبة أملها به
"لا أشتاق للندن و لكن علي ان أعود" ردت بدفاع
"لقد أخبرتني الآنسة هامبل و لكني لم أصدق" قال بإنفعال
نظرت له بصدمة ياله من غبي! و صاحت فيه:" ماذا أخبرتك!؟"
"ان هناك شخص ينتظركِ في لندن" قال بغضب
"هل جننت!؟ هل لا زلت تصدقها!؟" صرخت و قد تملكها الغضب هي الأخرى
"اذاً ما سبب اصراركِ للعودة" قال بيأس و هو يبحث في عينيها عن الأمل ببقائها
"هل تعلم لم يعد يهمني، ليكن ما تقوله الآنسة هامبل فاساسا انتما سوف تتزوجان بالتأكيد ستصدقها" قالت بخيبة أمل
"من أين جائتكِ هذه الفكرة الغبية!؟" رد بسرعة
"تصرفاتك، لقد رأيتك تمسك يدها في المشغل" قالت و هي تشيح بنظرها بعيداً
"لقد اسائتي الفهم لا يوجد شئ كهذا في ذلك اليوم هي من امسكت بيدي و انا يومها صددتها " قال مبرراً
نظرت له بصدمة، هذا مستحيل! و لكن هي أخذتها الظنون نحو أشياء أخرى!
"تريدني ان أصدق هذا الهراء و لا تريد ان تصدق ان ذهابي للندن هو حاجة و ليس حجة! وصدقت أسطورة خطيبي الخيالي" قالت بعد فترة و هي تحاول ترتيب ما يحصل معها
"أنا آسف" قال و هو يمسك يدها، كانت تلك حركته الأخيرة سلاحه الأخير لتبقى فقد أخطأ هو مدرك لذلك، كان صعباً عليه و لكنه قالها و قد خرجت من قلبه، كان فعلاً آسف

"هذا يكفي انسى الأمر أريد ان أرحل و الجميع راضون و سعداء"قالت و قد تحطم قلبها كلياً

"أنا آسف" كررها بيأس و هو يراها ترحل أمامه و قد أخفاها المطر



خرجت من ذكرياتها و وجدته هو الآخر و كأنه ينفض شئ من عقله
"كيف حالكِ آنسة دالتون؟" سألها بلطف
"سيد وايت!" قالت بصدمة، وجدته يقف بحضوره بطوله، بأنفه الغريب بذلك الجرح القديم بعيناه الغارقتان في السواد، عيناه كانتا تلمعان على غير العادة بريق لم تعهده منه، ابتلعت ريقها بتوتر
" لم أتوقع أن أراكِ هنا" قال و هو يغير الموضوع في محاولة لتلطيف الجو
نظرت حولها و حاولت ان لا تبدو له ضائعة لهذه الدرجة فقد انتبهت انها ابتعدت عن منزلهم بالفعل قالت و قد فشلت في إخفاء الأمر:" لقد غرقت بالتفكير و قادتني قدماي إلى هنا" و أكملت و هي تحاول الهروب و سألت بتوتر:" كيف هي تجهيزات الزفاف؟"
"بخير" رد و قد تغيرت ملامحه
"اخبرتني ويلا أنك متوتر" قالت بعد فترة
"لست متوتر و لكن يجب ان يكون كل شئ منظم" قال بإنزعاج
"أنت على حق ويلا قد تكون غير منظمة احياناً"ردت بتفكير
"تلك الفتاة هي سبب توتري اصلاً و ايضاً كنت..." قال بقلق و لكنه قطع كلامه
"كنت!؟" سألت بشك
"لا تهتمي موضوع آخر و أعتقد ان جزء منه قد انحل" قال ببعض الراحة


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرحباً

فصل جديد من باندورا في الريف

أترك لكم مساحة للتعليق


و دمتم بود

باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن