عمت الفوضى في المكان، فقد وقف المشغل على قدم و ساق بل و المنطقة بأكملها في سبيل إنجاح هذا الزفاف، وقفت هناك بكل توترها إنساب الفستان المخملي ذا اللون السكري الناعم، ليغطي جسدها و يبعث بعض الدفء ، كانت ترمق نفسها بالمرآة، انزعجت من منظر الأكمام، أصابها إحباط من كل شئ حولها، كانت مسترخية في الأيام الماضية فجأة شعرت ان لا شئ مكتمل و لا زالت هناك أمور ناقصة! أين كانت كل تلك الفترة الماضية؟ تتذكر أنها كانت غارقة في الحب، هائمةً مندفعة نحو أحلامها الوردية مع من سيكون زوجها، مع من كان دوماً أعز أصدقاؤها! فهي أخفت إعجابها به حتى عن نفسها و لأطول فترة! عندما رمى بطاقة عشقه مباشرة في احدى الأمسيات عندما اخيراً ضاق ذرعاً من عدم مبالاتها، لم تكن مصدومة تماماً و لكن مترددة واستشف هو ترددها و لكنها اقتنعت بحبه و جديته، عندما لم ينتظر ردها بل جرى في اليوم التالي إلى اخيها يطلبها، عندما أخبرها اخيها ظن انها على علم بهذه الخطوة و لكنها صدمت اخيها بصدمتها بالأمر فأخيها لن يعلم انها هربت من المسكين و أخفت نفسها عنه منذ ان صرح بمشاعره، كان ردها على أخيها و على استحياء "نعم" و التي خرجت مباشرة و صريحة مثلها، و حتى في مراسم الخطبة عندما قال بكل شاعرية "أنا أحبك" ردت مباشرة و لكن بخجل "و أنا بالمثل"
كانت دوماً مبدعة في التعبير عن مشاعرها فهي في الأساس كتلة من المشاعر و التصرفات الغير متوقعة فلماذا يخرسها سهم الحب هكذا الآن؟! كانت تعلم انها أمام مشاعر جديدة لا تستطيع ترجمتها هذا كل شئ و لكنها ستعتاد الأمر فقد كانت مدركة لمشاعرها و كل ما كانت تتفوه به لخطيبها من كلمات بسيطة رداً على مشاعره الجياشة كانت صادقة بها و قالتها وقد جرفتها المشاعر و لكنها كانت تخرج جافة دون قصد منها، يوهان كان يعلم و يدرك كل هذا و لا يزعجه هذا الجانب من شخصيتها!عادت للنظر للفستان و عزمت على ان تصل لأفضل نتيجة
"انظري من هذا الجانب" صاحت ويلامينا بشعرها الذي تطاير في الهواء في فوضى عارمة كالفوضى المحيطة و كفوضى عقلها
"أين لا أرى اي خلل؟"ردت الصهباء بقلة صبر
"هنا من الذراع يا جوليا"صاحت الأخرى هي تشير على الأكمام المنتفخة بأناقة
"يا لكِ من زبونة مزعجة" صاحت جوليا بإنزعاج و أضافت:" زفافكِ في الغد و لا زلت تخرجين العيوب العشر في ثوبكِ"
"و لكن أشعر ان كل شئ غير مكتمل"صاحت الأخيرة
"كل شئ جاهز و لكنك نمتي حتى اللحظة الأخيرة و فجأة تذكرت ان زفافكِ في الغد" قالت باندورا بهدوء و قد رفعت رأسها عن الطرحة التي راحت تنهي تطريز تفاصيلها الأخيرة
" ما رأيكِ يا باندورا؟"سألت ويلامينا بأمل
"أنا أجده مثالي" قالت باندورا بصدق
"دعيني أرى الطرحة" قالت ويلامينا بسرعة
"لن أسمح لكِ بذلك لم أنتهي من التعديلات بعد" صاحت فيها باندورا في قلة صبر و هي تبعد عنها القماش
"اساساً ما الذي تفعلينه هنا؟ عودي لمنزلكِ" قالت ويلامينا بإنزعاج
"أنا هنا لأساعد الفتيات ، و ان كنتي غاضبة لتأخري فقد أخبرتكِ ان اعمالاً طرأت لأخي في اللحظات الأخيرة" صاحت فيها باندورا بقلة حيلة
"من أنا لألومكِ " قالت ويلا بإنزاع و أضافت:" فأخي لم يظهر وجهه الا البارحة"
"صحيح لقد التقيته في لندن" قالت باندورا
" لقد أخبرني بذلك" ردت ويلامينا و هي تبحث عن شئ معين بقي بداخلها في وجه باندورا
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...