راقبت الثلوج الذائبة من خلف شباك المشغل بفضول، راقبت تلك الدعوة بتوجس، كان ذلك حلمها ان تتزوج مع أولى علامات الربيع و نهايات الشتاء!. تنهدت بانزعاج كانت تجول في فكرها كل أفكار الحضور او عدمه! فهي كانت أمام الحضور للمرة الأخيرة و الاعتذار او الهروب بعيداً في هذا الملاذ اللذيذ! كانت تعيش في تلك الحيرة المزعجة!
"تبدين شاردة الذهن؟"
هنا رفعت نظرها ناحية ايميلي التي كانت ايضاً تستعد لزفافها قريباً
"انني في حيرة ؟" قالت بتوجس
"ما هي حيرتك؟"
"خطيبي السابق سيتزوج صديقتي المفضلة سابقاً و قد وصلتني دعوة منهم" قالت بهدوء و أضافت:" أريد ان اودع ذلك المجتمع و أقدم إعتذاري الأخير و أسامح الجميع"
"اذاً اذهبي عليكِ ان تواجهي الماضي تقفلي جميع الأوراق القديمة بحزم"قالت ايميلي بهدوء
أطلقت باندورا بعد برهة تنهيدة راحة و اختارت هذا الأمر فعلاً و لكنها كانت خائفة، خائفة من كل شئ من ان تندم، ان تهان، ان تذل، ان تتعرض للتنمر، ان تواجه كل ذلك النفاق و الأهم خافت ان تعود و تعود كما كانت هناك، ان تفقد عقلها و يغريها البريق! كانت تحب ذلك البريق في الماضي و لكنها الآن لا تريد ان تعود له و لكنها ظنت ان
تلك حفلة واحدة و يجب ان تحلها!كان يراقب ملامحها الهادئة بتوتر كان لديه مخاوف كثيرة و لكن حديث والتر الأخير جعله متوتراً أكثر من اي وقت مضى ! ابتلع ريقه و كل السيناريوهات كانت تتوارد لذهنه!
"هل سنذهب لحفلة بارو؟" قطعت هدوءه و هي تنظر للرسائل التي وصلتها
"لا أعتقد اننا بحاجة لذلك" رد كريستوفر ببرود
"أنت على حق و لكننا بالتأكيد سنحضر إحتفال السيدة سوزيت لقد وعدتها" ردت جيزيل بلطف
"ليس هذا العام" رد و هو يشتت نظره بعيداً
هنا فقط تمالكت أعصابها! فهي لم تكن تفهمه، انتبهت لرسالة باندورا من بين الرسائل و خبئتها بهدوء، و من خلفها ظهر الظرف الأنيق! ما ان فتحته حتى كشرت بإنزعاج و قالت:"نحن لن نحضر زفاف جورج بروس و جودي تاكر المشؤوم بالتأكيد"
"بالتأكيد لن نفعل ذلك " رد بتلقائية
تنهدت بعدها و قد تعكر صفوها حقاً و قالت:" اليوم سأذهب لشاي الظهيرة عند صديقتي باولا"
"الأجدر ان تبقي في المنزل" رد كريستوفر و الذي راح يدعي في داخله ان لا تستفزها تصرفاته تلك النابعة من قلقه!
عادت تجلس في مكانها بإنزعاج! لم تناقشه ليس لعدم قدرتها و لكنها كانت تريد ان تفهم ما يدور في عقله تحديداً فقد كانت تلاحظ تلك التصرفات الغريبة ، و بعدها تذكرت و قالت بعد تفكير و تردد:" ماذا لو حظرت باندورا ذاك الزفاف المشؤوم؟"
"لا تقلقي عليها" رد و جال هذا في خاطرة فعلاً و كان قلقاً على أخته و لكن بقي غضبه منها و كبريائه مسيطراً مع ذلك
أنت تقرأ
باندورا في الريف
أدب تاريخيباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...