راحت تقاوم بعنف و هي تصرخ و تركل في الهواء
"اتركني أيها الحقير"
"سأفضحك و سأقتلك ان تطلب الأمر"
و لكن ما أمسك بها او بالأحرى من أمسك بها كان أقوى و أضخم من جسدها الصغير، فقد تمكن من شل حركتها، ظنت لوهلة انها متعبة من المقاومة و لكن كانت الحياة أمامها لم تكن مستعدة للموت
"توقفي إنه أنا" جاء الصوت المألوف لها، هدأت و قد نزلت دموعها بهدوء و استرخت خلايا جسدها "كريستوفر" قالت بلهفة ، نظرت له و بلا وعي و دون اي حسابات ارتمت في حضنه رمت خلفها كل شئ و كان هذا الأمان الذي تفقده، كان هو الشيء الناقص من كيانها فعلاً، كانت هي هي في وجود عائلتها، لطالما احتاجتهم حولها، كم افتقدت أخيها، باغتها سيل الذكريات، تذكرت والدها والدتها التي بالكاد تذكرها و أخيها الأكبر المغدور، العائلة التي أحبتها و راحت تبكي بحرقة كطفلة! بكت يتمها، بكت ماضيها، بكت وحدتها و حاجتها للأمان! و الذي شعرت أنه عاد اخيراً و لو للحظة و لو لدقائق، بذلك الحضن الاخوي أعادته لتلك الأيام الجيدة عندما كان كل شئ بخير، كان متردد من ان يبادلها الحضن و يرمي بكل حصونه و عتبه و غضبه، و لكن تباً لكل شئ جعلها تعيش هذا الأمر و هو أحد هذه الأشياء، و لكن بقي شئ في قلبه و أدرك ان هذا ليس وقت الغضب و العتاب! ان اخته وحيدته و قد لجأت له و هي تبكي، و تبحث عن الأمان، و مقاومتها قبل قليل كانت دليل كافي أنها خائفة من شئ ما! يا إلهي هل هو وحش ليتعامل معها هكذا؟ كم كان غبي؟ كم كانوا حمقى؟ هل كانت الأمور بهذه البساطة؟ أم كان عليهم ان يعيشوا كل ذلك ليدركوا أهمية العائلة؟، احتضنها و هو يحاول حمايتها، كان يريد احتواء خوفها و يذكرها انه الظهر القوي الذي تستطيع ان تستند عليه بل و ترتمي عليه و تمنى لو يستطيع حمايتها من العالم و من الحزن و من غضبه و من نفسها
"لا بأس عليكِ" قال و هو يربت على رأسها كما إعتاد أن يفعل بالماضي عندما كانت طفلة! انها لا تزال طفلة
جعلها هذا تزيد من بكاؤها و هي تصيح " أنا آسفة"
شعر بغصة في حلقه! انها نادمة و هو تمادى! كلاهما أخطأ فلا شئ يبرر ما فعله! و بالطبع كل ما فعلته كان خطيئة و هي قد أكلت درساً قاسياً ان لم يكن منه فهو من كل ما هي تعايشه الآن! هي آسفة، و في قرارة نفسه قرر انه آن أوان الفرصة الثانية لكليهما."انه لا يتركني " صاحت و أضافت "أنا خائفة سوف يقتلني" و راحت تهذي وسط بكاؤها:"أنا السبب، أنا آسفة"
بكاؤها ذاك أشعل قلبه غضباً من فعل ذلك بها ان عقله لا يأخذه سوى لمكان واحد و لشخص واحد و لكن! "انظر" قالت و هي تريه الرسالة بخوف!
فتح الورقة التي عصرتها باندورا بيدها و التي لو كانت بشراً لقتلته منذ زمن طويل وراح يلقي نظرة على الخط المبعثر و الذي يعبر عن جنون كاتبها!
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...