الفتاة الفطر

1.6K 154 70
                                    

تأملت نفسها في مرآتها الصغيرة القديمة، كانت تشعر بالتوتر من ذلك الثوب الذي ترتديه! هل هو مبالغ فيه يا ترى؟ ربما يجعلها تبدو كتلك الفتاة المتكبرة و هذا ليس ما تطمح له؟ و لكن ربما ان ظهرت متواضعة جداً هذا سيجعلهم يعتقدون انها ليست جادة ! وسط دوامة ا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تأملت نفسها في مرآتها الصغيرة القديمة، كانت تشعر بالتوتر من ذلك الثوب الذي ترتديه! هل هو مبالغ فيه يا ترى؟ ربما يجعلها تبدو كتلك الفتاة المتكبرة و هذا ليس ما تطمح له؟ و لكن ربما ان ظهرت متواضعة جداً هذا سيجعلهم يعتقدون انها ليست جادة ! وسط دوامة التفكير تلك  غاصت في ذكرياتها!
"لا يوجد ثوب يبدوا بشعاً عليكِ يا كاراميلا"
رفعت رأسها بثقة و هي تتباهى في ذلك الثوب الليلكي الخريفي المصنوع من الصوف
"أعلم يا جودي و لكن منذ ان وقعت عيني عليه وقع في قلبي و اردت الحصول عليه" ردت باندورا بتباهي
"و هل هناك شئ ترغبين به و لا تحصلين عليه؟" ردت جودي بإبتسامة جانبية
هنا توقفت باندورا، شعرت ببعض الانزعاج و تلقائياً رفعت حاجباً باستنكار! هل كانت تلك نبرة سخرية يا ترى؟  بالطبع كان يجب ان تعرف تلك البائسة بمكانتها و تريها مكانها الطبيعي و هو المركز الثاني!
"بالتأكيد فأنا باندورا دالتون و لست جودي تاكر" ردت بنبرة شديدة
خرجت من ذكرياتها تلك ! كانت قد ضغطت على ثوبها و شدته بقوة دون ان تشعر لدرجة انها مزقت الثوب ! نظرت بصدمة للثوب! لا تدري كيف فعلت ذلك و لكن ليكن ليذهب بذكرياته البائسة!
ذهبت لتغيره لأنها اساساً لم تقتنع به! بالمقابل أخرجت ثوب بني بلون جذوع الشجر
"هذا مثالي لن يجعلني ابدوا ملفتة" فكرت في نفسها
عدلت شعرها الكاراميلي الذي اختلط بالثوب ليضيف لها رونقاً مريحاً للعين، جدلته لكي لا يضايقها و لكنها لبست معه شريطة حليبية و شال صوفي حليبي.

خرجت من منزلها حاملة نفسها بكل قلقها! ان الجو بارد بالرغم من انها اختبأت تحت شالها الذي جعلها تبدوا كفطر البورسيني،كانت تسير و كلما غطست في تلك الذكريات القديمة حاولت العودة لشاطئ الواقع! و لكنها كانت عبثاً تحاول
"أنتِ أجمل فتاة رأتها عيناي"
رفعت نظرها له بهدوء و بحياء طفولي تناسب مع مراهقتها ابتسمت و قالت بكبرياء:" بالطبع فأنا الفتاة الوحيدة التي يجب ان تراها عيناك يا جورج"
"بالتأكيد و هل أجرأ يا ماركيزة دالتون" قال جورج بتباهي! هل كان يقصد مركزها لا شخصها؟ لا تستطيع ان تتأكد من ذلك و لكن بالطبع غرورها و تعاليها جعلاها ترد على الفور و تقول:" حتى لو كنت ابنة مشرد أنا متأكدة انني سأبقى في عقلك و قلبك"
عادت لواقعها و انتبهت انها ضغطت على يدها لدرجة ان الدم خرج منها! هذا سئ انها انها تتصرف بشكل متوحش الآن و بدأت تؤذي نفسها دون ان تشعر! اخرجت منديلاً و راحت تضغط على يدها لتوقف الدم، أكملت طريقها و هي تصارع ذكرياتها تلك! كانت تريد ان تسامح نفسها، فكلما مدت يدها لنفسها لتصافحها وجدت نفسها تأبى ذلك ؟ كانت لا تستطيع ان ترتاح و روحها تتقلب بتعب لقد آذت الكثيرين و عليها ان تقوم بشئ يريح هذه الروح التائهة!


باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن