"تعلمين انكِ لن تموتي ان قفزتِ من هذا المنحدر المنخض"
رفعت رأسها بإنزعاج ملتفتة لمصدر الصوت المألوف!
"الفتاة الغريبة" قالت بهدوء و هي ترمقها
"من الأفضل ان تبتعدي عن المنحدر ان كنتِ لا تريدين ان تكسري قدمكِ، فعلتها مرة في طفولتي حينما تحداني والتر و لم يكن امراً ممتعاً ، كانت والدتي ستقتلني" راحت ويلامينا تثرثر
"حسناً توقفي عن الثرثرة انني أشعر بالصداع و التعب من الأساس" صاحت فيها باندورا
نظرت لها ويلامينا بخفة و قالت بعدها بإبتسامة بلهاء ملأت وجهها الصغير:" ما الذي تفعلينه هنا!؟"
نظرت لها باندورا بإنزعاج و صاحت فيها بتكشيرة:" ما شأنكِ يا هذه"
"سمعت ان الخياطات تتنمرن عليكِ" قالت ويلامينا بلا مقدمات
نظرت لها باندورا بصدمة ان الأخبار تنتقل هنا كالنار في الهشيم! بالطبع ليس امراً صعباً ان يعلم الجميع ان أخلاقها سيئة فهي أعطت هذا الإنطباع منذ البداية! و لم تحاول ان تحسن صورتها بأي شكل من الأشكال
"ليس هذا موضوعي، انني ابحث والتر هل رأيتيه!؟"
"من!؟" قالت باندورا بإنزعاج
"أخي والتر، طويل له شعر أسود تعلوا وجهه نظرة ضائعة و تكشيرة بحجم الجبال" قالت ويلامينا و أضافت و هي تكلم نفسها:" لقد كان عند الطبيب رايدر،انه دائماً يختفي حينما أحتاجه"
نظرت لها باندورا بإستغراب فهذا الوصف لم يكن غريباً عليها و لكنها تجاهلت الأمر و ركزت بذكر الطبيب، كم تستمتع حينما تسمع بأخباره، لا عذر لها ان تذهب و تقتحم عيادته كما انه لا وقت لديها لتخطط لهذه الأمور فهي مشغولة جداً !
"أنا ذاهبة" قالت باندورا بإنزعاج
"سوف آتي معكِ اساساً أنا بحاجة للذهاب للسوق ثم ان الدردشة مع الخياطات أمر ممتع" قالت ويلامينا بمرح
"أرجوكِ لا تتبعيني رأسي لن يتحمل ثرثرتكِ عودي لبيتكِ" صاحت فيها باندورا بضيقطول الطريق، لم تصمت ويلامينا لدقيقة و وبختها باندورا ألف مرة و لكن هذه الفتاة عجيبة و عنيدة لا تستمع ابداً و هي تكره النوع من الناس الذي لا تستطيع السيطرة عليه او حتى استفزازه!
"باندورا أنتِ كوني الحكم هنا" قالت ويلامينا بإنزعاج متجاهلة إعتراض باندورا على ثرثرتها:" شاب قضى عمره ليكون محامي حينما انهى دراسته فجأة قرر ان يصبح مالك مصنع، أليس هذا مضحك"
"لا شأن لي في تفاهاتكِ" قالت باندورا بملل
"تخيلي أخبرته انه يجب ان يعمل بما درسه فقد افنى عمراً في هذه الدراسة لكن هل يستمع لي أحد بالطبع لا ، يعامل هذا المصنع كأنه طفله لا يستطيع ان يتركه، انا أفهم أنه مصنع والدي و لكنه مات و قد خسر الكثير من المال و لم يستطع ان يبيع هذا المصنع، اخبرته والتر أنت محامي تخيلي ماذا أجابني"قالت بحماس و انزعاج و أضافت :" لا أريد ان أعيش حياتي كمنافق و متملق، ثم ان عملي في المصنع أكثر راحة لي ، هذا ما قاله انه يحبس نفسه بين الحديد و النحاس، و أنت تعرفين مدينتنا ليست صناعية انما زراعية فدائماً لديه نقص في العمال، كما انه يسافر بإستمرار ليبيع الإنتاج، انه يهلك نفسه"
"هل يمكن ان تتوقفي سأموت من ثرثرتكِ" صاحت فيها باندورا موبخة
"تحدثت مع الطبيب رايدر ليقنعه فهو صديق جيد له و لكن الطبيب وقف في صفه يقول دعيه يفعل ما يحب و أنا هنا قلقة على مستقبله فهذا المصنع أغرق والدي بالديون" قالت بحماس
نظرت باندورا للثلاث زهورالهندسية الشكل و اللافته الفخمة "مشغل ساني للأزياء" شعرت بالراحة فقد كانت المرة الأولى الذي تشعر فيها بالراحة لوصولها للمشغل و هي التي تكرهه و تكره العمل فيه اساساً
"حسناً الآن ابتعدي عن طريقي و لا تتبعيني لعملي" قالت باندورا
"لا تقلقي و لكني سأعود لإلقاء التحية لاحقاً" قالت ويلامينا بإبتسامة مرحة.
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Ficción históricaباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...