المهزلة

1.5K 168 39
                                    

نظر لكل شئ بترقب لقد رسم خطته جيداً حاكها بذكاء  اتفق مع المدعي العام، ليخرج نفسه من هذه الورطة"تقول انك ستبيع موكلك!؟" قال المدعي و هو يمسح عرقه بصدمة و توتر"لا شأن لك فقط أريدك ان تظهرني في موضع الحق، أعتقد ان ما أعطيتك سيجعلك تنفذ ما أقوله لأطو...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نظر لكل شئ بترقب لقد رسم خطته جيداً حاكها بذكاء  اتفق مع المدعي العام، ليخرج نفسه من هذه الورطة
"تقول انك ستبيع موكلك!؟" قال المدعي و هو يمسح عرقه بصدمة و توتر
"لا شأن لك فقط أريدك ان تظهرني في موضع الحق، أعتقد ان ما أعطيتك سيجعلك تنفذ ما أقوله لأطول وقت ممكن" قال و هو يشير على صرة كبيرة راح يتلاعب بها بين يديه
نظر لها المدعي بحماس و صاح:" هذا صحيح لا تقلق أستطيع مساعدتك، سيكون كل شئ حسب الأصول"
"و لا تنسى الآنسة دالتون ستخرج من هذه المصيبة معي" قال بخبث و هو يرمي عليه الصرة
"لا تقلق" قال المدعي بعدم قناعة
فعقله لم يستوعب انقلاب الحال و كل هذه القذارة و لكن المال الذي اعطي له كان مقنعاً جداً

تنفست بصعوبة و هي بالكاد تستطيع ابتلاع ريقها!، عليها ان تكون قوية
وقفت جيزيل في المحكمة بثقة فقد كانت هي المجني عليها و الشاهدة و كل شئ في هذه المحاكمة التي اعتمدت عليها تماماً، شعرت ان حياة الكثيرين بين يديها،كان قلبها ينبض بشدة، شعور القوة ذاك ارعبها بشكل كبير، و لكن كانت بحاجة للثقة و عليها ان تكون قوية لأجل زوجها و لأجل روح صغيرها و الأهم من أجل نفسها!
"ان المجني عليها و الشاهدة هنا"
"لتبدأ الجلسة" قال القاضي بملل و هو يراقب ملامح الفتاة التي بالكاد تصبح امرأة التي تقف أمامه مرتعبه! أكمل و هو يدعوا في سره ان ينتهي من هذه القضية الغبية  الشائكة، فقد اكتفى من هذه المشاكل العائلية
"المدعي العام المنصة لك" قال القاضي و هو يرمق المدعي بملل
"من الجيد ان السيدة دالتون قد ظهرت اخيراً فهي التي ستخبرنا بكل الحقائق" قال المدعي بحماس و هو يبحث عن نظرات الفخر في عين المحامي الحقير، فقد كان فخوراً بدخلته تلك و اعتقد انها قوية و مقنعة
"يا سيدة دالتون اولاً نريد ان نسمع منكِ عن ليلة سقوطكِ" قال بثقة
نظرت له جيزيل بانزعاج و فكرت في نفسها:" يا له من غبي!". تنهدت فالقادم هو الأهم أخذت نفساً شعرت انها معه قد سرقت كل هواء القاعة.


"انا اتهم المحامي بران بكل شئ حصل لي" قالت جيزيل مفجرةً القاعة بتهمتها القوية
نظر لها المدعي بهلع مع انه كان يعرف ان هذا الامر قادم و لكن قوتها تلك أقلقته فهو قد سمع عنها أنها مسكينة و شخصيتها ضعيفة!
رفع المحامي بران نظره بثقة حاول ان يخفي خلفها توتره البسيط فهو لم يرد للأمور ان تصل لهذا الحد، و لكنه بكل بساطة توقع ذلك منها! انه ليس احمقاً ان عقولهم الصغيرة لا شئ عند دهائه، كان ما يقلقه هو المدعي، مع ذلك كان قد خطط لهذا الأمر ايضاً
"م..م..ماذا؟" قال الرجل بتردد:"و ما هو دليلكِ؟"
نظرت له لبرهة بعد صمت مطبق بين شهقات الجميع و قالت ببساطة و قد استمدت قوتها من نظرات زوجها الواثقة لها التي كانت رسالة لها لتستمر، الذي جلس بهدوء معتاد في مكانه دون ان يحرك ساكن
" أنت المدعي و لست أنا الجواب عندك"
"و لكنكِ غيرتي أقوالكِ عن التي في المركز يا سيدة دالتون و هذا سيعقد الأمور"
"هل نطقت بحرف في المركز يا سيدي؟ لم أكن موجودة يومها اساساً لقد كان المحامي بران هو من قدم الشكوى" قالت بهدوء
"و لكن لماذا؟" قال المدعي و هو يمسح عرقه بتوتر فقد ضاع منه كل شئ كان سيستجوبها لتفضح زوجها و لكنها فضحت صاحبه
كان المحامي بران يتوقع ان يحصل هذا لذلك تمالك أعصابه رغم انزعاجه و غضبه
نظر القاضي مجدداً لكل شئ بإنزعاج، هذه القضية لا تريد ان تنتهي بسلام، طرق بمطرقته بإنزعاج و صاح بعنف :" نظام، يا حضرة المدعي يبدوا انك لم تقم بعملك على أكمل وجه !" و أضاف:" المدعي عليها لتكمل"
"شكراً سعادتك" قالت بثقة و أكملت مسترسلة:" سعادتكم في تلك الليلة اتذكر جيداً انني دخلت في مشادة كلامية مع المحامي، و كانت بشأن أخت زوجي كان يحاول ان يألب رائي ضدها، اتخيل انه يحقد عليها لأنها رفضته في السابق عندما تقدم لها"
نظر الجميع لكل شئ بصدمة و بالطبع قلبت موازين القاعة!!
"انتظر" صاح المدعي بعنف و أكمل قبل ان يسكته القاضي:" و ماذا عن زوجكِ هو يعرف بكل شئ"
"سعادتكم زوجي قد تم التلاعب به و أخفت الحقائق عنه، لذلك لا يوجد شئ ضده هنا، لقد وثق بالمحامي كونه محامي العائلة لسنوات !" قالت بثقة و أكملت باشمئزاز و هي ترمق المحامي بران الذي لم يستطع ان يخفي انزعاجه هذه المرة:" في تلك الليلة رأيته يلحقني للخارج و كان هو آخر وجه رأيته"
"هذا مستحيل لقد قلتي في الشكوى المرفوعة انكِ لم تري أحد" قال المدعي بفخر و كأنه وجد الكنز العظيم
"ربما لم تقرأ جيداً أقوالي في الشكوى يا سيدي! فقد قلت للمحقق عندما زارني في المرة الثانية انني لا أتذكر ما حصل لي و لم اقل لم ارى أحداً و ثم لماذا تعتقد انني اختفيت في تلك الفترة؟" قالت بسرعة و بغصة و اضافت:" تذكرت ما حصل لي في تلك الليلة"


نظر لها المحامي بران بهلع هذه المرة و حقد فها هو يفضح أمام كريستوفر الذي بقيت ملامحه ثابته لم يحرك ساكناً لم يحرك حتى رأسه و كأنه تمثال من شمع!
"هذا مستحيل يا سيدي انه محض افتراء" صرخ المحامي بران و قد فلتت أعصابه، و لكنه سرعان ما استوعب الفخ السخيف الذي وقع فيه! هذه هي خطتهم اذاً باندورا ليست في صفه! لقد كانت خطة بدائية غبية وقع فيها و لكن حماسه و غروره بنفسه و ذكاءه خيب ظنه و كان سبباً في وقوعه سريعاً!! و ايضاً عودة ذاكرتها لها !
"نظام!" صاح القاضي و هو سينفجر في اي دقيقة من هذه المهزلة


كان كريستوفر يجلس على أعصابه بالرغم من جموده و بروده الظاهري! كان الغضب و الحيرة قد تملكتاه و الندم رافقه كل تلك الفترة فقد ندم انه صدق المحامي لقد آذى زوجته و آذى اخته و ان كانت مخطئة! كان غاضب يتمنى لو يستطيع قتل الماثل بجانبه! و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه! كان محتار لأنه لا يدري هذه الرحلة إلى أين ذاهبة؟
كان ينظر لزوجته بفخر كانت قوية كما لم يعهدها، فبدل ان تتكئ عليه لينقذها ها هي تنقذه، كان يشعر انها اليوم حملت الجميل الأكبر الذي لن يستطيع مجاراته مهما قدم لها!
حول نظره لأخته، الشريرة في نظرة و التي لا يزال و حتى تلك اللحظة لا يستطيع مسامحتها! كان يشعر بالندم لأنه بالغ في ردة فعله! و لكنها وقعت في شر أعمالها! كان يشعر ناحيتها بالكثير من الشفقة النابعة من كونها مدللته سابقاً وبعض الندم كونه أوصلها لهذه الحال! كان يستطيع ان يعاقبها و بشكل أخف حدة من هذه الطريقة و لكن مشاعره و كل الكره الذي امتلأ في صدره جعلوه أعمى عن كل شئ آخر و عن حقيقة كونها أخته! لا يدري ان كان بعد هذه المحاكمة سيستطيع ان يسامحها و لكنه بالتأكيد كان ينوي ان يعيد لها حقها و سيتركها في حال سبيلها! ابتلع ريقه بإنزعاج و عاد ليتأمل المهزلة بكل تلك المشاعر التي تجتاحه!

"سعادتك لنعد لمحضر التحقيق" قال المدعي بتوتر و أكمل و هو يبتلع ريقه"ان محضر التحقيق الاولي واضح سعادتك، ان السيد بران قد قدم الشكوى بالتوكيل، و هو أحد الشهود"
"عد لمكانك ايها المدعي و دع المشتكية تكمل قصتها" قال القاضي ببرود
نظرت لهم جيزيل بهدوء و قالت:" سيدي لقد خرجت تلك الليلة من النادي متعبة، لم انظر خلفي كنت كل ما اريده هو الوصول للعربة!، لم ارى من دفعني فعلاً"
"هل ترى يا سيدي انها تناقض نفسها" صاح المدعي
"اصمت و الا تعرضت للطرد الحديث بإذن" قال القاضي بغضب
عاد المدعي لمكانه كفأر وديع و قد أصابته الخيبة
"سيدي أنا رأيت السيد بران و أنا ساقطة ارضاً تقدم مني و قال لي بالحرف الواحد"ان لم تموتي يجدر بك الهرب و الا مصير زوجكِ سيكون كمصير ابيه!" قالت بإنزعاج متذكرة و أكملت:" لم اتذكر تلك اللحظة الا بعد فترة، اصبحت اتذكرها و كأنها واقع أمامي، و لذلك خفت على حياة زوجي ففي كلام المحامي بران تهديد صريح على حياة زوجي و لذلك خفت و اضطررت للإختفاء"
نظر لها الجميع بصدمة فأحداث هذه القضية أصبحت تأخذ مجرى آخر! غير السابق فها هم امام قاتل غير متوقع قد يكون ارتكب جريمتي قتل و مستعد لإرتكاب الثالثة بالتأكيد!
"سيدي الشهود" قال المدعي بتردد
"أين هم الشهود؟" سأل القاضي
"شهاداتهم في المحضر" قال المدعي و هو يشعر بالورطة قد راح يبتلع نصف الحديث
"ان هذا المحضر باطل منذ الآن لن يؤخذ عليه" قال القاضي بصرامة
و أعاد نظره لجيزيل و قال بهدوء:" اذاً انتِ لا تشتكين على أخت زوجكِ؟"
عادت جيزيل و هي تحرك نظرها ما بين زوجها و باندورا، و قالت:" لا إنما شكوتي على المحامي بران "

____________________
مرحباً يا أصدقاء

اترك بين أيديكم الفصل الجديد

اتمنى ان يكون عند حسن ظنكم

دمتم سالمين

باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن