باندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لا أحد يدري كيف انقلبت الآيات و بات المتهم برئ و المشتكي يتهم المحامي عنه! ربما تلك كانت من أغرب المحاكمات التي مرت! كان القاضي يستطيع تأجيلها و لكن التأخير لم يكن في صالح صحة عقله الذي يكاد ينفجر من كل هذه الإنقلابات! كان على هذا الجمهور المتشوق ليشهد على العدالة و الذي جاء بغرض التشمت بباندورا في الغالب، ان يقف مشدوداً و مصدوماً أمام هذه التطورات!
فقد وقف هذه المرة المحامي بران أمام القاضي بصفته متهم! كان قد تخيل ان يقف هذه الوقفة و لكن ذلك الشعور من الذل و الضعف فاق توقعاته، إنعكاس صورته و الشمس التي تكاد تعميه و همسات الجمهور كل شئ كان يزجره و يؤنبه! الوقفة التي اوقفها باندورا ها هو يقف مكانها الآن! و لكنه أقوى منها و ليس بحاجة لأحد مثلها! سيخرج نفسه من هذه الورطة، فهو لا يزال قوي و غاضب و لا يشعر بأي شعور من تأنيب الضمير! و شعوره ذاك بأنه على حق هو الذي جعلته ثابتاً و شعوره الأزلي ان له حق مغتصب كان محركه! الحقيقة التي اخفاها ليحقق أحلامه و أحلام أبيه! و لكن أكثر ما كان يغيضه انه ابتلع الطعم الغبي بالرغم من كل شئ و سلم روحه للمدعي و لكنه لا يحتاج لمحامي و لا لمدعي انما سيكون هو من يدافع عن نفسه! خطط للأمر جيداً سيقلب عليهم الطاولة ! كان واثق من نفسه حتى النخاع "المتهم السيد مايكل بران، من ستوكل عنك؟" نظر المحامي بران بثقة و ابتسامة جانبية و قال:" انا اوكل نفسي!" رفع نظره للجمهور بثقة و هو يراقب تحركاتهم و ملامحهم! انهم مستمتعون و هو سيقدم لهم المتعة المطلوبة، كانوا يتهامسون و هم يرشقونه بالتأنيب و كأنهم هم القضاة ! فالبشر يستسهلون الحكم على الناس! "المدعي العام ليتفضل" قال القاضي بملل و هو يراقب دخول المدعي العام بمشيته المضطربة و هو يمسح عرقه معتقداً ان هناك هيبة لحضوره المهزوز "حاضر سعادتك" قال بتوتر ، و توجه للمحامي بران و قال بلطف شديد "اذا يا سيدي هل هذه التهم التي وجهتها لك المدعية حقيقية؟"سأل المدعي بهدوء و كأنه أم حنون تطبطب على ولدها "لا يوجد دليل على اي شئ" قال المحامي ببرود "حسناً"قال المدعي بلطف "هل تريد ان تضيف اي شئ !" "لا " رد المحامي بوقاحة و ثقة مفرطة و هو ينتظر فرصته الذهبية لينقض عليهم! "اذاً لتتقدم الآنسة باندورا دالتون كشاهدة" قال المدعي بحذر و قد شعر بثقته تخور بعض الشئ! ولكن الخطة التي رسمها مع صاحبه كانت مسكناً للصداع الذي كان يعاني منه! و المال الذي أخذه أشبع عيونه !