كل شئ من أجل لا شئ

1.5K 158 20
                                    

لا أحد يدري كيف انقلبت الآيات و بات المتهم برئ و المشتكي يتهم المحامي عنه! ربما تلك كانت من أغرب المحاكمات التي مرت! كان القاضي يستطيع تأجيلها و لكن التأخير لم يكن في صالح صحة عقله الذي يكاد ينفجر من كل هذه الإنقلابات!كان على هذا الجمهور المتشوق ل...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لا أحد يدري كيف انقلبت الآيات و بات المتهم برئ و المشتكي يتهم المحامي عنه! ربما تلك كانت من أغرب المحاكمات التي مرت! كان القاضي يستطيع تأجيلها و لكن التأخير لم يكن في صالح صحة عقله الذي يكاد ينفجر من كل هذه الإنقلابات!
كان على هذا الجمهور المتشوق ليشهد على العدالة و الذي جاء بغرض التشمت بباندورا في الغالب، ان يقف مشدوداً و مصدوماً أمام هذه التطورات!

فقد وقف هذه المرة المحامي بران أمام القاضي بصفته متهم! كان قد تخيل ان يقف هذه الوقفة و لكن ذلك الشعور من الذل و الضعف فاق توقعاته، إنعكاس صورته و الشمس التي تكاد تعميه و همسات الجمهور كل شئ كان يزجره و يؤنبه! الوقفة التي اوقفها باندورا ها هو يقف مكانها الآن! و لكنه أقوى منها و ليس بحاجة لأحد مثلها! سيخرج نفسه من هذه الورطة، فهو لا يزال قوي و غاضب و لا يشعر بأي شعور من تأنيب الضمير! و شعوره ذاك بأنه على حق هو الذي جعلته ثابتاً و شعوره الأزلي ان له حق مغتصب كان محركه! الحقيقة التي اخفاها ليحقق أحلامه و أحلام أبيه! و لكن أكثر ما كان يغيضه انه ابتلع الطعم الغبي بالرغم من كل شئ و سلم روحه للمدعي و لكنه لا يحتاج لمحامي و لا لمدعي انما سيكون هو من يدافع عن نفسه! خطط للأمر جيداً سيقلب عليهم الطاولة ! كان واثق من نفسه حتى النخاع
"المتهم السيد مايكل بران، من ستوكل عنك؟"
نظر المحامي بران بثقة و ابتسامة جانبية و قال:" انا اوكل نفسي!"
رفع نظره للجمهور بثقة و هو يراقب تحركاتهم و ملامحهم! انهم مستمتعون و هو سيقدم لهم المتعة المطلوبة، كانوا يتهامسون و هم يرشقونه بالتأنيب و كأنهم هم القضاة ! فالبشر يستسهلون الحكم على الناس!
"المدعي العام ليتفضل" قال القاضي بملل و هو يراقب دخول المدعي العام بمشيته المضطربة و هو يمسح عرقه معتقداً ان هناك هيبة لحضوره المهزوز
"حاضر سعادتك" قال بتوتر ، و توجه للمحامي بران و قال بلطف شديد
"اذا يا سيدي هل هذه التهم التي وجهتها لك المدعية حقيقية؟"سأل المدعي بهدوء و كأنه أم حنون تطبطب على ولدها
"لا يوجد دليل على اي شئ" قال المحامي ببرود
"حسناً"قال المدعي بلطف
"هل تريد ان تضيف اي شئ !"
"لا " رد المحامي بوقاحة و ثقة مفرطة و هو ينتظر فرصته الذهبية لينقض عليهم!
"اذاً لتتقدم الآنسة باندورا دالتون كشاهدة" قال المدعي بحذر و قد شعر بثقته تخور بعض الشئ! ولكن الخطة التي رسمها مع صاحبه كانت مسكناً للصداع الذي كان يعاني منه! و المال الذي أخذه أشبع عيونه !

باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن