ما بعد...

1.9K 185 90
                                    

اخترقت نسائم الربيع الرقيقة لتداعب الستارة الشيفونية الغالية، و أرست لتدغدغ الشموع الكثيرة التي ملأت الغرفة الفخمة التي امتلأت بالبشر، كانت ثيابهم الربيعية جميلة و واضحة كل معالم الترف عليها، كانت ضحكاتهم تعبر عن همومهم البسيطة او ربما هم يتصنعون ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اخترقت نسائم الربيع الرقيقة لتداعب الستارة الشيفونية الغالية، و أرست لتدغدغ الشموع الكثيرة التي ملأت الغرفة الفخمة التي امتلأت بالبشر، كانت ثيابهم الربيعية جميلة و واضحة كل معالم الترف عليها، كانت ضحكاتهم تعبر عن همومهم البسيطة او ربما هم يتصنعون انهم بلا هم، نظرت للقاعة بصمت و هي تعدل شعرها و ترتب ثوبها الأصفر الناعم،  كانت تستطيع ان تسمع همساتهم السيئة عنها بكل وضوح!
"مات طفلها حديثاً كيف تستطيع ان تحتفل الآن؟"
"انظري اليها انها ترتدي ثوباً فاتحاً لم تحترم موت جنينها!"
"ياللعار!!"
العار! انها تشعر به و لا يفارقها لأنها لم تعرف كيف تحافظ على فلذة كبدها، انها قاتلة في كل المقاييس في نظر نفسها.
تجاهلت كل ذلك لتركز على خطتها الأساسية، راحت تراقب الشيطان يتحرك في القاعة هنا و هناك، انها موهبته يمارسها بكل استمتاع في مثل هذه التجمعات! يوطد علاقته و يحقق خططه و يستميل عقول الحمقى بحديثه اللبق، كانت هذه خطتها لتجمع منه المعلومات لتجد الدليل الضائع و تحقق العدالة المهدورة، فقد خططت جيداً و دعت أحد النبلاء الذي تعرض للنصب و كان يبحث عن محامي جيد يعيد حقه، علمت انه لن يفوت الحفلة ليلتقي بالرجل و يعرض خدماته!

وقف في زاوية الغرفة مع مجموعة صغيرة يتجاذب أطراف الحديث و هو يراقب ملامحها المترقبة المضطربة بقلق، كان قد كشف خطتها و فهمها جيداً و لكنه ساير همها و تركها لتفعل ما تريد، فالقبض على المحامي ليس همه انه يثق بالمحامي ثقة عمياء فهذا الرجل قد انقذه سابقاً فلماذا لا يفعل هذا اليوم، هو من ساعده للزواج من محبوبته حينما تكلم الجميع فيها، هو الذي كانت له يد في تبرئتها هي فقط لا تدري بذلك هو لم يخبرها عن ما حدث تماماً و عن ما فعله مع المحامي ليثبت لوالدها براءة جيزيل! و لكنه مع ذلك لم يكتشف الا متأخراً لعبة باندورا و يدها في هذا الأمر، كان المحامي هو من كشف له ذلك لو لم يخبره كان سيظل مخدوعاً بأخته و بوجهها البرئ. لقد خدعته اخبرته انها بظهره ،وعدته بأنها لن تخونه و لكنها فعلت و قد سقطت من روحه سقطة عنيفة! فتت قلبه بشكل لم يتخيله فهو قد وضع أخته في برج عاجي بعيداً عن مرتبة البشر و لكنها لم تستحق ذلك! و لذلك عندما علم بخيانتها تعرض لصدمة عظيمة لدرجة انه قد اصابته حمى ظنت يومها جيزيل ان هذه الحمى سببها حزنه على مرض والده و لكن كانت صدمته بحقيقة أخته! انه مدين للمحامي لأنه كشف له المستور.

باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن