باندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
غطت الثلوج المساحات الشاسعة، أصبحت الطرقات كلها بيضاء ناصعة كان هذا المنظر خانقاً بالنسبة لباندورا! الكثير من البياض أتعب عينيها فقد تلطخ قلبها اساساً بالكثير من المساحات السوداء و لذلك هي لا تطيق هذا البياض! كما انه موحش جداً و كئيب، اساساً هي تكره الشتاء و اليوم هي تكره أكثر! كانت العربة تختض بها كثيراً فالطرقات قديمة و بدائية في الأرياف، كل ما لفت نظر باندورا من هذا كله هي القصور التي مرت بها! كانت تتمنى في قرارة نفسها لو ترك لها أخيها قصراً بدل بيت! شعرت بكآبة شديدة و هي تتذكر انها رضخت تماماً، ليس امامها سوى هذا الحل! فمن سيرغب بمساعدة النبيلة المدللة المغرورة دون مقابل!؟ ان المقربين منها كانوا أول من اداروا نظرهم عنها بل و طعنوها، فلم يكفيهم ان تكون شبه مشردة و فقيرة و وحيدة تماماً
"لم أستحق كل هذا بالرغم من كل شئ فأنا لم اسئ لأحد" فكرت باندورا بغرور! متجاهلة التفكير الحقيقي بمصدر دخل! ففتاة نبيلة مثلها ما هو العمل الذي ستجده في الريف!؟ و في منطقة بائسة تقتات على صيد السمك و زراعة بعض المحاصيل مثل دايز هيل!فجأة شعرت بالإختناق و كأن العربة التعيسة لم تعد تكفيها ! "اوقف العربة!" صرخت و هي ترتجف و تبحث عن منفذ للهواء، تريد ان تتنفس و تشعر ان قلبها سينفجر في اي دقيقة ان لم يتوقف عن النبض بهذا الجنون! "و لكن السيد طلب مني ان لا....." قال الحوذي ببرود و لكنها صرخت بعنف:"سأرمي نفسي من العربة ان لم تتوقف" "ماذا!؟" قال الرجل اوقف الحوذي العربة فقد خاف ان تنفذ وعيدها و يقع هو في مشكلة هو في غنى عنها بسرعة قفزت من العربة و هي تشعر و كأن الموت قادم لها لا محالة كانت لا تستطيع التنفس و قلبها يخفق بشدة، كانت خائفة من شئ ما لم تستطع تسميته، فجأة شعرت بأن عالمها ينهار بل ان وجودها في هذه الحياة مهدد !! "توقف!" صاحت و هي تضرب قلبها بقوة ربما و بيأس يتوقف عن الخفقان بهذه القوة و خلفها انهمرت دموعها تبعتها رعشة قوية سرت في كل أوصالها كالكهرباء و راحت تصرخ بألم و هي تبكي "لا أستطيع! لا أستطيع!" نظر لها الحوذي بخوف فصراخها و بكاؤها كان جنوني! و لم يفهم ما يجري لها و لكن عقله الجاهل حلل الأمور بغباء "يا إلهي لقد أصابها مس شيطاني " قال بخوف و هرب كانت في هذه الأثناء تحاول انت تلتقط أنفاسها تحاول ان تقاوم شئ مجهول يشبه الموت! هذا الشعور الغريب الذي باغتها كانت تصرخ و تبكي و هي لا تعرف ما الذي يجب ان تفعله بنفسها ، كانت ترتجف و تشعر بخوف شديد "اهدئي يا آنسة " سمعت هذا الصوت الهادئ خلفها ، أمسك الغريب صاحب الصوت بكتفها بلطف شديد و قال بعدها:" خذي نفساً " و أضاف:"الآن تخيلي انكِ تشمين الوردة و بعدها اخرجي النفس و كأنكِ تطفئين الشمعة" كررت ما طلبه منها الغريب وجدت ان فعلاً هذا يساعدها كثيراً "هل تشعرين أنكِ أفضل الآن!؟" سألها بهدوء "أجل و لكن كيف؟!" سألت بصدمة و فضول "كلما شعرتِ بهذا الشعور اشربي بعض الماء و اخرجي و هرولي و خذي نفساً مثل ما فعلتي الآن سيذهب عنكِ" قال شارحاً فجأة شعرت انه ابعد يده عن كتفها التفتت لترى بفضول هذا الغريب و لكنه اختفى كان الأمر اشبه بالحلم! راحت تتلفت حولها تبحث عنه "هل رأيت الرجل إلى أين ذهب ؟!" سألت الحوذي الذي عاد للعربة و هو ينظر لها بريبة و يحاول ان يتأكد انها لم تعد مصابة بشئ "كلا و لكن يجب ان اوصلكِ يا آنسة لا وقت لدي..." قال بإعتراض "حسناً حسناً" قالت بإنزعاج عادت للعربة و هي تشعر بتعب و نعاس شديد، كانت تفكر من تراه يكون هذا الغريب؟! انها لم تستطع ان تسرق نظرة لشكله او حتى تشكره! لقد ساعدها و هو لا يعرفها. كان هناك شعور غريب يدغدغ معدتها بلطف! بعد تلك العاصفة كان كل شئ مسالماً من جديد!