نظرت لهديتها، امتلأت روحها بخوف حقيقي، علق ذلك في الفزع في حلقها، انهم لن يتركوها سيضغطون عليها
"ما الذي فعلتوه ؟" صاحت بفزع
"لم نفعل شئ بعد و لكننا سنفعل ان لم تقبلي بعرضنا" قال ببرود و أضاف:" و لكن علي ان اعترف ان خطيبكِ الغبي هذا عنيد جداً فقد بذل السبل ليجدكِ "
ابتلعت ريقها بخوف، ذاب عقلها لم تعرف كيف تفكر هلعت و هاي هي تختنق مجدداً، ستموت قبل أوانها هذا ما ظنته! و لكنها تذكرته و لم يغب عن عقلها، مثلما أخبرها شمي الوردة و انفخي الشمعة، كان بجانبها حتى في أصعب أوقاتها، هذه الذكرى البسيطة مدتها بالقوة عادت للتنفس بشكل منتظم
"لن تخيفني بقطعة القماش هذه وعرضك هذا خذه معك و انت تقفل الباب من خلفك" قالت بحقد كانت تريده ان يبتعد عنها، ليفكر عقلها بما يحدث معها
و لكنها وجدت عينيه تشتعل شراراً كان يحترق من انفعاله و راح يقول من بين أسنانه"استمعي الي فأنا لا أمزح"
"و أنا ايضاً لا أمزح" قالت بثقة و هي تتحدى نظراته تلك
" ستجنين على أحباؤكِ" قال بتهديد
"ستجني على رأسك بالمقابل، و لتدعو الرب انه لا يزال ثابتاً في مكانه فلا تدري في الغد ان كان سيبقى ام سيطير مع حبل المشنقة" قالت بقوة و قد دبت أوصالها بالشجاعة، شجاعة كانت قد نسيتها منذ زمن وسط ضعفها، نبض قلبها بالحياة مجدداً شعرت به يدب بأوصالها
"سترين سأقضي على جميع آل دالتون" قال بغضب و أضاف:" أنتِ اولهم"
"لا تقلق فالماضي يعيد نفسه فوالدك حاول قتل والدي لأنه عشق والدتي و لكنه فشل!" ردت بتهكم، كانت تريد ان تستفزه و بالطبع كان قد تم اسفزازه
"لقد خططت لقتل آلبرت" قال وقد بدء يفقد أعصابه
"لقد مات في عراك شبابي" قالت ببرود
وجدته يقترب منها بغضب و هو يسحب شعرها قائلاً من بين أسنانه:" لقد قتلت والدكِ ايضاً و أستطيع ان أفعل أكثر من هذا لأعيد حقي و حق أبي "
نظرت له بصدمة، حاولت ان تقاوم دموعها، كانت هذه فرصته و ابتسم بخبث:" انظري انكِ تبكين لذكراه"
" و سأستمتع بالتخلص منكم جميعاً، أخيكِ و زوجته" قال بإبتسامة خبيثة و أكمل و هو ينظر لملامحها الزعرة:" و بالطبع سأستمتع أكثر بموت جون الصغير"
هنا فقط دب فيها الغضب فصرخت فيه بجرأة: "اذاً انها حرب" قالت بشدة و قد تحفزت على ذكر الصغير:" روحي مقابل روحك و سنرى من ينتصر اولاً" كانت مصدومة و خائفة و حزينة و متعبة كل المشاعر تلاعبت بها و في عقلها عرفت ما ستفعله فلم يكن لديها وقت للتفكير بما حصل و لكن بما سيحصل، وهو ألهمها انه غبي! حينما يغضب ينسى نفسه و يندفع بتهور!
"خذ منديلك القذر معك و امسح به دموعك" صرخت بسخرية و هي تراه يكسر الباب من خلفه.
مسحت دموعها وقفت ترمق المنديل و قالت تطمئن نفسها:" انك بخير يا والتر أستطيع ان أشعر بذلك"كانت اخيراً تقف أمام هذه اللئيمة، تعرف انها سكتت عنها بما فيه الكفاية، و لكنها تجاوزت كل الحدود، تنفست لتهدئ نفسها ، لم ترد ان تنفجر فيها، سافرت للقرية خصيصاً لتفهم منها أكثر، كانت تجلس أمامها و التوتر واضح أمامها
"لماذا لم يأتي والتر؟" سألت جويل هامبل بوقاحة
"انه مشغول" قالت ويلا باختصاره في و أكملت:"يبحث عن خطيبته، و التي رحت تنشرين عنها الشائعات مجدداً"
"أنا لم أكذب في كلمة واحدة يا ويلامينا" قالت و قد هددت دموعها بالهطول
"هل رأيتي ذلك بعينيكِ" ردت ويلا و هي تنظر لها بشك، كانت تتقصد ان تنظر في عينيها مباشرة
"لا و لكن صديقتي..." قالت بسرعة ، قاطعتها ويلا بسرعة:" من هذه الصديقة أريد مقابلتها"
"لكنها لا تريد ان تقع في المشاكل" قالت بسرعة و هي تخفي توترها و كذبها
" لا تقلقي لن نأتي بذكر اسمها ثم ان تلك حفلة عامة و ليست لقاء سري فما المشكلة؟" ردت ويلا و هي مدركة كذب هذه الغبية
"لقد رأيتها" صاحت بتهور
"أين؟" عادت لتسألها
"عندما كنت في لندن قابلتها و قالت لي ان اعتذر منكم جميعاً " قالت بيأس كاذب
"لماذا لم تخبري والتر بهذه المعلومة؟" سألت ويلا
"لأنني لم أكن أريد ان أجرحه أكثر" قالت بسرعة في محاولة لإقناع محدثتها
"هل هذا كل ما قالته؟" سألت ويلا و هي مقتنعة بكذب هذه الحمقاء
"لا لقد أخبرتني عن محبتها للورد بارينقهام و كم ان حياة القصور هذه تجعلها سعيدة" قالت بوقاحة
"هل كانت مع اللورد حينما قابلتيها؟" سألتها ويلا
"نعم كان معها" قالت بتردد
"أين قابلتيها و متى؟"
"لا أذكر متى و لكنني قابلتها بالصدفة في السوق الكبير " قالت بسرعة
"لماذا لم تخبري أهلها" سألتها ويلا
"لأنني لم أكن أريد التدخل"
" و لكنكِ تدخلتي و اخبرتِ والتر و كنتِ مستعدة لإخباره انها خائنة لا تناسبه" ردت ويلا و قد كشفت كذبها اخيراً
"أنا.."
"قولي الحقيقة و الا سأضطر لإخبار الجميع بأفعالكِ" قالت ويلا بتهديد
"ماذا ستخبرينهم لا تستطيعين تهديدي" صاحت بثقة مزيفة
"حقاً" قالت ويلا بحدة
" جيد اذاً ستستمتعين غداً بخبر تعاونكِ مع اللورد بارينقهام لإختطاف باندورا و قد يصل هذا لمسامع الشرطة! ستكون هذه فضيحة كبيرة هل ستقوى جدتكِ المسكينة على تحمل هذه المصيبة" قالت ويلا بسخرية
"انتظري" قالت و هي توقفها
"أنتِ محقة انا كنت متعاونة معه كنت أزوده بأخبار باندورا و والتر" قالت بإحراج
نظرت لها ويلا بعدم تصديق، يالها من حقيرة، ياله من حب بشع، لقد انجرفت في الشر تماماً، كل ذلك اللطف و الخير ضاع،كانت تنظز لها تدرك أنها جميلة و لكن كانت ترى أمامها شيطان بشع
"و قابلت مساعده في المرة الأخيرة"
"مساعده؟"
"لا اعرف تماماً من يكون رأيته في القرية من قبل" قالت و أكملت :" و هو طلب مني أن افعل ذلك و لكنني لا اعرف شيئاً عن ما ينوون فعله"
"أين هي اذاً؟"
"في براكنيل"
"أين في براكنيل؟"
"فيلا كولن"
"هل يحبسونها هناك؟" سألت لتتأكد
"لا أدري ليست لدي هذه التفاصيل"
"حسناً" قالت و يلا و بعدها استدارت:" احذركِ من الآن لا تحاولي ان تستظرفي و تخبري اللورد و مساعده او تنشري شائعات غبية و الا سيصل كل شئ لمسامع الشرطة حتى قبل أهل القرية"
خرجت ويلا و في داخلها بقي شك غريب جعلها توقن ان هذه الحقيرة لن تتوقف، و هي لم تكن مخطئة فابتسامة غريبة ارتسمت على وجه الأخيرة!"لا تحزني نفسكِ"
تلك كانت جملة الطبيب يوهان الذي انتظرها خارج منزل جويل
"و لكني أشتاق لها و لا أعرف ما هي حالها الآن هؤلاء الأشرار بالتأكيد هم يعذبونها!" قالت بخوف
"لا بأس فقط دعينا نسير حسب الخطة " قال قد امتلأ هو بقلق مشابه لقلق زوجته و لكنه التزم الصمت
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...